عثمان ديمبيلي.. الصفقة “المنتظرة” تتحول من حل إلى مشكلة جديدة

حسام الدين صالح
تشافي هيرنانديز يسعى لدعم ديمبيلي حتى نهاية عقده

استثمرت إدارة فريق برشلونة الإسباني مبلغًا ضخمًا من أجل التعاقد مع الفرنسي عثمان ديمبيلي، واعتبرته الموهبة البارزة التي ستسيطر على المشهد الكروي لسنوات، إلا أنه خيب آمال الفريق ومشجعيه.


تعقدت علاقة المهاجم الفرنسي الشاب، عثمان ديمبيلي بفريق برشلونة الإسباني، بعد إعلان النادي الكتالوني عدم الاعتماد على اللاعب في الفترة المقبلة، بسبب تعنته في مفاوضات تمديد تعاقده مع الفريق الذي ينتهي في يونيو المقبل.

النجم الفرنسي الشاب انضم إلى النادي الكتالوني باعتباره البديل الأنسب و”الصفقة المنتظرة” لتعويض رحيل البرازيلي نيمار دا سيلفا إلى باريس سان جيرمان في صفقة تعدت قيمتها الـ105 ملايين يورو، إضافة إلى 40 مليون حوافز إضافية متوقفة على أداء اللاعب وإنجازاته مع الفريق، إلا أن اللاعب فشل في إثبات نفسه على مدار السنوات الخمس التي قضاها داخل أروقة الكامب نو، ليدخل في أزمة مع اقتراب انتهاء تعاقده ورفضه التجديد، رغم رغبة برشلونة في تحقيق استفادة مادية في حالة رحيله عن النادي.

أرقام متواضعة وإصابات متكررة

قضى ديمبيلي 5 مواسم في صفوف برشلونة، لكنه لم ينجح في الإعلان عن نفسه كنجم قادر على قيادة الخطوط الأمامية للفريق الإسباني لسنوات قادمة، ورغم قدراته التي أظهرها  على فترات متفاوتة، فخلال مشاركته في 129 لقاءً لم يسجل سوى 31 هدفًا، وكان له عامل الحسم في عدة مباريات الأمر الذي يجعل الفريق الإسباني خاسرا على الصعيدين الرياضي والاقتصادي من صفقة التعاقد مع ديمبيلي.

بالنظر إلى الفترة التي قضاها الجناح الفرنسي مع الفريق، تظهر الفترات الطويلة التي غابها عن الفريق بسبب الإصابات، فخلال 231 مباراة رسمية خاضها البرسا على مدار المواسم الخمسة الماضية، غاب اللاعب عن 102 منها، بنسبة غياب تقترب من الـ45%، وهو الأمر الذي أثر على مسيرة اللاعب، وقلل من تأثيره الإيجابي على الفريق.

مشاكل انضباطية وعادات غذائية سيئة

أكدت تقارير صحفية إسبانية متعددة أن شخصية ديمبيلي كانت أحد أسباب عدم تأقلمه مع أجواء البرسا، إضافة إلى عدم تفاهمه مع نجوم الفريق بالشكل المنتظر، وعلى رأسهم النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، قبل رحيله إلى باريس سان جيرمان الصيف الماضي.

اللاعب الفرنسي عانى من مشاكل انضباطية، وكان دائم التأخير عن التدريبات، بالإضافة إلى اتباعه لنظام غذائي سيء للغاية، وإدمانه لألعاب الفيديو، بطريقة أثرت بالسلب على مسيرته مع الفريق، رغم التحذيرات المستمرة من جانب الإدارة إلا أن تحسنه في الجوانب المذكورة كان طفيفًا، لتتأثر حالته البدنية بشكل واضح مما جعله أكثر عرضة للإصابات.

تدهور علاقة ديمبيلي بالإدارة

تدهورت علاقة اللاعب  مع إدارة برشلونة في الآونة الأخيرة بسبب رفضه لعروض التجديد المتوالية، ما يعني رحيله بنهاية الموسم الجاري 2021-2022 مجانًا ليكبد الفريق خسائر اقتصادية، في فترة يحتاج فيها لاستعادة التوازن، بعد المعاناة بسبب تداعيات أزمة انتشار فيروس كورونا.

وصل الأمر لإعلان الإدارة استبعاد اللاعب من الفريق ومطالبته بالرحيل في أقرب فرصة سواء نهائيًا أو على سبيل الإعارة، من أجل التحرر من قيمة راتبه الكبير على أقل تقدير، وبالتالي فتح المجال للتعاقد وقيد لاعبين جدد، دون خرق لواعد اللعب المالي النظيف.

تدخل تشافي يعيد ديمبيلي للمشاركة

تحسنت الأوضاع في الأيام الأخيرة داخل أروقة الكامب نو، مع تحسن أداء الفريق بعد صفقات موسم الانتقالات الشتوية، ما دفع المدير الفني للفريق الكتالوني، تشافي هيرنانديز للتواصل مع اللاعب الشاب وإعادته للمشاركة في المباريات تدريجيًا بعد حوالي شهر ونصف من الغياب، وكان أول ظهور له خلال مباراة إسبانيول في الدوري الإسباني التي انتهت بالتعادل الإيجابي 2-2.

حل إشراك ديمبيلي في المباريات سيكون مؤقتًا، خاصةً بعد تدهور علاقته بإدارة الفريق الكتالوني، وقد يكون رحيله المجاني مسألة وقت، مع انتهاء تعاقده في شهر يونيو/حزيران المقبل، إلا في حالة حدوث انفراجة للأزمة وقبول اللاعب للتجديد من أجل ضمان البرسا لاستفادة مادية من رحيله على أقل تقدير، وهو الأمر المستبعد في الفترة الحالية.

ربما يعجبك أيضا