ماذا تفعل هولندا للموازنة بين متطلبات شعبها والتزاماتها تجاه الأوكرانيين؟

سحر رمزي

تحاول هولندا جاهدةً التوازن بين متطلبات الشعب والتصدي للغلاء في الأسعار، خصوصًا بشأن المواد البترولية والغذائية، بالبحث عن حلول فعالة لتعويض ذلك.. فماذا تفعل؟


تعتبر هولندا من أكثر الدول ترحيبًا باللاجئين الأوكرانيين شعبيًّا ورسميًّا، وأعلنت أنها اعتبارًا من يوم الاثنين المقبل ستؤوي نحو ألف و250 لاجئًا أوكرانيًّا مع عائلات هولندية يوميًّا.

وأعلنت هولندا أيضًا تسهيل فرص عمل وتوفير مصروف أسبوعي لكل مواطن أوكراني، في ظل الحرب الروسية الأوكرانية المشتعلة منذ نحو شهر تقريبًا.. فكيف ستحقق الحكومة الهولندية التوازن بين متطلبات شعبها والتزاماتها الإنسانية تجاه اللاجئين الأوكرانيين؟

مساعدات مالية ووظائف للاجئين

الحكومة الهولندية كشفت أنها ستمنح اللاجئين الأوكرانيين بأراضيها 60 يورو أسبوعيًّا، لمساعدتهم في سداد احتياجاتهم إذا كانوا يعيشون في سكن مشترك، ونحو 135 يورو إذا كانوا يعيشون مع عائلات مضيفة. واتفق الوزراء على أن المواطنين الأوكرانيين الذين يرغبون في العمل يمكنهم البدء على الفور، وأنهم لن يكونوا في حاجة إلى استصدار تصريح العمل الذي يطلبه أرباب العمل بدءًا من إبريل المقبل.

يشار إلى أن 7 آلاف و200 لاجئ أوكراني سجلوا في هولندا حتى الآن، وسط مؤشرات على أن الأعداد ستزيد على 50 ألف لاجئ، ويبدو أن العدد الفعلي سيكون أعلى من ذلك بكثير. وقد ذكرت تقارير الأمم المتحدة أن أكثر من 3.5 مليون شخص فروا من أوكرانيا منذ بداية الحرب الروسية، بحسب “إن أو إس” الهولندية.

العائلة الملكية تستضيف الأوكرانيين

أعلن ملك هولندا، ويليم ألكساندر، في بيان يوم الاثنين الماضي، أن عائلته ستستقبل اللاجئين الأوكرانيين في أحد قصورهم بالقرب من أبلدورن، ووفقًا لخدمة المعلومات الحكومية (RVD) سيجرى إيواء نحو 20 إلى 30 لاجئًا أوكرانيًا في نزل صيد من القرن الخامس عشر يقع في أراضي قصر هيت لو في ضواحي أبلدورن ابتداءً من منتصف إبريل المقبل.

يأتي الإعلان في الوقت الذي تعمل فيه البلديات على إقامة مساكن لـ50 ألف لاجئ أوكراني، وكانت الحكومة الهولندية حددت للسلطات المحلية الموعد النهائي لإيجاد مكان لـ25 ألف لاجئ بحلول 21 مارس 2022، لكن رئيس مجلس الأمن، هوبرت برولس، أعرب، يوم أمس الثلاثاء 22 مارس، عن مخاوفه بشأن حجم المهمة المطروحة.

مشكلة مستقبليةفي توفير المساكن

أوضح برولس أن السلطات لم تواجه مشكلات في توفير المساكن للـ25 ألف لاجئ الأوائل، لكن المشكلة لكن المشكلة تتمثل في توفير مساكن لباقي اللاجئين، مشددًا على أنه كان يأمل تأمين إقامة مؤقتة للاجئين، بدلًا من الاضطرار إلى الاعتماد على المدارس و الفنادق للحصول على دعم مؤقت.

