هل تتحقق مطالب زيلينسكي من البرلمان الهولندي بالسرعة المطلوبة؟

سحر رمزي

طلب الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، في كلمته أمام البرلمان الهولندي، أمستردام باختيار مدينة في أوكرانيا لإعادة بنائها بعد الحرب.

ودعا الرئيس الأوكراني، في كلمته التي ألقاها عبر الإنترنت، في صباح يوم الخميس 31 مارس 2022، البرلمان إلى توفير أسلحة دفاع جوي وفرض عقوبات أكثر صرامة على روسيا، مثل مقاطعة النفط والغاز. ق

كارثة الرحلة MH17

قال زيلينسكي: “الحرب العالمية الثانية يجب ألا تحدث مرة أخرى ، لكن كل شيء يعيد نفسه، فالحرب العالمية الثانية بدأت بالهجوم على عدد قليل من البلدان، ثم جاءت القنابل على روتردام ولندن. وضرب روتردام أثر على العديد من المدن الأوروبية”، منوهًا بأن الحرب في أوكرانيا “للأسف أصبحت روتينية”.

وذكر زيلينسكي البرلمان الهولندي بكارثة الطائرة الهولندية والرحلة MH17. والتي تسببت فيها روسيا، مطالبًا هولندا بمقاطعة النفط والغاز الروسي، قائلًا: “كن مستعدًا لوقف الطاقة من روسيا، وهذا أمر حاسم لمنع روسيا من شن المزيد من الحرب في أوروبا، فموسكو تمول الحرب بالدخل من النفط والغاز”.

حتى نشعر حقًا بدعمكم حققوا مطالبنا

أضاف زيلينسكي: “هولندا تأسست على الحرية والديمقراطية وتنوع الأديان، وهكذا بدأ الطريق نحو أوروبا موحدة وتحقق التسامح والاحترام المتبادل بين جميع سكانها، ولكنها تهاجم الآن، ويجب الدفاع عنها مرة أخرى”، متابعًا: “حتى نشعر حقًا بدعمكم حققوا مطالبنا”.

وناشد الرئيس الأوكراني في وقت سابق البرلمان الدنماركي لاعتماد مدينة متأثرة لإعادة إعمارها، وذكرت صحيفة الـ”تليجراف الهولندية”، أن زيلينسكي سبق وألقى كلمة أمام برلمانات ألمانيا وكندا وإسرائيل وبولندا، وغيرهم.

مزيد من الدعم وعقوبات أكثر صرامة

الرئيس الأوكراني شكر هولندا على دعم جيش بلاده بالأسلحة، لكنه يريد أيضًا المزيد من الدعم وعقوبات أكثر صرامة، ويصر مرة أخرى على منح عضوية الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا.

وقال زيلينسكي لرئيس الوزراء الهولندي مارك روته، الذي كان يعلم أنه يراقب اللقاء: “أنت تعرف ذلك أيضًا، يا مارك”، وبعد الخطاب تلقى زيلينسكي تصفيق النواب، الذين نهضوا من مقاعدهم.

حزب الجبهة الديمقراطية يغيب

الحزب الوحيد الذي تغيب عن مجلس النواب خلال خطاب زيلينسكي. كان حزب الجبهة الديمقراطية، الذي أعلن زعيمه بوديت هذا الأسبوع، أنه لا يوافق على السماح للرئيس الأوكراني بإلقاء خطاب في مجلس النواب، مضيفًا: “من السذاجة ومن السخف أن نرى زيلينسكي نصف قديس. وبسبب هذه التصريحات قرار كل من السيناتور ثيو هيديما وأيضًا بول فرلين تروب مغادرة الحزب”.

وكانت كلمة الرئيس الأوكراني أمام البرلمان الهولندي المرة الأولى التي يخاطب فيها رئيس دولة أجنبية مجلس النواب، فخلال الشهر الماضي مرر المجلس تعديل على النظام الداخلي له، ليسمح بإلقاء هذا الخطاب.

نقاش حاد

بحسب الإعلام الهولندي حضر الخطاب رئيس الوزراء روته، ووزيرا الشؤون الخارجية هوكسترا، والدفاع أولو نجرين (وزارة الدفاع)، وشهد المجلس بعد كلمة الرئيس الأوكراني، نقاشًا حادًا مع هوكسترا الذي لم يتمكن من تحديد ما ستفعله هولندا من أجل تنفيذ العقوبات ضد روسيا بشكل أفضل.

وفقًا لهوكسترا ، تعمل العديد من الوزارات “بجد للغاية” لتحسين صياغة العقوبات المفروضة على روسيا، وبالمقارنة مع البلدان الأخرى، لم تنجح هولندا في هذا فقد جمد جزء فقط من أموال الأوليغارشية الروسية في هولندا، وبالكاد تنجح أمستردام في مصادرة العقارات، مثل “المنازل واليخوت الفاخرة” من الروس المدرجين في قائمة العقوبات.

العقارات الروسية في هولندا

أخبر المالك السابق لشركة العقارات إجناس مايفيس شبكة NOS، أمس، أنه توسط خلال فترة عمله في صفقات مع شخصيات روسية لشراء عقارات في أمستردام.

وبينت السلطات المحلية في أمستردام، أن وكالات العقارات الروسية نشطة في العاصمة، وأنه ليس من الواضح في كثير من الحالات كيف تمول وما إذا كانت مرتبطة بملاك روس مدرجين في قائمة العقوبات.

عقود الغاز

في غضون ذلك، لم تتمكن عدد من السلطات المحلية من خرق عقودها مع شركة الغاز الروسية العملاقة جازبروم، منوهين بأنهم يفضلون ترك العقود تأخذ مجراها، وأن دفع تعويضات لخرق العقد لن يؤدي إلا إلى دعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

يذكر أن فرع جازبروم إنرجي مسجلة في هولندا ما يعني أنها غير مدرجة في قائمة العقوبات، وقالت سلطات محلية أخرى إنها تريد إنهاء العقود في وقت قريب، وأنه على الحكومة المساعدة في دفع أي غرامة.

ربما يعجبك أيضا