«أغلفة موازية».. الأدب العربي والعالمي بعيون قراء ساخرين

أماني ربيع

أغلفة الكتب هي التعارف الأول بين القارئ والكاتب، إلا أن القائمين على هذا الفن البصري لم يأت ببالهم أنهم سيقعون تحت قبضة مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي وأن أعمالهم ستتحول في يوم وليلة إلى مادة دسمة للسخرية.


كم مرة أقنعك غلاف كتاب بشرائه؟ أغلفة الكتب أصبحت فنًا بصريًا يتنافس فيه المصممون لإبراز أجمل ما لديهم، ولكن من المؤكد أن مصممي هذه الأغلفة لم يأت ببالهم يومًا أن الأغلفة التي يصممونها بعناية ودقة ستتحول إلى مادة خام للسخرية على منصات التواصل الاجتماعي بعد تقليدها بطريقة ساخرة، ففي الساعات الماضية أصبحت أغلفة أشهر الكتاب والروايات العربية تحت أيدي مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي، لتتحول إلى حملة بعنوان “الأغلفة الموازية”، والتي رأى فيها الجمهور أغلفة رواياتهم وكتبهم المفضلة بعيون ساخرة.

أغلفة الكتب

الغلاف الناجح يجب أن يكون بسيطًا وفي الوقت نفسه قويًا ومؤثرًا، ليجعل الكتاب بضاعة رائجة على أرفف المكتبات، إنه تحدٍ فني للمصمم مقابل تحدي السرد الذي واجه الكاتب قبلًا، وفي النهاية هو مكمل للنص وجزء من شخصية الكتاب.

والغلاف أكثر من لعبة تصميم وعلى صانعه أن يكون قارئا واعيًا وفاهمًا لروح النص، فهو بمثابة لغة ثانية تضيف للغة الكتاب ثقلًا وتكمل مضمونه.

أغلفة موازية

 الفكرة بدأها المترجم محمد الفولي، فنشر مجموعة من الأغلفة للروايات على صفحته الشخصية بفيسبوك مع هاشتاج أغلفة موازية. هذه الأغلفة تضمنت صورًا ساخرة لأغلفة روايات، إما باستخدام أشهر أفيشات الأفلام  وإما بمشاهد فنية من الأعمال العربية المختلفة في السينما والدراما، ليعبر بذلك عدد من مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي عن رؤيتهم لهذه الروايات بطريقة كوميدية.

ردود الأفعال لم تكن متوقعة، فالبعض رأى أن تصميم أغلفة أشهر الكتب والروايات بطريقة ساخرة سيثير غيرة القارئ العربي ، وآخرون اعتبروا أنه سيزعج كتاب هذه الروايات والأعمال الأدبية، إلا أن أصحاب الروايات أنفسهم شاركوا في الحملة الساخرة وأعادوا نشر الأغلفة الموازية لرواياتهم.

صاحب فكرة الأغلفة الموازية يكشف عن سببها

الفولي نفسه فوجئ بتحول فكرته إلى “تريند” خاصة وأن منشوره الأول حول “الأغلفة الموازية” كان منذ عدة أسابيع، وقال في اتصال هاتفي مع “رؤية” إن الأمر بدأ مزحة حول الأغلفة الموازية للأعمال التي ترجمها، جمع فيها بين لقطات من أفلام عربية معظمها كوميدية، تعبر عن موضوع الرواية وعنوانها.

273665311 1959865764396445 7968718764911559097 n 242

كان المنشور الأول للفولي قاصرًا على أصدقائه ثم بدأ أول أمس في تعميم الفكرة على أعمال شهيرة معظمها أجنبية، حتى لا يعتقد بعض الأدباء والكتاب أنه يسخر من كتبهم وجعل المنشور للجميع.

ويضيف: “لم يكن هدفي التريند أبدًا، انتشرت الفكرة بعدما بدأ أصدقائي في محاكاتها، وبالنسبة لي كان الأمر مجرد حالة مضحكة جمعت بيني وبين أصدقائي”.

