الصحافة العبرية | قرارات المحكمة العليا تأتي لإرضاء الجمهور.. وانتصار هشام أبو هواش

ترجمات رؤية

ترجمة – محمود معاذ

كفى للاعتقالات الإدارية

بعد الإفراج عن الأسير الفلسطيني هشام أبو هواش بعد ١٤١ يومًا من الإضراب عن الطعام، انتقدت صحيفة هآرتس في افتتاحيتها القبض على هشام واعتقاله مدة طويلة دون محاكمة وتعريض حياته للخطر، مشيرة إلى أن خضوع إسرائيل لطلبه جاء بعد غليان سرى في السلطة الفلسطينية وتهديدات من تنظيمَي الجهاد الإسلامي وحماس، وألمحت الصحيفة إلى أن طريقة اعتقال الفلسطينيين إداريًّا هي أمر سيعود على إسرائيل بالكثير من الأضرار مستقبلًا وستتسبب في تصعيد أمني وغضب عام في أوساط السلطة الفلسطينية، وتساءلت الصحيفة: “لو كان أبو هواش متورطًا في شيء ما، لتم تقديم صحيفة اتهام في حقه، ولكن هذا لم يحدث لعدم توافر الأدلة التي قدمتها المحكمة العسكرية”.

وأوضحت هآرتس أن النظام تلاعب في البداية تجاه قضية أبو هواش وأصدر أمرًا بتجميد أمر الاعتقال الإداري وليس إلغاءه، الأمر الذي فطن إليه هشام واستمر في إضرابه حتى إصدار قرار الإلغاء الكامل؛ لأنه في حالة التجميد معرضٌ دائمًا لاعتقال ثانٍ وثالث، وقالت الصحيفة: “بعد سنوات طويلة من الاحتلال، لم يعد لأي شخص في إسرائيل القوة أو القدرة أو الاهتمام برفع صوته للمطالبة بحق فلسطيني تعرض لظلم، بل صارت كلمتا “فلسطيني ومخرب” متلاصقتين لدى الكثيرين في إسرائيل”، وأعربت هآرتس عن استيائها من مردود الحكومة الحالية رغم وجود أحزاب يسارية في ائتلافها والتي يعد نهجها كسابقاتها من الحكومات، وأنهت الصحيفة افتتاحيتها: “حان الوقت لتعي إسرائيل أهمية التوقف عن الممارسات غير الديمقراطية والدنيئة المتمثلة في الاعتقالات الإدارية دون حد زمني، ودون أدلة ودون توجيه اتهامات”.

قرارات المحكمة العليا تأتي لإرضاء الجمهور 

تناول الكاتب “دانيال شنهار” الأبعاد المختلفة خلف قرارات المحكمة العليا الإسرائيلية فيما يتعلق بالفلسطينيين، وأوضح استنادًا إلى تصريحات رئيس المحكمة السابق ميني مازوز، أن بعض القرارات المتعلقة بهدم منازل الفلسطينيين تأتي كرد فعل انتقامي وإرضاءً للرأي العام عقب قيام أحد أفراد الأسر الفلسطينية بأي عملية ضد إسرائيليين، وهذا ما يخالف القانون؛ لأن الموضوعين مختلفان تمامًا، وأشار دانيال إلى أن بعض المنظمات نجحت في الحصول على قرارات بعدم هدم منازل فلسطينيين ولكن لم يستطيعوا إقناع المحكمة بأن سياسة هدم المنازل، كإجراء عقابي هو أمر مرفوض من الأساس.

وذَكَّر الكاتب في مقاله بأن سياسة إسرائيل في هذا الصدد تأتي على خلفية قانون قديم للبريطانيين بهدم منزل من يتورط أحد أبنائه في عملية ضد البريطانيين فتعاقب جميع أفراد الأسرة على فعلٍ لم يرتكبوه، ومشكلة أخرى هي أن إسرائيل تطبق هذه السياسة على الفلسطينيين فقط ولا تطبقها على المستوطنين الذين ينفذون عمليات ضد الفلسطينيين، وأشار إلى أن الفقرات التوراتية تؤكد أنه لا أحد يتحمل خطأ آخر، ولكن الجيش الإسرائيلي يعتبر نفسه فوق كل شيء ويمارس ضد الفلسطينيين ما ترفضه التقاليد اليهودية ذاتها، وانتقد دانيال في نهاية مقاله عدم اتخاذ المحكمة العليا موقفًا شجاعًا بإيقاف مثل هذه الممارسات التي تعدّ جريمة حرب “تطبيق العقاب الجماعي”.

