ماذا قدَّمت الإمارات لتعزز الاستدامة البيئية في العالم؟

محمود طلعت

تبذل دولة الإمارات جهودا كبيرة لجعل العمل المناخي ممكّن أساسي لتعزيز الاستقرار وخلق فرص جديدة للنمو الاقتصادي.. فما مبادراتها في هذا الاتجاه؟


نجحت الإمارات خلال السنوات الماضية في التحول إلى مركز عالمي لحشد الجهود والطاقات من أجل مواجهة تحدي تغير المناخ وتسريع جهود حماية البيئة، وتحقيق استدامتها من خلال عدد من المبادرات الرائدة.

فتستضيف الإمارات سنويًّا فعاليات دولية تبحث تعزيز الاستدامة البيئية في العالم وقضايا تغير المناخ، ومن أبرزها منتدى المناخ الذي يعقد على هامش القمة العالمية للحكومات، والقمة العالمية للاقتصاد الأخضر، والمعرض السنوي لتكنولوجيا المياه والبيئة والطاقة “ويتيكس”، إضافة لاستضافتها للمقر الدائم للوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا”.

تحقيق الحياد المناخي بحلول 2050

رسخت الإمارات في 2021 مكانتها كأحد أبرز قادة الحراك العالمي للعمل المناخي، بإعلانها عن هدف تحقيق الحياد المناخي بحلول 2050 واستثمار أكثر من 600 مليار درهم في الطاقة النظيفة والمتجددة للقيام بدورها العالمي في مكافحة التغير المناخي.

وفي 11 نوفمبر الماضي 2021، كسبت الإمارات سباق الترشح لاستضافة الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “كوب 28” التي ستعقد عام 2023.

الاستثمار في الطاقة النظيفة

على صعيد الاستثمار في الطاقة النظيفة، دشنت الإمارات مرحلة الطاقة النووية السلمية من خلال محطة براكة، كما نجحت في تشييد عدد من مشاريع الطاقة الشمسية على أرضها مثل مشروع الظفرة للطاقة الشمسية، ومجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، أكبر مجمع للطاقة الشمسية في موقع واحد على مستوى العالم، وغيرها من المشاريع التي تعزز ريادتها في مجال الطاقة النظيفة.

وواصلت الإمارات مد جسور التعاون مع دول العالم للنهوض بمشاريع توليد الطاقة من الشمس والرياح عبر إنشاء وتطوير وتشغيل مجموعة كبيرة من المشاريع التي تنتشر من آسيا الوسطى إلى إفريقيا وأوروبا.

أسبوع أبوظبي للاستدامة 2022

في يناير الماضي 2022 استضافت الإمارات القمة العالمية لطاقة المستقبل ضمن أسبوع أبوظبي للاستدامة 2022، تكريسًا لدورها الفاعل في دعم مساعي المجتمع الدولي بهذا الشأن من خلال تحفيز الحوار العالمي حول الاستدامة، وتحويل الأفكار إلى خطط وحلول ومشروعات عملية ومجدية.

وفي 24 فبراير 2022، اختتمت أعمال قمة مستقبل الغذاء في مركز دبي للمعارض بموقع إكسبو 2020 دبي بمشاركة نخبة من أبرز صناع السياسات في القطاع العالمي. وثمَّن المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة “الفاو” عبد الحكيم الواعر، مبادرات دولة الإمارات لحماية البيئة وتعزيز الاستدامة.

مبادرتا الابتكار الزراعي وتعويض الكربون

وخلال العام الماضي 2021 أعلنت الإمارات خارطة طريق تحقيق الريادة في مجال الهيدروجين، ومبادرة “الابتكار الزراعي للمناخ” بهدف تسريع العمل على تطوير أنظمة غذائية وزراعية ذكية مناخيًا على مدى الأعوام الخمس المقبلة.

كما أطلقت مبادرات “تعويض الكربون” لتقليل معدلات الكربون في الجو، وأول مشروع علمي لمسح المناطق الزراعية بطائرات بدون طيار لتعزيز استدامة قطاعات البيئة و الزراعة، كما سنت تشريعات عصرية خاصة بالمحافظة على التربة والحد من التلوث.

السيارات الهجينة والكهربائية

طبّقت الإمارات مجموعة من الخطط والإجراءات التي تسهم في خفض نسب الانبعاثات المرتبطة بقطاع النقل البري في مقدمتها التوسع في خيارات النقل الجماعي وتهيئة البنية التحتية المناسبة لتشجيع استخدام السيارات الهجينة والكهربائية على نطاق واسع، إضافة إلى استخدام الغاز الطبيعي كوقود في عدد أكبر من المركبات.

ونجحت الإمارات في تحويل ما يقارب الـ20% من أسطول السيارات التابعة للجهات الحكومية إلى سيارات كهربائية، وتستهدف دخول نحو 42 ألف سيارة كهربائية إلى شوارعها بحلول عام 2030. وفي أبوظبي يعد أكثر من 5% من أسطول سيارات الأجرة صديقًا للبيئة، تتنوع بين مركبات “هايبرد الهجينة” التي تحقق انخفاضًا في استهلاك الوقود بنسبة 50% والمركبات التي تعمل بالغاز الطبيعي.

ربما يعجبك أيضا