هل أصبحت تطبيقات «النقل التشاركي والخصومات» حلًا للأزمة الاقتصادية؟

ياسمين سعد

في ظل ارتفاع الأسعار ومواجهة العالم العربي لأزمة اقتصادية، هل تساعد التطبيقات التشاركية والتي تعمل بنظام النقاط مستخدميها على مواجهة الأزمة؟


انتشرت مؤخرًا التطبيقات التشاركية، وأيضًا التي تعمل بنظام النقاط، بالإضافة إلى التطبيقات التي تقدم عروض وخصومات مقابل اشتراك بسيط، في ظل ارتفاع الأسعار والأزمات الاقتصادية المتلاحقة.

شهدت هذه التطبيقات زيادة في عدد المستخدمين بعد ارتفاع أسعار عديد السلع ولجأ إليها الكثيرين لتخفيف حدة الأزمة والتعامل معها، فهل تكون هذه التطبيقات حلًا لمواجهة الأزمة الاقتصادية في مصر والعالم؟ وتسيطر على المشهد الاقتصادي؟

تطور التطبيقات التشاركية

استشاري الإعلام الرقمي والتسويق الإلكتروني، محمد الحارثي، بين لـ”شبكة رؤية الإخبارية”، أن التطبيقات التشاركية في تطور ممتاز خصوصًا تطبيقات النقل لتقديمها خدمات تسهل الحياة اليومية على المواطنين، مشيرًا إلى أن فكرة تطبيقات النقل التشاركي بدأت من المنتديات التي كان يتطوع فيها الأشخاص لمشاركة سيارتهم مع غيرهم لتوفير فاتورة البنزين.

وأضاف: “شاهدنا بعد ذلك دخول شركات النقل التشاركي العالمية إلى مصر، وبعد نجاح التجربة أُطلقت تطبيقات نقل تشاركي مصرية، وكان الاعتماد عليها في البداية بطيئًا، ولكن وصل إلى ذروته بعد جائحة كورونا، وزيادة أسعار البنزين، فالناس لجأت إليها لتخفيف الأعباء الاقتصادية عن كاهلهم”.

هل تخفف التطبيقات التشاركية الأعباء المادية؟

أوضح الحارثي أن أكثر تطبيقات النقل التشاركي نجاحًا حاليًا هي التي تقدم خصومات كبيرة للجمهور، بجانب التطبيقات تعمل بأنظمة الباكدج وهي موفرة أيضًا، مشيرًا إلى أن هذه التطبيقات أصبح مستخدميها في تزايد مستمر نتيجة لاستخدام نظم تحليل المعلومات لم تكن موجودة منذ 5 سنوات، وأنه يجرى حاليًا دراسة المواعيد والأماكن الأكثر ازدحامًا لتوفير أفضل خدمة للجمهور.

تعريف المال وتعريف الاقتصاد

وعن التطبيقات التي تعمل بنظام النقاط المتبادلة، قال استشاري الإعلام الرقمي والتسويق الإلكتروني: “مع تزايد فتح الحسابات البنكية للمواطنين في مصر والعالم العربي خصوصًا بعد جائحة كورونا، واضطرار الجميع لإجراء تعاملات المالية إلكترونيًا، ارتفع عدد مستخدمات هذه التطبيقات ولاقت رواجًا واسعًا”.

هل نجحت تطبيقات المحافظ المالية مع الجمهور العربي؟

بجانب تطبيقات النقل التشاركية، انتشرت مؤخرًا تطبيقات محافظ مالية تشبه في عملها الجمعيات التي تساعد الأشخاص على توفير أموالهم، وعن هذه التطبيقات قال الحارثي: “هذه التطبيقات ما زالت مستجدة، وأمامها سنوات حتى يعتاد الناس عليها، ولكن في المقابل ظهرت تطبيقات أخرى في نمو مستمر، وهي تطبيقات الأماكن التشاركية”.

 وأضاف استشاري الإعلام الرقمي والتسويق الإلكتروني: “أصبح من السهل على رواد الأعمال مشاركة مقر شركاتهم مع غيرهم، من خلال تأجير مكان مُجهز ليوم أو يومين لأداء عملهم بدلًا من بناء مكان بأكمله، فهذا يوفر نفقات كبيرة على الشركات خاصة الناشئة، والأفراد أصحاب المشروعات الصغيرة”.

عروض وهمية

حذر الحارثي الجمهور من التطبيقات التي تقدم عروضًا وهميةً، مشددًا على ضرورة شراء المنتجات من مصادرها الرسمية أو تطبيقات موثوق فيها. لكنه في الوقت نفسه، شجع على الشراء الإلكتروني لانخفاض أسعار المنتجات بها، لأن المحال التي لها متاجر إليكترونية توفر مصروفات الإيجار والتخزين وغيرها، مما يجعل المنتجات أرخص.

ونوه استشاري الإعلام الرقمي والتسويق الإلكتروني، بأن التطبيقات ساعدت في تخفيف حدة الأزمة الاقتصادية في المجتمعات العربية حاليًا، وأن المستقبل في العالم سيكون افتراضيًا بإجراء جميع التعاملات المالية من خلال التطبيقات والأنظمة التشاركية.

التطبيقات لن ترقى لأن تكون حلا للأزمة الاقتصادية

الخبير الاقتصادي، خالد الشافعي، قال لـ”شبكة رؤية الإخبارية”: “المواطنون يشعرون بالإرهاق من زيادة الأسعار والأزمة الاقتصادية، ولذلك أصبحوا يفكرون في الوصول إلى شيء يقلل التكلفة عليهم، خصوصًا في حال شراء سلع أساسية”، مبينًا أن الكثيرين بدأوا يستخدمون التطبيقات الإلكترونية للتعامل مع الأوضاع الراهنة، والتي أحدثت فارقًا مهمًا مع المواطنين.

وأكمل: “المواطن المصري والعربي ذكي بطبيعته، وبالتالي لن يحمل تطبيقًا ويتحدث عنه إلا لو كان مفيدًا له ويقدم خدمات مميزة”، موضحًا أن التطبيقات التشاركية وتطبيقات النقاط والخصومات الكبيرة لن تقدم حلولًا حاسمة للمشكلات الاقتصادية، وأنها تساهم فقط في تخفيض حدة الأزمة الاقتصادية على المواطن.

ربما يعجبك أيضا