هآرتس | كشفها لابيد.. ليس هناك شريك إسرائيلي للسلام!

مترجمو رؤية

رؤية

ترجمة – محمود معاذ

محتملٌ بشكل كبير أن يكون يائير لابيد كوزير خارجية أفضل من يسرائيل كاتس، والواقع يقول إن لابيد خرج هذا الأسبوع علينا بتصريح يقول خلاله: “عندما أتولى رئاسة الحكومة، لن أجري مفاوضات مع الفلسطينيين”، هذا الجزء جرى دفعه إلى هامش نقل تصريح لابيد، لأن ما هو جديد فيها هو أنه يجب شكر لبيد على صدقه وكشفه الحقيقة المعروفة منذ زمن طويل وهي أنه “لا يوجد شريك إسرائيلي”، لا يوجد شريك إسرائيلي لإنهاء الاحتلال، ولا يوجد شريك إسرائيلي لأي حل، والآن لا يوجد شريك إسرائيلي حتى في المفاوضات. الحقيقة هي أنه لطالما لم يكن هناك رغبة إسرائيلية في السلام، لكن الجديد الآن هو أن إسرائيل الآن تعترف بذلك لأول مرة في تاريخها، لأن المبرر القديم للبعض هم أن الاتفاقات التي تتم لتشكيل ائتلاف حكومي هي التي تمنع تقدم المفاوضات مع الفلسطينيين.

سيضطر المضربون عن الطعام للانتظار، آلاف الأسرى سينتظرون، العائلات الممزقة ستنتظر، العائلات الثكلى ستنتظر، العاطلون عن العمل، اللاجئون فاقدو أراضيهم، أولئك الذين ليس لديهم حاضر أو مستقبل سوف ينتظرون، الكل سينتظر الحكومة بعد القادمة، قد يتم خلال تشكيلها بالتأكيد على صياغة اتفاقيات ائتلافية ستسمح بانتهاء الاحتلال سريعا، لو عبّر وزير خارجية إسرائيلي عن نفسه بهذه الطريقة قبل بضع سنوات، وقال: لن تكون هناك مفاوضات لسقطت السماء، لن تكون هناك مفاوضات.. لا إطلاقا.. الأمريكان كانوا سيدافعون والأوروبيون غاضبون.. الأمم المتحدة ستصدر مشروع قرار وحزب العمل سيهدد بالتقاعد، وربما حزب ميرتس أيضًا، ولكن الآن لم يرمش لهم جفن!

وفر علينا لابيد كل هذا. أعلن نهاية روايات السلام التي سمحت لإسرائيل بسنوات الاحتلال الجميلة، كما ألا أحد يتخيل أنه ستكون هناك حكومة أكثر اعتدالًا من تلك في إسرائيل خلال السنوات القادمة. وعلى أي حال، كانت 50 عامًا من حكومات السلام المعتدلة المروعة كافية لفهم أنه لا يوجد أحد للتحدث معه في إسرائيل بغض النظر عن الحزب الذي ترأس السلطة. يقودنا لابيد بخطوة أخرى صغيرة ومهمة نحو إدراك ذلك. الآن يجب أن تتسرب بعمق: لن يكون هناك حل، بالتأكيد ليس حل الدولتين.

الواقع يقول إنه من الممكن أن يخضع الفلسطينيون لمائة عام من الفصل العنصري، والسؤال هنا من سينقذهم بالضبط من ذلك التمييز؟ وكيف سينقذون أنفسهم؟ لقد جربوا بالفعل كل شيء. الآن هم على الأقل يفهمون، أنه لا توجد فرصة لعدم وجود شريك إسرائيلي، فإسرائيل مشغولة باتفاقيات ائتلافية.

لن يرسل الأمريكيون بعد الآن بعبارات منتقدة لإسرائيل مع مبعوثيهم الخاصين للسلام، ولن يصدر الأوروبيون بعد الآن رسائل إدانة جوفاء، وكذلك ستموت الأمم المتحدة، وستموت اللجنة الرباعية. ولن يضيع رؤساء الدول وقتهم للحديث عن القضية الفلسطينية، يمكن للمرء أن يتحدث فقط عن إيران وNSO  والعلاقات الثنائية، وكوضع إكليل من الزهور في ياد فاشيم ودعوات عند حائط المبكى، دون التشدق بالسلام.

لقد حان وقت العمل وليس الأقوال، هذا هو السؤال المفتوح والمهم: هل ستكون شهادة وزير الخارجية الإسرائيلي مقنعة بما يكفي في نظر العالم لبدء العمل؟ هل الحقيقة التي كشف عنها لابيد، حول عدم وجود نية إسرائيلية للمضي قدمًا في حل، ستُنظر إليها في واشنطن وبروكسل على أنها حاسمة بما يكفي لاستخلاص النتائج الضرورية منها؟ ليعلموا أن إسرائيل الرسمية لا تريد سلامًا؟ قد لا يكون ذلك كافيًا أبدا، وسوف يلفت انتباههم دائمًا الفلسطيني الذي يمسك سكينًا ويطعن حارس أمن عند نقطة تفتيش للتحجج واتهام الفلسطينيين بالإرهاب، ويدعو الجانبين مرة أخرى للعودة إلى طاولة المفاوضات!

ربما يعجبك أيضا