وقال وزير الدولة لشؤون اللجوء والهجرة، إريك فان دير بورج، الاثنين الماضي، إن الحكومة الهولندية تتطلع إلى تأمين المزيد من أماكن الإقامة طويلة الأمد للاجئين الأوكرانيين. وتوقع مجلس النواب أن يكون عدد اللاجئين الأوكرانيين أكثر من 50 ألفًا. وفي الوقت نفسه، يحاول المواطنون والمقيمون في البلاد تأدية واجبهم والتسجيل كعائلات مضيفة للاجئي أوكرانيا، عبر منصات إلكترونية.

الأولوية للهولنديين في السكن

حسب “إن أو إس” الهولندية، أصرت مؤسسات السكن الاجتماعي في هولندا على أن إيواء اللاجئين الأوكرانيين لن يكون على حساب سكان هولندا الذين ينتظرون لفترة طويلة منزلًا ذا إيجار منخفض السعر. وأشارت مؤسستا “فيستا” و”يميري” وجمعيات الإسكان الأخرى، إلى أنها لن تقدم منازل من مخزونها بسبب النقص في سوق الإسكان، منوهة بأنها ستقدم المساعدة بأساليب أخرى.

يذكر أن مؤسسات الإسكان، اجتمعت في أمستردام لتهيئة 5 مجمعات يمكن فيها إيواء اللاجئين الأوكرانيين، بما في ذلك مساحات الأعمال والمكاتب والمدارس. وقال متحدث باسم المؤسسات إنه يمكن جعلها مناسبةً لإيواء اللاجئين مؤقتًا، بإجراء تجديدات طفيفة.

بنوك طعام لمواجهة غلاء الأسعار

في الوقت نفسه، شهدت بنوك الطعام في هولندا زيادة في التسجيلات، وأرجعت دراسة أجرتها صحيفة “إن أو إس” الهولندية، في بنوك الطعام، الأسباب إلى ارتفاع أسعار الطاقة والمواد الغذائية ووصول اللاجئين الأوكرانيين، إضافة إلى أزمة انتشار فيروس كورونا.

وأظهرت بنوك الطعام التي شملتها الدراسة، في لاهاي ودن بوش و جرونينجن وروتردام وليمبورج، زيادة طفيفة في عدد التسجيلات، لكن الأرقام الدقيقة ليست متاحة بعد، غير أنها توقعت ارتفاع عدد المستخدمين الجدد. وقال متحدث باسم بنك الطعام في أمستردام: “غالبًا ما يحدث تأخير لأن الناس يمكنهم التعامل مع ارتفاع الأسعار على المدى القصير، لكن  على المدى الطويل يكون ذلك أكثر صعوبة”.

ويمكن للأشخاص الذين يستقبلون اللاجئين في المنزل الحصول على بطاقة من بنك الطعام، وبهذه الطريقة يمكنهم الاستفادة من حزم الطعام الإضافية، وقال المتحدث باسم بنك الطعام في دن بوش إن ذلك ممكن لمدة شهرين على الأقل.

الهولنديون يصطفون للحصول على وقود بلجيكي

ارتفاع أسعار الطاقة دفع الهولنديون لمحاولة الحصول على الوقود البلجيكي الأرخص، عبر الحدود، بسبب خفض الضريبة 17.5 سِنتًا للتر. وتصطف السيارات الهولندية للتزود بالوقود منذ الثامنة صباحًا على محطات الوقود البلجيكية، ويبلغ سعر لتر البنزين في بلجيكا 1.77 يورو، في حين يبلغ في هولندا  2.41 يورو، وفقًا لـUnitedConsumers.

وأعلنت الحكومة الهولندية خفض رسوم المحروقات، اعتبارًا من 1 إبريل 2022، 17 سنتًا مقابل لتر البنزين، و11 سنتًا مقابل لتر الديزل، مشيرةً إلى أن القرار ساري المفعول لمدة 6 أشهر.

ربما يعجبك أيضا