ماكرون يجدد دعمه لتونس.. العلاقات الفرنسية التونسية في أوج قوتها

كريم بن صالح

رؤية – كريم بن صالح

تبدو العلاقات التونسية الفرنسية في أوج قوتها حيث جدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في آخر اتصال له بالرئيس التونسي قيس سعيد دعم بلاده لتونس في مختلف المجالات خاصة منها الاقتصادية.

وتحدث ماكرون في اتصاله السبت مع سعيد عن الوضع السياسي في تونس خاصة المراحل التي تم قطعها والمواعيد المقبلة للخروج من الوضع الذي تعيشه تونس.

وكان الرئيس قيس سعيد أعلن عدة مواعيد لإنهاء الإجراءات الاستثنائية التي اتخذها يوم 25 يوليو الماضي على غرار الاستفتاء في 25 يوليو المقبل بشان التعديلات على الدستور وتنظيم انتخابات برلمانية سابقة لأوانها في 17 ديسمبر المقبل.

وتحدث الرئيس التونسي بصراحة لنظيره الفرنسي عن المؤامرات التي تتعرض لها الدولة التونسية من قبل بعض أطراف المعارضة قائلا أن ما يُشاع في بعض وسائل الإعلام وفي عدد من وسائل التواصل الاجتماعي لا علاقة له إطلاقا بالواقع، و”للأسف تجد الكثير من الأطراف المناوئة للديمقراطية وللحرية وللعدالة آذانا صاغية في الظاهر ولكن هذه الآذان التي تُشيع الأكاذيب والمغالطات مقابل مبالغ مالية كبيرة هدفها الإساءة لتونس وللشعب التونسي”.

وبيّن الرئيس التونسي أنه من المفارقات أن الذين يقدمون أنفسهم ضحايا للاستبداد هم الذين يريدون العودة إليه، بل ويتآمرون على وطنهم بالتعاون مع من لا هدف لهم إلا المال وضرب الأوطان والدول من الداخل.

تونس تعول على الدعم الاقتصادي من فرنسا

ويرى مراقبون أن تونس تعول كثيرا على الدعم الفرنسي في الفترة الحالية باعتبار أن باريس هي الشريك الاقتصادي الأكبر للبلاد.

وتمر تونس بأزمة اقتصادية ومالية خانقة، حيث تشير الكثير من التقارير أن البلاد على حافة الانهيار نتيجة عشر سنوات من حكم الإخوان المسلمين وحلفائهم.

ويسعى الرئيس قيس سعيد إلى الإصلاح ومواجهة الأزمة من خلال الشركاء الاقتصاديين في الاتحاد الأوروبي ودول الخليج.

ويظهر جليا أن الرئيس التونسي يسعى لحث فرنسا على مضاعفة المساعدات المالية والاقتصادية للبلاد والضغط على الاتحاد الأوروبي وحتى صندوق النقد الدولي لمساندة تونس في خضم أزمة تضرب كل المجالات.

وكانت فرنسا أبدت تأييدها الكلي لإجراءات 25 يوليو الماضي وهو ما جعلها تواجه انتقادات التيار الإسلامي الذي اتهم باريس برسم سياسات الرئيس التونسي وهي تهم تهدف بذلك إلى الضغط على حلفاء تونس.

محاولات لضرب العلاقات الفرنسية التونسية

وسعى الرئيس الأسبق المنصف المرزوقي بدوره لضرب العلاقات التونسية الفرنسية من خلال دعوته من وصفهم “بأصدقائه الفرنسيين” إلى مقاطعة القمة الفرانكفونية التي كانت ستعقد في تونس في سبتمبر الماضي.

وقد أثارت تلك الدعوة غضب الرئيس سعيد الذي قرر حينها سحب جواز السفر الدبلوماسي للمرزوقي قبل ان يتعهد القضاء بالملف ويحكم على الرئيس الأسبق بأربع سنوات سجن بتهمة الاعتداء على امن الدولة الخارجي وتهديد العلاقات الخارجية لتونس.

لكن يبدو أن تلك الدعوات لم تأثر أبدا في تطور العلاقات الفرنسية التونسية حيث تواترت الزيارات التي يقوم بها المسؤولون التونسيون إلى فرنسا أو العكس إضافة إلى المكالمات الهاتفية الدورية بين قيس سعيد وماكرون.

ويقول المحلل السياسي بولبابة سالم، إن “فرنسا تعتبر تونس من مستعمراتها القديمة، وتنظر إليها كمجال حيوي في سياساتها من خلال نُخبها الفرانكفونية” مشيرا إلى أن العلاقات تطورت منذ تولي قيس سعيد السلطة في تونس.

ويؤكد المحلل السياسي التونسي أن باريس انحازت إلى قيس سعيد في صراعه مع حركة النهضة ورئيسها راشد الغنوشي.

ويرى مراقبون أن فرنسا تريد تحقيق استقرار على الساحة التونسية، وذلك لمواجهة التطورات في الملف الليبي خاصة مع تصاعد المنافسة بين باريس وأنقرة التي تعتبر حليفة التنظيمات الإسلامية خاصة جماعة الإخوان.

ويقول المحلل بولبابة سالم ” أن هناك تنسيقا وتشاورا على مستوى السياسة الخارجية بين البلدين، خاصة في الملف الليبي، لا سيما بعد أن خسرت فرنسا الحرب في ليبيا عسكريا”.

كما تريد فرنسا أن تكون تونس بوابتها الأولى في شمال إفريقيا بعد تدهور العلاقات الفرنسية الجزائرية.

ربما يعجبك أيضا