«بل فعلها كبيرهم».. إيران المتهم الأول في هجمات «الحوثي» الإرهابية على الإمارات

يوسف بنده

رؤية – بنده يوسف

لقد بات سلوك النظام الإيراني مكشوفًا في الداخل والخارج؛ لدرجة أن نجلة الرئيس الإيراني الراحل أكبر هاشمي رفسنجاني، فائزة هاشمي، باتت تتحدث عن جرائم هذا النظام في الخارج؛ لتعبر بذلك عن آلام الداخل. إذ قالت هاشمي في العاشر من يناير الجاري،  “انظروا إلى عدد القتلى في سوريا، وهو 500 ألف، وعلى أي حال كنا متورطين في هذه القضية”، أو اليمن التي كانت سبع سنوات من الحرب الأهلية التي كنا متورطين فيها”.

وأضافت: “بتدخلنا في اليمن هذا يعني إننا بدأنا حرب إبادة جماعية للمسلمين في اليمن، ولا زلنا مستمرون”.

وأشارت: “إذا أحصينا الخسائر الفلسطينية على أيدي الإسرائيليين، فمن غير المرجح أن تصل إلى مائة ألف أو مائتي ألف شخص؛ لقد ارتكبنا جرائم قتل للمسلمين أكثر من إسرائيل”.

«الحوثي» الخنجر

لقد تحولت جماعة الحوثي إلى خنجر إيراني في الخاصرة العربية، وحينما تأتي تحركات هذه الجماعة المسلحة وفق الخطط والأهداف والتصريحات الإيرانية؛ فهذا يعني أنها خنجر عميل يجب سلبه من يد إيران.

لقد كانت الخسائر التي مُنيت بها جماعة الحوثي في زحفهم إلى محافظة “شبوة” اليمنية؛ السبب الرئيسي في الهجمات الإرهابية التي وجهتها جماعة الحوثي ضد الأراضي الإماراتية. إذ تسعى إيران لسقوط “شبوة” في يد الحوثي، قبل الجلوس إلى طاولة المفاوضات؛ من أجل أن تضمن لجماعتها ولنفسها دورًا في المرحلة السياسية المقبلة. ولكن تصدي قوات التحالف والدور الإماراتي في كسر شوكة إيران؛ أثار غضب طهران بما جعلها تحرك خيوط الحوثي تجاه الأهداف المدنية داخل الإمارات.

والسلوك الإيراني يكشف وقوف طهران وراء هذه الهجمات الإرهابية؛ فالخميس الماضي، نشرت صحيفة “كيهان” الموالية لمعسكر المرشد الأعلى والمحافظين، أن جماعة أنصار الله الموالية لإيران في اليمن تتوعد باستهداف الإمارات في عمق أراضيها. واليوم الثلاثاء؛ باركت الصحيفة ذاتها تلك الهجمات الإرهابية التي نفذتها المليشيات الإرهابية، وكتبت ما يظهرها حقد طهران الأسود ضد أبوظبي.

وربطت الصحيفة بين هذه العملية والتطورات الأخيرة في المعارك على الأرض اليمنية وما يجري تحديدا في محافظة شبوة اليمنية، حيث عمل التحالف على استعادة كامل المحافظة من جماعة الحوثي، الأمر الذي أجبر الحوثيين على القيام بهذه العملية.

وأمس الإثنين، التقى الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، بالإضافة إلى الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، مع الناطق الرسمي لأنصار الله، محمد عبد السلام، الذي يتنقل بين العاصمة العمانية “مسقط” وطهران؛ للتنسيق مع المحرك الإيراني للآلة الحوثية في اليمن.

اعتراف «الحوثي»

تستفيد إيران من تصريحات الصف الثاني ومن تصريحات الطابور الخامس؛ إذا ما أرادت أن تبعث برسالة إلى الخارج، وفي الوقت ذاته لا تتحمل مسئولية ذلك؛ وهو ما يضع النظام الإيراني في مكانة لا ترتقي إلى نظام الدولة؛ بل إلى مستوى الجماعات المتطرفة والانفصالية. فقد أعلنت جماعة “أنصار الله” الحوثية، اليوم الثلاثاء، عن أنواع الصواريخ التي تم استخدمتها في عمليتها الإرهابية ضد الإمارات. وقال المتحدث العسكري باسم الحركة الإرهابية الموالية لإيران، يحيى سريع: “الصواريخ التي تم استخدامها في عملية إعصار اليمن هي صواريخ مجنحة نوع “قدس2” استهدفت مصفاة النفط في المصفح، ومطار أبو ظبي بأربعة صواريخ، فيما صاروخ “ذوالفقار” الباليستي استهدف مطار دبي..أما الطيران المسير فقد استهدف عددا من الأهداف الحساسة والهامة إضافة إلى الأهداف السابقة بطائرات “صماد3″ المسيرة”.

والاعتراف بهذه الأنواع من الأسلحة الإيرانية؛ هو للتأكيد على الدور الإيراني في الوقوف وراء هذه الهجمات الإرهابية؛ وهو أمر لا تخشى طهران الكشف عنه؛ لأنها تستخدم الورقة اليمنية وطابورها الخامس في اليمن، جماعة الحوثي، كورقة للضغط على منطقة الخليج لأهداف تتعلق بملفات أخرى، خاصة أن طهران تجري محادثات نووية في الوقت الراهن مع القوى الغربية وتريد إبعاد القوى الإقليمية والخليجية عن الدخول إلى هذه المفاوضات.

كذلك، الدعم المسلح واللوجستي الذي تقدمه طهران لجماعة الحوثي الموالية لها؛ يساعدها على الدخول في معادلة الحل للأزمة اليمنية وقضايا أخرى في المنطقة. وهو ما نجده يتحقق من خلال المباحثات الغربية والأممية مع طهران من أجل حل الملف اليمني؛ وهو ما يحقق لإيران مكانة في الحسابات الدولية والإقليمية على حساب الدم اليمني.

وتكشف التقارير الغربية، أن طهران سعت خلال الأشهر الأخيرة من العام 2021، إلى تزويد مليشياتها في سوريا والعراق ولبنان واليمن، بالطائرات المسيرة القادرة على التجسس والقنص وحمل القنابل، كسلاح استراتيجي في يد هذه المليشيات يساعدها على قنص الأهداف لصالح إيران في المنطقة.

ربما يعجبك أيضا