ندوة لـ”تريندز” .. “تداعيات الصراع الروسي – الأوكراني على حركات التطرف والإرهاب”

محمد عبدالله

توجد دوافع عدة للمتطرفين تقف وراء توجههم إلى مناطق الصراع، منها دوافع نفسية، ودوافع مالية، ودوافع تتعلق بالطبيعة الهشة للدولة


عقد مركز تريندز للبحوث والاستشارات، بالتعاون مع “حرف آند فاصلة ميديا” ندوة تحت عنوان “تداعيات الصراع الروسي – الأوكراني على حركات التطرف والإرهاب” .

شارك في الندوة رئيس قسم الاتصال الاستراتيجي بمركز “تريندز للبحوث والاستشارات”، علياء الجنيني، ونائب مدير إدارة النشر العلمي بالمركز، رهف الخزرجي، والمحرر يمؤسسة جيمس تاون لمراقبة الإرهاب، جاكوب زين، ورئيس تحرير صحيفة الأهرام ويكلي وبوابة الأهرام الإنجليزية، عزت إبراهيم.

ضيوف الندوة

استضافت الندوة، مستشار مركز دراسات دول الخليج (غولف ستيتس أناليتيكس)، ثيودور كاراسيك، والمحلل السياسي بمجلس الشؤون الأسترالية-الإسرائيلية واليهودية، أوفيد لوبيل، ومديرة معهد آسيا الوسطى للدراسات الاستراتيجية (CAISS)، آنا غوساروفا، والكولونيل ديفيد ب. ديس روش، البروفيسور بمركز جنوب آسيا والشرق الأدنى للدراسات الاستراتيجية، جامعة الدفاع الوطني بواشنطن.

وألقت علياء الجنيبي، الكلمة الترحيبية للندوة، لافتة إلى أن هذه الندوة تسعى إلى الوقوف على احتمالية تحول منطقة الصراع بين روسيا وأوكرانيا إلى بؤرة تطرف جديدة تهدد استقرار المنطقة والعالم كافة، وأوضحت أن استقدام طرفي الصراع مؤيديه بما في ذلك العناصر المتطرفة من مختلف دول العالم، يدق ناقوس خطر كبير بشأن إمكانية نشوء موطن جديد للتطرف.

دوافع المتطرفين

قالت الباحثة رهف الخزرجي إنه بالنظر إلى شواهد تاريخية عدة نجد أن مناطق الصراع في العالم، كأفغانستان والشيشان والعراق وسوريا وليبيا ، كانت دائمًا جاذبة للمتطرفين من مختلف التوجهات. مضيفة “توجد دوافع عدة للمتطرفين تقف وراء توجههم إلى مناطق الصراع، منها دوافع نفسية، ودوافع مالية، ودوافع تتعلق بالطبيعة الهشة للدولة التي ينشأ فيها الصراع”.

ونبهت الخزرجي بدخول “داعش” على خط الصراع الروسي الأوكراني، وتخصيصه افتتاحية العدد (328) من إصداره “النبأ” بعنوان “حرب صليبية صليبية” لافتة إلى أن الديمقراطية التي يحاربها التنظيم بدأت تأكل نفسها، وأنها بداية حروب بين الدول الأوروبية وترجمة واقعية للصراع الأمريكي الروسي.

انقسام واضح

المحرر بمؤسسة “جيمس تاون لمراقبة الإرهاب”، جاكوب زين، تطرق إلى وجود حالة انقسام بين دول غرب إفريقيا تجاه الصراع الروسي الأوكراني، فبعضها يتعاطف مع روسيا ويتعاطف البعض الآخر مع أوكرانيا.

التغلغل الروسي في غرب إفريقيا واستغلال تراجع النفوذ الفرنسي في محاربة الجماعات المتطرفة، أوجد بيئة متعاطفة للروس في هذه المنطقة من إفريقيا بحسب جاكوب زين، الذي لفت إلى أن روسيا تحاول استغلال هذا التعاطف لتعويض خسائرها جراء العقوبات الغربية المفروضة عليها، في وقت لا توجد أي مؤشرات على انضمام مواطنين من دول وسط آسيا إلى أي من الفريقين.

