حرب لا يجب خوضها أبدًا.. لماذا غامر بوتين بالتهديد النووي؟

جاسم محمد

هل يهدف بوتين فعلا الى حرب نووية، أم أن الأمر مجرد تصعيد في المواجة السياسية ضد الغرب؟


ومن المرجح، أن تقوّض الحرب النووية أي تقدم قد يدعيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا، ومن المتوقع أن يؤدي ذلك إلى عزل “بوتين” ليس فقط  من قبل الغرب، بل من قبل الحلفاء مثل الصين أيضًا.

وأمر الرئيس الروسي بوضع القوات النووية في حالة تأهب قصوى يوم 27 فبراير 2022 ردًا على ما أسماه “التصريحات العدوانية” من قبل قوى الناتو الرئيسة، في تصعيد دراماتيكي للتوترات بين الشرق والغرب بسبب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

أسباب إصدار “الردع النووي”

قد تظهر عدة أسباب دفعت الرئيس الروسي لإصدار “الردع النووي”، وتشمل هذه الأسباب مساعيه لوقف دعم الغرب لأوكرانيا، أو محاولة للضغط في مفاوضات وقف إطلاق النار، وبطء التقدم القوات الروسية.

ويواجه الجيش الروسي مشاكل لوجستية في ظل المقاومة الشديدة للقوات الأوكرانية، فلم تسقط أي مدينة أوكرانية كبرى في يد موسكو حتى الآن، ولا يزال المجال الجوي فوق أوكرانيا محل خلاف، على الرغم من التوقعات بأن الطائرات المقاتلة الروسية ستهيمن بسرعة على السماء الأوكرانية.

وتقول أولغا أوليكر، مديرة مجموعة الأزمات الدولية في أوروبا وآسيا الوسطى،”، وفقا لتقرير صحيفة “التايم” البريطانية يوم 27 فبراير 2022، تحت عنوان “أوكرانيا تقاوم .. بوتين يرفع شبحها النووي”، إن هناك عدة أسباب من الممكن ان تقف وراء “الإعلان النووي” منها خسارة الرئيس الروسي لأوراق الضغط.

حرب لا يجب خوضها أبدًا

أصدرت القوى النووية الكبرى في العالم مطلع هذا العام 2022، بيانًا مشتركًا أعلنت فيه أن أسلحتها النووية، لم تعد تستهدف بعضها البعض وتعيد تأكيد التزامها بعد الحرب الباردة بتجنب حرب عالمية ثالثة مروعة.  وقالت الولايات المتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا : “نؤكد أنه لا يمكن كسب حرب نووية ولا يجب خوضها أبدًا”.

الدول المعروفة بامتلاكها أسلحة نووية هي روسيا والولايات المتحدة والصين وفرنسا والمملكة المتحدة وباكستان والهند وإسرائيل وكوريا الشمالية، وانخفض العدد الإجمالي للأسلحة النووية بنحو 80% منذ نهاية الحرب الباردة، من حوالي  70 ألفًا و300 في عام 1986 إلى 12 ألفًا و700 أوائل هذا العام.

ترسانة روسيا النووية

تمتلك روسيا أكبر ترسانة نووية، تضم ما يقرب من 6 آلاف رأس حربي، وفقا لتقرير لموقع صوت أمريكا يوم  27 فبراير 2022. تناول فيه 3 خبراء كيف تفكر موسكو في مخاطر الحرب النووية. ويقول التقرير، أنه عندما أطلف بوتين العملية العسكرية في أوكرانيا يوم 24 فبراير، فإن معظم هذه الرؤوس الحربية كانت في الاحتياط، مع نشر نحو ألف و600 فقط كأسلحة برية وبحرية وجوية، مثل الصواريخ أو القنابل التي تلقيها الطائرات.

وتضع روسيا والولايات المتحدة عادةً الأجزاء البرية والغواصات من قواتهما النووية الاستراتيجية في حالة تأهب وجاهزة للقتال في جميع الأوقات، لكن القاذفات ذات القدرات النووية والطائرات الأخرى ليست كذلك. وإذا رفع الرئيس بوتين الاستعداد القتالي النووي لقاذفاته، أو إذا طلب المزيد من غواصات الصواريخ الباليستية للإبحار، فقد تشعر الولايات المتحدة بأنها مضطرة للرد بالمثل، وهذا مابات محتملًا.

“أزمة أوكرانيا” منعطف خطير

جاء إعلان بوتين، بعد ساعات من إعلان روسيا أن وفدها سافر إلى بيلاروسيا في انتظار المحادثات. كذلك مع تصويت مجلس الأمن الدولي لعقد جلسة نادرة للجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 27 فبراير 2022 بشأن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

وتشهد الحرب في أوكرانيا منعطفًا خطيرًا، لم تشهده أوروبا والعالم منذ الحرب العالمية الثانية، فرغم ما شهدته العلاقة من توتر ما بين حلف “الناتو” وروسيا لم تصل لغة التهديد إلى سقف “الردع النووي”. أبرز ما ظهر للسطح في “أزمة أوكرانيا” هو “مصطلح الردع والردع المضاد” والآن “الردع النووي”يظهر من جديد، أي رفع سقف المواجهة سياسيًا وميدانيًا بين أطراف الصراع.

 

ربما يعجبك أيضا