صاروخ صيني «نووي» يصل حتى أمريكا.. ما قصته ومدى قدرته؟

أحمد ليثي

يتمتع جيش التحرير الشعبي الصيني بقدرة متزايدة على تقويض دفاعات أمريكا الصاروخية وتهديدها بضربات تقليدية ونووية


زعم باحثون صينيون، أنهم طوّروا نظام ذكاء اصطناعي يمكنه تصميم أسلحة جديدة تفوق سرعتها سرعة الصوت، ما يجعل الصين متقدمة على أمريكا في سباق الصواريخ.

بحسب الكاتب الصحفي جابرييل هونرادا، في مقاله بجريدة “آسيا تايمز“، يوم الخميس 25 مارس 2022، اختبرت الصين في أغسطس 2021، صاروخًا تفوق سرعته سرعة الصوت قادر على حمل أسلحة نووية، وأن الصاروخ دار مسافة كبيرة قبل أن يسرع نحو هدفه، ما يدل على قدرة فضائية متقدمة فاجأت المخابرات الأمريكية.

kkkk

ما إمكانات الصاروخ الجديد؟

وفق ديميتر سيفاستوبولوس، في تقريره بجريدة فاينانشال تايمز، أخطأ الصاروخ هدفه بحوالي 20 ميلًا، بحسب 3 أشخاص مطلعين على المعلومات الاستخبارية، لكنهم قالوا إن الاختبار أظهر أن الصين حقّقت تقدمًا مذهلًا في الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، وكانت أكثر تقدمًا بكثير ممّا أدركه المسؤولون الأمريكيون.

وأوضح سيفاستوبولوس أن الولايات المتحدة وروسيا والصين تعمل على تطوير أسلحة تفوق سرعة الصوت، بما في ذلك مركبات انزلاقية تنطلق في الفضاء على متن صاروخ يدور حول الأرض بـ5 أضعاف سرعة الصوت، لكنها لا تتبع المسار الثابت للصاروخ الباليستي ويمكنها المناورة، ما يجعل تعقّبها أصعب.

مكاسب الصين من الصاروخ الجديد

قال الخبير في سياسة الأسلحة النووية الصينية، تايلور فرافيل، الذي لم يكن على دراية بالتجربة، إن تصميم مركبة انزلاقية أسرع من الصوت ومسلحة برأس نووي، يمكن أن يساعد الصين في “إبطال” أنظمة الدفاع الصاروخي الأمريكية المصمّمة لتدمير الصواريخ الباليستية، فالمركبة تطير في مسارات منخفضة، وتناور في أثناء الطيران، ما يجعل من الصعب تعقّبها وتدميرها.

ونقل سيفاستوبولوس، عن فرافيل، أنه إذا طوّرت الصين مثل هذا السلاح ونشرته سيكون أمرًا مزعزعًا للاستقرار، معقّبًا بأن الاختبار لا يعني أن بكين ستعتمد على هذه القدرة، وأن القلق المتزايد يأتي بشأن القدرات النووية الصينية في الوقت الذي تواصل فيه بكين بناء قواتها العسكرية التقليدية، وتنخرط في نشاط عسكري بالقرب من تايوان.

social 1

تأثّر العلاقة بين واشنطن وبكين

وفقًا لتقرير سيفاستوبولوس، تصاعدت التوترات بين البلدين، فالإدارة الأمريكية اتخذت موقفًا صارمًا تجاه بكين التي اتهمت واشنطن بـ”العدائية”، وقال عضو لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، مايكل جالاجر، إن الاختبار يجب أن يكون دعوة للعمل. وحذّر مسؤولون عسكريون من تنامي قدرات الصين النووية، خصوصًا بعد نشر صور بالأقمار الصناعية كشفت عن أكثر من 200 صومعة صواريخ عابرة للقارات.

وأوضح جالاجر: “يتمتع جيش التحرير الشعبي (الصيني) الآن بقدرة متزايدة على تقويض دفاعاتنا الصاروخية وتهديد أمريكا بضربات تقليدية ونوويّة، لكن المثير للقلق أكثر أن التكنولوجيا الأمريكيّة أسهمت في برنامج الصواريخ الأسرع من الصوت للجيش الصيني”، مبينًا أن الصين ليست ملزمة بصفقات للحد من التسلح، وغير مستعدة لإشراك الولايات المتحدة في محادثات عن ترسانتها النوويّة وسياستها.

الصين ومعاهدة الصواريخ الباليستية

في مقاله بموقع بي بي سي، يقول الأستاذ الفخري في معهد الاستراتيجية والأمن بجامعة إكستير، جوناثان ماركوس، إن بعض الخبراء لا يعتقدون أن الاختبار يخلق تهديدًا جديدًا، وذكر عضو مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، جيمس أكتون، أن الولايات المتحدة كانت عرضة لهجوم نووي من الصين منذ الثمانينات على الأقل.

أضاف ماركوس أن “البرامج الصينيّة والروسيّة والكوريّة الشماليّة المكثّفة لهزيمة الدفاعات الصاروخيّة الأمريكيّة يجب أن تدفع واشنطن لإعادة النظر بشأن إذا ما كانت المعاهدات التي تفرض قيودًا على مثل هذه الدفاعات، مثل الانسحاب من معاهدة الصواريخ الباليستيّة لأنها المسؤولة عن تطوير الصين لهذا النظام”.

كيف برّرت الصين صناعة صواريخها؟

حسب تقرير فاينانشال تايمز، قال المسؤول الأمني، وخبير أمني صيني آخر مقرب من جيش التحرير الشعبي، إن السلاح طوّرته الأكاديمية الصينية للديناميكا الهوائية الفضائية، وهو معهد أبحاث تابع لشركة الصين للعلوم والتقنيات الجو فضائيّة، المملوكة للدولة، وأن المركبة الانزلاقية ركبّت على صاروخ لونج مارش، الذي يستخدم في برنامج الفضاء.

وقالت الأكاديميّة الصينيّة لتكنولوجيا مركبات الإطلاق، التي تشرف على عمليات الإطلاق، في 19 يوليو 2021، إنها أطلقت صاروخ لونج مارش 2 سي، وأنه كان الإطلاق رقم 77 لهذا الصاروخ، وفي 24 أغسطس أعلنت إجراء الرحلة رقم 79، لكن لم يعلن عن الإطلاق رقم 78، الأمر الذي أثار تكهنات بين مراقبي برنامجها الفضائي بشأن الإطلاق السري.

تهديد الصاروخ للجيش الأمريكي

وفق تقرير فاينانشال تايمز، قال المطلعون على الاختبار الصيني، إن السلاح يمكن من الناحية النظريّة أن يطير فوق القطب الجنوبي، الأمر الذي سيعدّ تحديًا كبيرًا للجيش الأمريكي لأن أنظمة الدفاع الصاروخيّة تركز على المسار القطبي الشمالي، ولم يعلق البنتاجون على التقرير، لكنه أعرب عن قلقه بشأن الأنشطة الصينيّة. تزامنًا مع تعهد إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بمراجعة الوضع النووي.

وقال المحلل العسكري الأمريكي، جون كيربي: “لقد أوضحنا مخاوفنا بشأن القدرات العسكريّة التي تواصل الصين تطويرها، وهي لا تؤدّي إلا إلى زيادة التوترات في المنطقة وفي الخارج، وهذا أحد الأسباب التي تجعلنا نعتبر الصين التحدّي الأول لنا”.

ربما يعجبك أيضا