243 240 1

صور الأغلفة الموازية وموجة عالية من السخرية

أظهرت صور الأغلفة المختلفة التي صممها مستخدمو منصات التواصل الاجتماعي خفة ظل، وقدرة على الجمع بين الكوميديا ومضمون الأعمال بطريقة ساخرة،  ليتحول بعدها وسم أغلفة موازية إلى “تريند” في مجموعات القراءة وصفحات “الميمز” وحسابات مستخدمي مواقع التواصل.

ويوضح الفولي أنه فوجئ بتفاعل المؤلفين ومشاركتهم لصور الأغلفة الموازية المصممة لكتبهم، لتصبح الفكرة، حالة من البهجة رسمت البسمة على الوجوه بعدما جمعت الفن والثقافة والضحك في باقة واحدة.

273034644 2584596595006961 4931245388171606366 n 127 155447 books films and the cairo international book fair 700x400

ردود أفعال غير متوقعة من الأدباء على الأغلفة الموازية

البعض توقع أن يُسبب الأمر إزعاجًا شديدًا لمؤلفي الكتب والروايات، إلا أن صاحب هذه الحملة الساخرة قال إنه  لم يواجه أي رد فعل غاضب من الكتاب والأدباء الذين نُشرت أغلفة لكتبهم ضمن وسم “أغلفة موازية”، وقال: “بعضهم اتصل بي بروح مرحة، وقالوا: “شوف لنا فكرة غلاف لأعمالنا”.

يشعر الفولي بالسعادة، لأن الوسم يغير الفكرة السائدة عن المثقفين بأنهم جادون باستمرار، وأخرج أفكارًا مرحة نشرت البهجة على فيسبوك وتويتر، ويعلق قائلًا: “أحب السينما والأدب، واعتدت قبل ذلك تصميم ميمز من مشاهد أفلام حول الصعوبات التي تواجهني خلال الترجمة”.

273611719 1287619261735146 1261791469951326506 n 250

ورأى صاحب وسم “أغلفة موازية” أن التريند حالة مضحكة ولطيفة، وأنه لم يكن يحتاجه من أجل شهرة فهو مترجم لـ 16 كتابا، والموضوع مجرد “هزار”.

 هل يمكن أن تجذب “الأغلفة الموازية” قراء جددًا؟

يوضح الفولي أن بعض الأشخاص الذين لا يهتمون بالقراءة أظهروا تفاعلًا مع التريند وبدأوا في تجميع عناوين لكتب لفتت انتباههم وقرروا شراءها، مشيرًا إلى فكرة أن يوجَد تريند ثقافي يمكن أن يصبح مدخلًا لشخص لا يقرأ كي يبدأ القراءة شيء إيجابي.

273564402 10227067961990729 2658285966431432213 n 1 273590931 10227067968270886 2270444616975455565 n

الأغلفة الموازية تجمع الثقافة وخفة الدم

وقال الأديب محمد خير، أحد الكتاب الذين نشروا أغلفة موازية لكتبهم ضمن الوسم، ومنها: “رمش العين”، في اتصال هاتفي مع “رؤية”، “التريند دمه خفيف، خاصة وأن معظم التريندات محبطة وحزينة أو تافهة، ولأول مرة نرى تريند يجمع بين الثقافة وخفة الدم”.

ويرى خير، أن التريند ليس مزعجًا، وأنه شارك بنفسه صورة لغلاف خاص بكتابه.

273027443 3109340049346039 2083546522057340059 n 273651435 10159502758360731 4426914077147052388 n

ونُشر ضمن تريند “أغلفة موازية” أعمال لكتاب مصريين مثل عمر طاهر، وطارق إمام، وأدباء راحلين مثل نجيب محفوظ، بخلاف أعمال لباولو كويلو وديستوفيسكي، وروايات لأدباء عرب مثل: “ساق البامبو” و”ناقة صالحة” لسعود السنعوسي، و”في قلبي أنثى عبرية” لخولة حمدي” و”أنت لي” لدكتورة منى المرشود وغيرها.

ربما يعجبك أيضا