توسع الجماعات المتطرفة وسبل مواجهتها

يرى رئيس تحرير صحيفة الأهرام ويكلي وبوابة الأهرام الإنجليزية، عزت إبراهيم، أن الصراع الأوكراني الروسي بدأ يلقي بظلاله على منطقة الشرق الأوسط، وقد يتسبب في أوضاع معيشية صعبة لا سيما في ما يتعلق بتوفير الغذاء، ما قد تستغله جماعات التطرف لصالحها.

ولفت إبراهيم إلى وجود بيئة مواتية لزيادة أنشطة جماعات التطرف والإرهاب في منطقة الشرق الأوسط، تتطلب من دول المنطقة اتخاذ إجراءات احترازية لدرء خطر تلك الجماعات. وتطرق إلى توسع تنظيم الدولة في غرب إفريقيا وتركز نشاطه في مناطق النزاع والفوضى، مرجعًا ذلك بالأساس إلى عدة عوامل أبرزها، تراجع دور الأمم المتحدة خلال العقود الماضية، فضلًا عن عودة التحالفات العسكرية والحروب بالوكالة.

مصر والأمن الغذائي

يرى الكولونيل ديفيد روش، أن تراجع واردات الحبوب الغذائية من روسيا وأوكرانيا قد يتسبب في أزمة غذاء في بعض دول الشرق الأوسط، تؤثر بدورها في استقرار هذه الدول وتوفر بيئة مناسبة لتحرك جماعات التطرف.

وقال إن “مصر إحدى الدول التي قد تواجه أزمة غذاء في ظل وارداتها الكبيرة من القمح الروسي والأوكراني”. لافتًا إلى أن الجماعات المتطرفة في شبه جزيرة سيناء التي باتت تحت السيطرة بفعل الضربات الأمنية للسلطات المصرية، قد تجد الفرصة سانحة للعودة من جديد في ظل هذه التحديات.

تداعيات خطرة

حذر ثيودور كاراسيك من أنه كلما طال أمد الصراع الروسي الأوكراني، زاد تعقيد الأمور، خصوصًا في ما يتعلق بوضع الجماعات الإسلامية في روسيا، ما يطرح تساؤلًا بشأن مستقبل الإسلام في روسيا ومكافحة الإرهاب.

وتطرق كاراسيك إلى دعوة طرفي الصراع، مجموعات إرهابية للانضمام لصفوفها ما يذكرنا بما حدث في ثورة الميدان قبل 8 سنوات، لافتًا إلى محاولات موسكو لقمع أي حراك داخلي رافض للحرب، وفيما ينشغل الكثيرون بالحرب الروسية الأوكرانية، يتطرق كاراسيك إلى الحديث عن مفهوم “الإلهاء السياسي” وكيف استغلت دولة مثل كوريا الشمالية هذه الأزمة لتسريع وتيرة صواريخها.

موسكو ودعم المتطرفين

احتمال أن تجذب روسيا بجذب المتطرفين من بعض الدول الإفريقية إلى أوكرانيا ما يوفر دعمًا لجماعات التطرف في قارة إفريقيا، يظل خيارًا مطروحًا وفقًا لـ”أوفيد لوبيل” المحلل السياسي، بمجلس الشؤون الأسترالية-الإسرائيلية واليهودية.

وحذر “لوبيل” من أن الصراع الروسي الأوكراني سيفتح المجال واسعًا لجماعات التطرف والإرهاب من مختلف التوجهات، لتلعب دورًا أكبر مما يعني زعزعة الأمن والاستقرار في العالم.

واستشهد “لوبيل” بالحركة الإمبريالية الروسية التي لها صلة بالكريملين، ويقومون بتدريب المجموعات النازية في مختلف دول العالم لتنفيذ هجمات إرهابية في بلدانهم على غرار ما حدث في السويد.

تنامي نشاط اليمين المتطرف

وتذكر “آنا غوساروفا” أن الصراع بين روسيا وأوكرانيا يفتح المجال أمام تنامي نشاط اليمين المتطرف ما يشكل تحديًا كبيرًا للدول الأوروبية.

وأوضحت “من الصعب التكهن، داغستان ستكون هي التالية بعد أوكرانيا كما حصل قبل 8 سنوات”، لافتة إلى أن الوضع في طاجيكستان مختلف، حيث توجد قاعدة عسكرية ضخمة وحدود مباشرة مع أفغانستان، ما يوفر فرصة لإنقاذ روسيا حال تعقد الأمر.

ربما يعجبك أيضا