5 ملفات حيوية.. ماذا ينتظر الرئيس الإيراني القادم؟

إسراء عبدالمطلب

يجعل النظام السياسي في إيران سلطة الرئيس محدودة، حيث يحتفظ المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، آية الله علي خامنئي، بالسيطرة المباشرة أو غير المباشرة على كافة فروع الحكومة، فضلاً عن الجيش ووسائل الإعلام.


بعد مرور أكثر من شهر على وفاة الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، المفاجئة في حادث تحطم مروحية، يستعد الإيرانيون لاختيار رئيسهم القادم يوم الجمعة المقبل 28 يونيو 2024.

ومع وجود ستة مرشحين على ورقة الاقتراع وعدم وجود مرشح مفضل واضح، فإن النتيجة غير مؤكدة، وهو تغيير ملحوظ عن الانتخابات الأخيرة. ومن المتوقع أن تبدأ عملية فرز الأصوات يوم الأحد.

إيران: سبعة مفاتيح لفهم سير عملية الانتخابات الرئاسية

ظروف خاصة للانتخابات

حسب صحيفة واشنطن بوست، قال الكاتب والمؤرخ الذي يركز على إيران، آراش عزيزي: “لقد انتُخب إبراهيم رئيسي في انتخابات غير تنافسية تمامًا في عام 2021 عندما كانت النتائج محددة مسبقًا. ولكن النتائج ليست محددة مسبقًا هذه المرة”.

ويجعل النظام السياسي في إيران سلطة الرئيس محدودة، حيث يحتفظ المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، آية الله علي خامنئي، بالسيطرة المباشرة أو غير المباشرة على كافة فروع الحكومة، فضلاً عن الجيش ووسائل الإعلام. ولكن الرئيس القادم قد يكون له تأثير كبير على الحياة اليومية، بما في ذلك المتطلبات الدينية والقيود على الملابس، وهو أمر بالغ الأهمية في بلد هزته مؤخراً احتجاجات تطالب بالحرية للمرأة في ظل الحكم الديني.

المرشحون للرئاسة

من المتوقع أن تبدأ عملية فرز الأصوات يوم الأحد. ولكن الخبراء يعتقدون أنه من غير المرجح أن يفوز أي من المرشحين الستة بأغلبية بسيطة، وفي هذه الحالة سيتوجه الإيرانيون إلى صناديق الاقتراع مرة أخرى في يوليو القادم لإجراء جولة إعادة بين المرشحين المتصدرين.

ولدى مجلس صيانة الدستور دور أساسي في الموافقة على المرشحين للرئاسة، حيث يتم تعيين جميع أعضائه البالغ عددهم 12 عضوًا – ستة من رجال الدين وستة من الفقهاء – بشكل مباشر أو غير مباشر من قبل خامنئي. ومن بين المرشحين الستة الذين وافق عليهم المجلس هم:

  1. قاليباف: رئيس البرلمان الحالي وعمدة طهران السابق، المعروف بعلاقاته الوثيقة مع الحرس الثوري الإسلامي.
  2. جليلي: عضو في مجلس تشخيص مصلحة النظام، وهو معروف بانتقاداته للمفاوضات الدولية بشأن البرنامج النووي الإيراني.
  3. هاشمي: نائب رئيس سابق، وُصف بالإصلاحي، يسعى لتعزيز علاقات إيران مع جيرانها.
  4. بيزشكيان: نائب رئيس البرلمان السابق وداعم قوي للاتفاق النووي لعام 2015.
  5. بور محمدي: رجل دين شغل مناصب وزير الداخلية والعدل سابقًا، ومعروف بدوره في إعدام السجناء السياسيين عام 1988.
  6. زكاني: عمدة طهران الحالي وعضو سابق في البرلمان، يتبنى سياسات اجتماعية تشمل الرعاية الصحية المجانية للنساء وكبار السن.

تداعيات وفاة رئيسي

أدت وفاة رئيسي المفاجئة في حادث تحطم مروحية في 19 مايو عن عمر يناهز 63 عامًا، إلى تقديم موعد الانتخابات بعام. وكان رئيسي يُنظر إليه على نطاق واسع باعتباره المنتصر في سباق مزور، في محاولة من جانب آية الله لدعم نظامه المحافظ.

وفي أعقاب وفاة مهسا أميني في عام 2022، اندلعت احتجاجات حاشدة تطالب بحل النظام الديني في إيران وحول العالم. أشرف رئيسي على حملة أمنية قُتل خلالها أكثر من 500 شخص، وفقًا لإحصاء من منظمة حقوق الإنسان الإيرانية غير الحكومية.

ملفات تنتظر الرئيس القادم

على الرغم من أن الرئيس يأتي في المرتبة الثانية بعد المرشد الأعلى من حيث السلطة، فإنه يمتلك مسؤوليات مهمة تؤثر على الحياة اليومية في إيران، بما في ذلك الإشراف على الميزانية الوطنية وتوقيع التشريعات والمعاهدات. الرئيس أيضًا يؤثر على مدى صرامة شرطة الأخلاق في تطبيق القواعد الدينية والقيود المفروضة على الملابس، فضلاً عن مستوى الحرية التي يُسمح لوسائل الإعلام الإيرانية بممارستها.

ويمكن للرئيس الإيراني أن يؤثر على بعض الحريات اليومية مثل حضور الأحداث الرياضية، التجمع في الأماكن العامة، وما إذا كان يُسمح للنساء بالرقص في الأماكن العامة. هذا الدور يجعل الانتخابات القادمة مهمة للغاية، خاصة في ظل الاحتجاجات والمطالب المتزايدة بتغييرات جذرية في النظام.

ربما يعجبك أيضا