50 مليار دولار صفقة منتظرة بين أرامكو وشركات تركية.. ما دلالاتها؟

شروق صبري
أردوغان

بدأ الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الاتجاه إلى الدول الخليجية، في محاولة لإنقاذ اقتصاد بلاده المتراجع.


اجتمع مسؤولو شركة النفط السعودية أرامكو، بعدد كبير من المقاولين الأتراك، هذا الأسبوع، لمناقشة مشاريع محتملة بقيمة 50 مليار دولار.

والتقى ممثلو أرامكو بمديرين تنفيذيين من قرابة 80 شركة بناء بالعاصمة التركية، يومي الثلاثاء والأربعاء، 30 و31 مايو 2023، في مسعى لتأهيلهم مسبقًا للمشاريع المخطط لها في المملكة حتى عام 2025، ما يعكس تحسن العلاقات التجارية بين البلدين.

50 مليار دولار استثمارات

قال رئيس اتحاد المقاولين الأتراك، إردال إرين، في تصريحات إعلاميه، إن “أرامكو تسعى لرؤية أكبر عدد ممكن من المقاولين الأتراك في مشاريعها، وتخطط لمصفاة وخطوط أنابيب ومباني إدارية وإنشاءات بنية تحتية أخرى بقيمة استثمارات تصل إلى 50 مليار دولار، حسب ما أوردته وكالة بلومبرج الأمريكية، في تقرير لها يوم أمس الخميس 1 يونيو 2023.

ولفت إلى أن أرامكو، الشركة التي تحتل المرتبة الثالثة في العالم من حيث القيمة بعد أبل ومايكروسوفت، ستضع قريبًا قائمة بالمقاولين، الذين يمكنهم المشاركة في العطاءات الخاصة بالمشاريع، مضيفًا أن الجانبين سيجتمعان مرة أخرى قريبًا في السعودية.

أرامكو

أرامكو

شريان حياة

أشار إرين إلى أن المشاريع الاستثمارية، المدعومة من الحكومة التركية، تراجعت خلال السنوات الأخيرة، خاصة بعد زلزال فبراير، الذي أودى بحياة أكثر من 50 ألف شخص، وبالتالي فإن المشاريع المقبلة مع المملكة تعد “طوق نجاة” للمقاولين الأتراك، الذين عانوا الكثير وخسروا أعمالهم من جراء الحرب الروسية الأوكرانية.

وجاءت هذه المشاريع، بعدما وعد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي أعيد انتخابه لولاية ثالثة، الأسبوع الماضي، بإعطاء الأولوية لإعادة إعمار عشرات المدن، التي دمرتها الزلازل. واتفق مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في يونيو 2022،  على تعزيز العلاقات الاقتصادية والدفاعية.

سياسة جديدة

قال الصحفي السوري الباحث في الشأن التركي، والمقيم اسطنبول، أحمد حسن، إن الرئيس أردوغان تبنى سياسة جديدة منذ 3 سنوات، واعتبرها سياسة ثابتة للبلاد، أما ما طرأ على السياسة التركية قبلها من تحولات، فقد اعتبرها سياسة طارئة، أُجبرت عليها أنقرة لأسباب داخلية وخارجية.

وأضاف، في تصريح لشبكة رؤية الإخبارية: “نستطيع القول إنها سياسة العودة إلى الثوابت التركية، التي تركز على تعزيز دور البلاد كجسر واصل بين القارات الثلاث، وكذلك التداخل ما بين البعدين السياسي والاقتصادي في المنطقة.”

الباحث في الشأن التركي أحمد حسن

الباحث في الشأن التركي أحمد حسن

تموضع بين الشرق والغرب

ضمن هذا الاتجاه، يرى الباحث في الشأن التركي أن الرئيس التركي عاد إلى السياسة التقليدية، التي تستهدف أولًا الاستفادة من الفرص الإقليمية والدولية، ما بعد كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، والتموضع بين المحورين الشرقي والغربي بطريقة تستفيد من الطرفين.

وأوضح أن السياسة الجديدة تعزز فرص حضور تركيا كجزء فاعل في الحل السياسي بين نزاعات الدول، وكذلك إعادة إعمارها، لأن هذه التحركات قادرة أيضًا على حل مشكلات تركيا الداخلية، على حد وصفه.

أردوغان يٌجهز لمرحلة جديدة

رأى حسن أن أردوغان يجهز لمرحلة أخيرة من رئاسته، عبر تعزيز المؤسسات، ووضع تركيا على سكة العودة للسياسة التقليدية غير التصادمية، التي اتبعها بداية وصوله للسلطة، وهنا يعدّ دور الخليج مهمًا في دعم هذه السياسة، ولذلك نجد اتفاقيات واسعة اقتصادية للمدى الاستراتيجي.

وضمن هذه السياسة أيضًا، حسب الباحث في الشأن التركي، مصر التي عدّها جزءًا من آلية دعم هذه السياسة التقليدية أيضًا، وبالتالي إزالة كل آثار السياسة التركية الطارئة، التي تبناها أردوغان ما بين 2014 حتى 2018، سواء على المستوى الداخلي أو خارج تركيا.

اقرأ أيضًا|  أرامكو السعودية تستثمر في تطوير حقل عكاز للغاز بالعراق
اقرأ أيضًا|  32 مليار دولار أرباح «أرامكو» السعودية خلال الربع الأول من 2023

ربما يعجبك أيضا