في مشهد دراماتيكي، اختارت حركة حماس تقديم نفسها منتصرة، عاكسة صورة قوة لا تزال حاضرة رغم التحديات، خلال حفل تسليم 4 رهائن إسرائيليين، وبينما كانت إسرائيل تتفاخر بوعد “النصر الكامل”، جاء العرض ليكشف هشاشة الوعود.
في الحفل، الذي لم تشهد مثله إسرائيل، ظهرت 4 مجندات إسرائيليات أمام حشد من المتفرجين، في لحظة تمزج بين الإذلال والعار، حماس، عبر العرض، حاولت تحويل الهزائم إلى انتصارات، مستغلةً الأوضاع لصياغة قصة جديدة تُسجل باسمها، بينما إسرائيل تجد نفسها في قلب معركة إعلامية قد تكون أكثر قسوة من المعركة العسكرية.
حماس خرجت منتصرة
السبت 18 يناير 2025، استخدمت حركة حماس مناسبة تسليم 4 أسيرات للظهور كأنها حققت انتصارًا على إسرائيل، عبر تنظيم عرض في غزة كان الهدف منه إهانة إسرائيل وإظهار حماس كقوة عسكرية قادرة على تسليم أسرى حرب.
وكان العرض، وفق ما نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية السبت 25 يناير 2025، جزءًا من السرد الذي تحاول حماس تقديمه، وهو أنها لا تزال قوية وتسيطر على غزة، وترى نفسها منظمة عسكرية سلمت أسرى حرب بطريقة منظمة، مما يعكس نغمة النصر الذي تحاول الترويج له.
حماس تسيطر على غزة
حاولت حماس من خلال العرض إظهار أنها تسيطر بالكامل على غزة بعد مرور 15 شهراً من الحرب، رغم التقديرات الإسرائيلية التي تؤكد مقتل حوالي 20,000 من أعضاء حماس في غزة.
طوال الفترة، أعلنت قوات الجيش الإسرائيلي نجاحات عديدة في الحرب ضد حماس، بما في ذلك القضاء على العديد من قادة الحركة. ومع ذلك، فإن حماس تصر على أنها لا تزال تسيطر على الأراضي الفلسطينية.
أسرى حرب
في عرض السبت، سلمت حماس 4 أسيرات، هن، كارينا عريف، ودانييلا غلبوع، ونعمة ليفي، وليري ألباج، في زي مشابه لزي الجنود الإسرائيليين، وهو ما يعكس محاولة حماس تقديم الحدث على أنه “تسليم أسرى حرب”. وتم تنظيم الحفل بعناية شديدة، حيث جرى إحضار النساء إلى المسرح أمام جمهور حماس، وكان المشهد بعيدًا عن الفوضى التي صاحبت عمليات تسليم الرهائن السابقة.
حملت لافتات كبيرة مكتوب عليها باللغتين العربية والإنجليزية، تتضمن شعارات مثل “المجاهدون الفلسطينيون للحرية سيحققون دائمًا الانتصارات”، و”فلسطين: انتصار الشعب المضطهد ضد الصهيونية النازية”. كان الهدف من هذه الشعارات تعزيز صورة حماس كقوة مقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وحدة الصف الفلسطيني
في الحفل الذي نظّمته حركة حماس، حضر العشرات من المسلحين الذين ارتدوا سترات تكتيكية وخوذًا تحمل شعار حماس، مما عزز من الطابع العسكري للحدث. وكان لافتًا أيضًا وجود عناصر من حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، الذين تميزوا بعصبات رأس سوداء وذهبية، مما أعطى الانطباع بوحدة الصف الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
التنسيق بين الحركتين، الذي تجسد في الحفل، كان بمثابة رسالة واضحة مفادها أن الفلسطينيين، رغم تبايناتهم، يقفون معًا في مواجهة العدوان الإسرائيلي. على الرغم من التوترات الداخلية التي قد تكون موجودة بين الفصائل، فإن هذه اللحظة برزت كدليل على قدرة المقاومة الفلسطينية على توحيد صفوفها في وجه عدو مشترك.
إهانة جنود إسرائيل
خلال العرض، سارت المجندات على خشبة المسرح ثم نزلوا صوب مركبات الصليب الأحمر البيضاء، ولم يكن هناك تدافع أو فوضى كما في عمليات التسليم السابقة، بل كان كل شيء منظمًا بعناية، مما يعكس الرغبة في تقديم صورة محكمة من طرف حماس عن نفسها.
حاولت حماس من خلال العرض تقديم صورة أن الحركة هي المنتصرة وإسرائيل هي التي تلقت الهزيمة. وتعتبر هذه الحملة الإعلامية بالنسبة لإسرائيل إهانة خاصة أنها أول مرة في تاريخها يتم عرض جنود إسرائيليين، وخاصة النساء، في هذا السياق. وقد كان هذا مشهداً لم يحدث من قبل في تاريخ الجيش الإسرائيلي.
إثارة الفزع في إسرائيل
كانت صور النساء المختطفات، مثل صورة نعمة ليفي التي تم سحبها من سيارة جيب تابعة للجيش الإسرائيلي، من أكثر الصور التي أثارت مشاعر الفزع في إسرائيل.
هذه الصور تم تداولها على نطاق واسع وأصبحت رمزًا للحرب النفسية التي تحاول حماس استخدامها في سردها للانتصار.
الذكريات المأساوية
النساء اللواتي تم تسليمهن خلال العرض اختطفوا من قاعدة “نحال عوز” في السابع من أكتوبر 2023، حيث كن في مكان كان من المفترض أن يكون آمناً، وهن جزء من وحدة من النساء المراقبات.
العملية كانت واحدة من أقسى الهجمات التي تعرض لها الجيش الإسرائيلي، حيث قتل العديد من أفراد الوحدة التي كانت تشارك في مهمة ميدانية لحماية الحدود.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2115979