هل تكون إفريقيا هي الوجهة القادمة الأكثر جذبًا للإرهاب؟

أحمد ليثي

كان توسع الجماعات التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية وراء تصاعد الإرهاب في العديد من دول الساحل، حيث تضاعف عدد الوفيات بسبب الإرهاب في النيجر في عام 2020 إلى 588 حالة وفاة


بعد سنوات من التوقف، بدأ الإرهاب العالمي يطل برأسه مرة أخرى، مع تزايد الهجمات الإرهابية في البلاد الإفريقية، ووجود العوامل القديمة المتمثلة في الفقر والتهميش والحكم الضعيف.

وفق صحيفة فورين بوليسي الأمريكية، في تقريرها المنشور يوم 6 مايو 2022، أصبحت إفريقيا، خصوصًا منطقة جنوب الصحراء، بؤرة هائلة للإرهاب، وذلك بعد توسع تنظيم داعش واستمرار وجود “بوكو حرام”، لدرجة أن الأحداث الإرهابية في إفريقيا فاقت أفغانستان، بوصفها الدولة الأكثر تعرضًا للإرهاب في العالم.

هل انخفضت وتيرة الهجمات الإرهابية في إفريقيا؟

تقول لين أودونيل، في تقريرها، إن نحو 7 آلاف و142 شخصًا لقوا مصرعهم في الهجمات الإرهابية، عام 2021، بانخفاض بسيط عن العام السابق، لكنه انخفض بمقدار الثلث عن عام 2015. وقفزت الهجمات الإرهابية في إفريقيا لتصل إلى 17%، 5 آلاف و226 هجومًا، العام الماضي، وهو أعلى رقم منذ عام 2007، وقال التقرير إن ذلك يرجع إلى العنف في منطقة الساحل وعدم الاستقرار في دول مثل أفغانستان وميانمار.

وبحسب التقرير، يرتبط انتشار الإرهاب بالظروف الاجتماعية والاقتصادية. وأضاف التقرير أن المنظمات الإرهابية تستغل الحرمان والاغتراب لتجنيد أعضاء، فيعد تنظيم داعش، الشباب الأوروبي الساخط بحياة جديدة وفرص واعدة، في حين تقدم “بوكو حرام” رواتب ضخمة لجذب المجاهدين من جميع البلاد في منطقة الساحل.

d7bc847e 021b 11ea a530 16c6c29e70ca

كيف يحتفظ التنظيم بالمجندين؟

قالت أودونيل إن التنظيم يستخدم الوحشية المتطرفة للاحتفاظ بالمجندين، الذين يخشون عواقب محاولة المغادرة، كما رأينا من تنظيم داعش في العراق، وفي الوقت نفسه يستخدم هذا التكتيك لاجتذاب أعنف المجندين، ومن جهة أخرى، يمكن للجماعات الإرهابية توفير إحساس قوي بالانتماء للأفراد المحرومين. لأن الانتماء إلى مجموعة يساعد على البقاء، فيوفر الحماية من التهديدات المحتملة.

ومن جهة أخرى، حدد مؤشر الإرهاب العالمي الدول الإسلامية بأنها الأكثر دموية، وقال التقرير إن منطقة الساحل، التي تضم بوركينا فاسو والكاميرون وتشاد وجامبيا وغينيا وموريتانيا ومالي والنيجر ونيجيريا والسنغال، تمثل مصدر قلق بالغ، وذلك بسبب ارتفاع الوفيات نتيجة عمليات إرهابية في منطقة الساحل بأكثر من ألف في المئة، منذ عام 2007.

هل يشعل انتهاء الوباء المزيد من النشاط الإرهابي؟

قالت أودونيل إن انتهاء الإقفال، بسبب الوباء يمكن أن يشعل المزيد من النشاط الإرهابي، بعد ثلاث سنوات من الاضطراب الاجتماعي والاقتصادي، وأشار التقرير إلى أن تخفيف عمليات الإغلاق والضوابط الطارئة على الحركة قد يقابله تصاعد في الهجمات إذا لم تجر معالجة الظروف الأساسية التي تؤدي إلى التطرف، من ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب وتزايد احتمالية انتشار التطرف.

وبحسب التقرير، كان توسع الجماعات التابعة إلى تنظيم داعش وراء تصاعد الإرهاب في العديد من دول الساحل، فتضاعف عدد الوفيات بسبب الإرهاب في النيجر، عام 2020 إلى 588 حالة وفاة، وأدى انتشار الجماعات التابعة إلى “داعش” والجماعات المرتبطة بالقاعدة، إلى تحويل إفريقيا إلى ملاذ للإرهاب.

chibok bring back our girls book review nigeria boko haram 518974624

ما الذي أدى إلى تنامي قوة التنظيمات الإرهابية في إفريقيا؟

شددت أودونيل على أن انسحاب قوات الأمن وحفظ السلام الأمريكية والاتحاد الإفريقي، العام الماضي، شجع حركة الشباب التابعة لتنظيم القاعدة، المسؤولة عن أغلب الهجمات الإرهابية في الصومال، على تنظيم هجمات إرهابية، وذلك في محاولة منها لملء الفراغ الذي خلفه انسحاب قوات مكافحة الإرهاب، بعد فترة من عدم الاستقرار السياسي عقب قرار البرلمان الفيدرالي الصومالي تمديد ولاية الحكومة إلى أجل غير مسمى.

وبحسب مؤشر الإرهاب العالمي، فقد ترجع العديد من العمليات الإرهابية إلى الجماعات الإسلامية المتطرفة، مثل تنظيم داعش، غرب إفريقيا، وجماعة نصر الإسلام والمسلمين، وبوكو حرام، وحركة الشباب التي تسببت في وفيات، أقصى الجنوب مثل موزمبيق، فحدثت 43% من الهجمات في منطقة الساحل.

ربما يعجبك أيضا