هل يعيد «الشيخ جراح» إشعال فتيل الحرب في الأراضي الفلسطينية؟

محمود

تشير تقديرات جهاز الأمن الإسرائيلي إلى أن تصاعد التوتر في حي الشيخ جراح بمدينة القدس المحتلة يؤثر على الوضع الأمني في قطاع غزة أيضَا، وفق ما ذكرت صحيفة “معاريف” اليوم الاثنين.

وتستند التقديرات الإسرائيلية إلى أن التوتر في الحي المقدسي نفسه خلال العام الماضي 2021، كان بين أسباب جولة القتال والعدوان الإسرائيلي على غزة، في مايو الماضي. ومنذ انتهاء هذه الجولة القتالية، شهد الوضع هدوءًا أمنيًا بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة وإسرائيل.

حرب الكراسي الطائرة قد تتطور سريعًا

يوم الأحد 12 فبراير الحالي، نشبت اشتباكات بين متظاهرين فلسطينيين ومستوطنين اضطر خلالها الفلسطينيون للدفاع عن أنفسهم بالكراسي، في وجه اعتداءات المستوطنين الذين قادهم اليميني المتطرف في الكنيست بن غيفير، بحماية شرطة الاحتلال، التي استخدمت خراطيم المياه والرصاص المعدني المغلف بالمطاط، ما أسفر عن إصابة 31 فلسطينيًا، بينهم طفل بجروح.

وشهدت مدينة القدس، تحديدًا حي الشيخ جراح، أحداثًا مشابهة، فجرت حربًا في الفترة من 7-15 مايو 2021 في الضفة الغربية المحتلة، وقطاع غزة، وفي القدس والداخل المحتل، خلال أحداث ما سمي بـ”سيف القدس”. وحذرت الفصائل الفلسطينية مجتمعة الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، مما وصفته بـ«اللعب بالنار» في الحي، وأنها لن تتردد في الدفاع عن القدس، حتى لو كان الأمر سيتطور إلى الحرب.

الضفة الغربية تغلي وتنتظر الشرارة

تأتي أحداث القدس بالتزامن مع استشهاد شاب من قرية سيلة الحارثية، اليوم الاثنين، التي هدمت فيها قوات الاحتلال منزل منفّذي عملية «حومش»، وعقب تنفيذ الاحتلال قبل أيام جريمة إعدام 3 فلسطينيين في نابلس، التي ألهبت الشارع الفلسطيني، كونها مفاجئة وقاسية.

وفي يوم الاغتيال، شهدت الضفة عشرات عمليات إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة تجاه مركبات المستوطنين، وارتفع عدد المواجهات على نقاط التماس، وشهدت عدد من المناطق الفلسطينية مسيرات غاضبة مندّدة بالعملية.وامتدّ الغضب في اليوم التالي ليصل إلى حدود مخيم البريج وسط قطاع غزة، حيث اجتاز شبان السياج الحدودي، وأحرقوا شاحنة هندسية إسرائيلية خلف الحدود.

وشهدت ساعات ما بعد تشييع الشهداء 5 عمليات إطلاق نار على الأقلّ، استهدفت حاجز الجلمة، وقوّة إسرائيلية قرب قرية كفر قود، وآلية إسرائيلية عند الجدار الفاصل قرب قرية العرقة. وفي اليوم التالي، أطلق فلسطينيون النار مرّتين باتجاه حاجز قلنديا العسكري ومستوطنة “كوخاف يعقوب” شمال القدس.

مطالب أوروبية بوقف عنف المستوطنين

الاتحاد الأوروبي شدد على ضرورة وقف “عنف المستوطنين الإسرائيليين واستفزازاتهم غير المسؤولة” في حي “الشيخ جراح” في القدس المحتلة، بحسب بيان صحفي مقتضب، نشرته، يوم الأحد، بعثة الاتحاد الأوروبي بالأراضي الفلسطينية عبر صفحتها الرسمية بموقع “فيسبوك”.

وأعربت البعثة عن قلقها إزاء عنف المستوطنين والاستفزازات التي وصفتها بغير المسؤولة، إضافة إلى الإجراءات التصعيدية الأخرى في هذه المنطقة الحساسة، التي تشعل التوتر ويجب أن تتوقف”.

الأمم المتحدة: الوضع في الأراضي الفلسطينية ما زال يشكّل تحدياً للأمن الدولي

الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرس، قال في افتتاح الجلسة الأولى للعام الحالي لاجتماعات “لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف” في نيويورك، إن الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، بما فيها القدس، ما زال يشكل تحديًا كبيرًا للسلم والأمن الدوليين.

وأوضح أن “الوعد (الدولي) باستقلال الدولة الفلسطينية لم يتحقق، ناهيك عن تدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة، حيث يعاني الفلسطينيون من مستويات عالية من العنف وانعدام الأمن وتجريدهم من ممتلكاتهم”. وشدد على أن المجتمع الدولي “بحاجة ماسة إلى تكثيف الجهود الجماعية لحل الصراع وإنهاء الاحتلال، بما يتماشى مع قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي والاتفاقيات الثنائية”

وحذر غوتيرس من أن المقاربات المتقطعة والأحادية لحل القضية الفلسطينية، تؤدي إلى بقاء القضايا الأساسية التي تديم استمرار الصراع دون حلول أو معالجة مستدامة. وعبر غوتيريس عن قلقه من “استمرار أعمال العنف في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك عنف المستوطنين والعمليات العسكرية التي أدت إلى سقوط العديد من القتلى”.

ربما يعجبك أيضا