الإمارات وكوريا الجنوبية.. شراكة استراتيجية تمتد لـ 4 عقود

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

تقارب وتعاون استراتيجي بين الإمارات وكوريا الجنوبية بفضل ما شهدته من تطورات على مدار 4 عقود تشكل عمر العلاقات القائمة بين البلدين. البداية كانت مطلع عقد الثمانينيات مع بدء العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين.

من عقد إلى آخر تطورت العلاقات حتى وصلت إلى ما يمكن وصفه بالشراكة الاستراتيجية، تحديدا عام 2009 مع إبرام مشروع براكة لإنشاء محطة للطاقة النووية السلمية في ذات العام. المشروع الأهم والترجمة الأبرز للتعاون نظرا لقيمة المشروع العالية واعتباره أول مشروع لبناء محطات للطاقة النووية خارج كوريا الجنوبية وأول مشروع نووي للطاقة السلمية في المنطقة العربية.

وما بين 2009 وحتى يومنا هذا، انتقلت مجالات التعاون بين البلدين إلى مجالات أرحب تشمل قطاعات متنوعة. العلاقات الثنائية تطورت ودعمتها سلسلة من الزيارات رفيعة المستوى بين قيادتي البلدين، ما بين عامي 2009، و2015.

الشريك التجاري الأول عربيا

بدروه، أكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، عمق الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين في ظل ما تشهده العلاقات القوية بين البلدين من تطور ونمو مستمر، ما يعكس حرص قيادة الدولتين على تنمية هذه العلاقات وتوثيق الترابط والتواصل الفعال وأوضح أن الإمارات هي الشريك التجاري الأول عربيا لكوريا.

وأوضح خلال استقباله الرئيس الكوري الجنوبي، مون جي إن، الذي احتفلت بلاده بيومها الوطني في إكسبو 2020 دبي، أن العلاقات الإماراتية – الكورية حققت قفزات نوعية في عدد من القطاعات الحيوية” وقال :” سنعمل خلال المرحلة المقبلة على تأسيس مرحلة أكثر ازدهارا للتعاون الثنائي بين البلدين وخلق مسارات لتبادل فرص التنمية وتسليط الضوء على القطاعات ذات الأولوية، ورسم وصياغة خطط واضحة لتطوير أوجه التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك لتحقيق التقدم المأمول لعلاقات التعاون الاقتصادي بين البلدين“.

من جانبه أكد الرئيس الكوري عمق علاقات الصداقة و التعاون بين بلاده ودولة الإمارات ما يؤكد متانة روابط الصداقة التي تجمع بين قيادتي البلدين الصديقين، والحرص على تنمية العلاقات المستقبلية فيما بينهما .

وتعد الإمارات ثاني دولة مصدرة للنفط إلى كوريا الجنوبية، وثاني مستورد من كوريا في منطقة الشرق الأوسط حيث تشمل الصادرات الكورية الرئيسة لدولة الإمارات المنتجات الإلكترونية والسيارات والمعدات والمنشآت النفطية، فيما تشمل صادرات الإمارات الرئيسة إلى كوريا الجنوبية النفط الخام والمنتجات البترولية والألمنيوم وغاز البترول المسال.

توقيع اتفاقيات

زيارة الرئيس الكوري، شهدت توقيع ثلاث اتفاقيات بين شركة “أدنوك” وعدد من الجهات والشركات الكورية، من بينها اتفاقية إطارية بين شركة بترول أبوظبي الوطنية ” أدنوك ” وبنك التصدير و الاستيراد الكوري، وقعها كل الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة “الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية ” أدنوك ” ومجموعة شركاتها” العضو المنتدب ومون كين بانج رئيس مجلس إدارة ورئيس بنك التصدير والاستيراد الكوري.. واتفاقية دراسة مشتركة بين شركة أدنوك وشركة نفط KNOC وشركة SK غاز الهيدروجين- أمونيا وقعها من الجانب الإماراتي الدكتور سلطان الجابر، ومن الجانب الكوري كيم دونغ سوب، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة KNOC، ويون بيونج سوك، الرئيس التنفيذي لشركة غاز SK، أما الإتفاقية الثالثة فكانت بين شركة ” أدنوك” وشركة نفط KNOC بشأن شحن الأمونيا.

وأوضح سهيل المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية الإماراتي، أن الإمارات تعمل على توسيع شراكاتها مع الشركات الكورية الجنوبية، مستفيدةً من النجاح الذي حققته بالتعاون مع كوريا الجنوبية في العديد من المجالات الحيوية كالطاقة النووية والنفط والغاز والتكنولوجيا.

وقال سفير الإمارات لدى كوريا الجنوبية، عبدالله النعيمي: إن اجتماع المائدة المستديرة بين بيئة الأعمال من الشركات الإماراتية والكورية الجنوبية يعكس اهتمام القيادة الكورية ومدى حرصها على النهوض بالعلاقات الاقتصادية بين دولة الإمارات وجمهورية كوريا الجنوبية الصديقة في شتى المجالات.

هذا وتسعى الإمارات وكوريا الجنوبية إلى تعزيز تعاونهما في عدد من القطاعات الحيوية والتي تتضمن التكنولوجيا والمشاريع الصغيرة والمتوسطة والطب والتعليم والرعاية الصحية، والدفع بعلاقاتهما الثنائية في مجالات جديدة، بالنظر إلى مكانة كوريا الجنوبية باعتبارها واحدة من أكبر الكيانات الاقتصادية في العالم اليوم.

ربما يعجبك أيضا