لماذا أصبحت إيران عدوًّا لإسرائيل؟

اعتبر المحلل “يوسي أحيماير” أن كثرة الحديث عن أن إيران هي أخطر عدو بالنسبة لإسرائيل جعل الكثيرين لا ينتبهون للأسباب التي تجعل منها العدو الأخطر، مشيرًا إلى أنه في الماضي كانت إسرائيل تعدّ حليفًا لإيران في عهدها الملكي، وكان القاسم المشترك بينهما أنهما ليستا دولتين عربيتين، إسرائيل دولة يهودية، وإيران دولة مسلمة شيعية، لكن غير عربية سنية، كما أنه ليس لديها حدود مشتركة معها.

وأوضح يوسي بأن السبب الذي جعل إيران تشكل العدو الرئيسي والخطر الأقوى على إسرائيل هو التشابه بين إيران وألمانيا النازية، والتي كانت تهدف بشكل رئيس لتدمير الشعب اليهودي، فالإيرانيون كشعب يتشابهون كثيرًا مع الألمان، خاصة في كونهم ليسوا شعبًا متجانسًا ومكونًا من عدة شعوب تعيش في مناطق متعددة منحتهم الدولة إياها، كما يُعدّ شعبًا متعلمًا، وذلك على الرغم من سيطرة الدين على الحياة اليومية في إيران منذ أيام الخميني، فإيران تُعتبر دولة متقدمة نسبيًّا في العالم الإسلامي، ولكن الإيرانيين يخضعون لنظام الملالي الذي يقيد أي تقدم أو أي ميل نحو الاندماج في الحضارة الغربية، نظام وضع هدفًا أساسيًّا له، وهو تطوير سلاح نووي وتعظيم مكانة إيران في المنطقة والعالم كله، وهنا ظهر الخلاف مع إسرائيل.

وأضاف المحلل أنه منذ أعوام طويلة، والموضوع الإيراني أصبح مركزيًّا في دائرة التهديدات لإسرائيل، وبالتأكيد الجيش الإسرائيلي لا يقف موقف المتفرج، بل يستعد لمواجهة اليوم الذي لا مفر منه وتوجيه ضربة وقائية لإيران، لكن يبدو أن هذا لن يمنع سقوط صواريخ إيرانية على الجبهة الداخلية الإسرائيلية والتسبب بقتل ودمار كبيرين، لكنه في ذات الوقت سوف ينهي تهديدًّا وجوديًّا.

عباس يرغب في تقدم حقيقي بالقضية الفلسطينية

أوضح المحلل بموقع القدس للدراسات السياسية “يوسي بن مناحم” أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لا يكتفي بأفكار “السلام الاقتصادي” فحسب، بل يسعى إلى عقد مؤتمر دولي يجبر إسرائيل على التراجع إلى خطوط 67.

وأضاف أنه من المنتظر أن رئيس السلطة الفلسطينية سيدعو المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية في مارس لصياغة استراتيجية جديدة مع إسرائيل، حيث ينظر عباس لعام 2022 على أنه العام الحاسم؛ لأن الجمود في العملية السياسية لم يعد من الممكن أن يستمر. ودلل المحلل على كلامه بخطاب مسجل لعباس بُثَّ يوم 25 سبتمبر في الجمعية العامة للأمم المتحدة، أوضح فيه أنه إذا لم تمتثل إسرائيل، فسيسحب الفلسطينيون اعترافهم ويستأنفون أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي لاتخاذ قرار بشأن شرعية الاحتلال، كما أنه في لقاء أخير بين عباس ووزير الدفاع بني جانتس، أوضح أن الفلسطينيين سوف يسحبون الالتماسات التي قدموها بالفعل إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي فقط إذا اتخذت إسرائيل خطوات سياسية مهمة، وهو ما يبدو ليس واضحًا في الوقت الحاضر.

فرئيس السلطة الفلسطينية سعيد بتلقي الإغاثة من إسرائيل في المجال الاقتصادي والإنساني، لكن هذا ليس ما يريده، لذلك يصر على عقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط برعاية دولية، يجبر من خلاله إسرائيل على اتخاذ قرارات دولية.

انتصار هشام أبو هواش

تطرق رسام الكاريكاتير بصحيفة هآرتس “عاموس بيدرمان” إلى تحرير الأسير الفلسطيني “هشام أبو هواش” من السجون الإسرائيلية، وذلك بعد 141 يومًا من معركة بطولية خاضها رفضًا لاعتقاله الإداري، مشيرة إلى أنه جرى التوصل إلى اتفاق يقضي بالإفراج عنه في السادس والعشرين من شهر فبراير القادم. وصوّر بيدرمان الضباط الإسرائيليين وهم يسرعون لتقديم كافة أنواع الطعام لهشام، وهم مضطرون حفاظًا على حياته وإيذانًا بانتصاره في معركته، وتعبيرًا على هزيمتهم أمامه.

ويعدّ انتصار هشام بمثابة دفعة قوية لكل السجناء الإداريين في السجون الإسرائيلية، وحافزًا لهم لحذو حذوه لانتزاع حريتهم.

ربما يعجبك أيضا