75 عامًا على تأسيسه.. عدم اليقين يخيم على اجتماع الناتو

إسراء عبدالمطلب

إن الشعور بالضعف والقلق الناجم عن صعود الفصائل الشعبوية اليمينية المتطرفة في جميع أنحاء العالم يلوح في الأفق خلال قمة الناتو المقبلة في واشنطن.


يجتمع قادة التحالف العسكري البارز في الغرب هذا الأسبوع في واشنطن للاحتفال بالذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس حلف الناتو.

ويسعى رؤساء الدول الأعضاء المشاركين إلى إظهار عزمهم الجماعي وقوتهم. ولكن هناك شعور واضح بالضعف والقلق يخيم على المداولات. إذ يُقلق شبح العودة المحتملة للرئيس السابق دونالد ترامب العديد من حلفاء الولايات المتحدة الأوروبيين، في ظل التساؤلات المتزايدة حول قدرة الرئيس الأمريكي جو بايدن على الفوز بإعادة انتخابه.

وزراء دفاع «الناتو» لإضفاء الطابع الرسمي على دعم أوكرانيا طويل الأمد

قلق من عودة ترامب

حسب صحيفة واشنطن بوست، اليوم الاثنين 8 يوليو 2024، كان ترامب قد أعرب مرارًا عن كراهيته لحلف الناتو خلال ولايته الأولى، وامتنع في المناظرة الأخيرة عن القول ما إذا كان سيسحب الولايات المتحدة من الحلف. بينما يعد  الدبلوماسيون الأوروبيون خطط طوارئ تحسبًا لعودة ترامب، ويتشكك الكثيرون في أنه سينسحب فعليًا من الناتو، ولكنهم يشعرون بالقلق من إضعافه لالتزامات الولايات المتحدة تجاه التحالف وتقويض الوحدة عبر الأطلسي.

وأثار تهديد ترامب القومي المتطرف وضعف بايدن خلال المناظرة ردود فعل قوية بين المراقبين الأجانب. وكتب المؤرخ في كلية جونز هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة، سيرجي رادشينكو، على وسائل التواصل الاجتماعي: “هذه الانتخابات تشوه صورة الديمقراطية الأمريكية أكثر مما يمكن أن يأمله الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والرئيس الصيني، شي جين بينج”. مضيفًا: “أنا قلق بشأن الصورة المعروضة على العالم الخارجي. إنها ليست صورة للقيادة. إنها صورة للتراجع النهائي”.

صعود اليمين المتطرف

في أوروبا، أدت الانتخابات الوطنية والإقليمية إلى صعود الفصائل الشعبوية اليمينية المتطرفة، بما في ذلك بعض الفصائل الأكثر ترحيبًا بالكرملين وتشككًا في حلف الناتو، رغم أن استطلاعات الرأي في الانتخابات التشريعية الفرنسية أظهرت أن الناخبين يحشدون لرفض حزب التجمع الوطني المناهض للهجرة. ومع ذلك، فإن الرياح السياسية المعاكسة على جانبي المحيط الأطلسي تؤثر على اجتماعات هذا الأسبوع في واشنطن.

ومن المتوقع أن تهيمن الحرب في أوكرانيا على المناقشات، ورغم إصرار كييف وحرص بعض جيرانها في أوروبا الشرقية، فإن عضوية أوكرانيا في الناتو غير مطروحة على الطاولة. وبدلاً من ذلك، تعقد دول الناتو اتفاقيات أمنية ثنائية مع أوكرانيا وتسريع عمليات نقل الأسلحة والمساعدات العسكرية في ظل استمرار القوات الأوكرانية في القتال بعد أكثر من عامين من الغزو الروسي واسع النطاق.

روسيا في عهد ترامب

يدرك الدبلوماسيون في واشنطن أن ترامب قد يختار قطع الدعم العسكري لكييف، وهو ما كان بالفعل عرضة لتأخير مكلف نتيجة بعض الجمهوريين في الكونجرس. ويخشون من أن يمكن البيت الأبيض في عهد ترامب روسيا ضمنيًا من تعزيز سيطرتها على الأراضي التي تم الاستيلاء عليها في أوكرانيا، والدفع نحو سلام تفاوضي قبل أن تكون لكييف اليد العليا في الحرب.

ولهذا السبب، تحاول إدارة بايدن وبعض الحكومات الأوروبية تقديم دعم مستدام لأوكرانيا على المدى القريب إلى المتوسط. وأشار الكاتب بصحيفة واشنطن بوست، جوش روجين، إلى أنه “مع اقتراب عودة ترامب المحتملة، فإن أفضل طريقة لضمان أمن أوكرانيا على المدى الطويل هي منح أوكرانيا المزيد من القدرة على هزيمة روسيا فعليًا”.

وأضاف: “هذا يعني تسريع تسليم أنظمة الدفاع الجوي، والطائرات المقاتلة، والصواريخ الأطول مدى، ومساعدة أوكرانيا على تطوير إنتاجها الدفاعي لتقليل اعتمادها على الغرب”.

ربما يعجبك أيضا