استقبل زملاء شيرين بقناة الجزيرة الإخبارية خبر استشهادها بحزن وألم، وشهد المستشفى الذي انتقل إليه جثمانها مشهدًا حزينًا
بقدر ما تركه خبر استشهاد الصحفية الفلسطينية، شيرين أبوعاقلة، من صدمة في الوطن العربي، كان التأثير الأكبر في زملائها وأصدقائها الذين رافقوا مسيرتها الطويلة.
وتزوجت شيرين مهنة الصحافة ودارت حياتها في فلكها، ونسجت في أروقتها علاقات عميقة مع زملائها اللذين استقبلوا خبر رحيلها المأساوي في ذهول، وفي أخر صورة لها كانت شرين ترتدي قميصها الواقي من الرصاص، الذي لم يفلح في درء الموت عنها.
تفاصيل مقتل شرين أبوعاقلة
تصدرت الصحفية، شذى حنايشة، إحدى زميلات شيرين أبو عاقلة مواقع التواصل، بعد تداول صورتها وهي تجلس ذاهلة في رعب محتمية بجذع شجرة أمام جثمان شيرين التي أصيبت برصاصة في الرأس، وعن تفاصيل الحادث المأساوي تقول شذى إنها ذهبت برفقة 6 صحفيين إلى مخيم جنين، وكانوا يرتدون جميعًا سترات واقية تنبئ عن وظيفتهم كصحفيين.
وتابعت “عند وصولنا إلى مدخل المخيم بدأ جنود الاحتلال إطلاق النار نحونا”، ليصاب المنتج علي السمودي الذي صرخت أبوعاقلة لدى مشاهدته يسقط “علي اتصاب”، قبل أن تسقط شهيدة، ولم تستطع حنايشة التوجه نحو شيرين بسبب كثافة إطلاق النيران، حتى ساعدها أحد شباب المخيم في الهروب، وحمل شاب آخر شيرين إلى الاسعاف.
واتهمت شذى جنود الاحتلال الإسرائيلي بقتل شيرين عمدًا، نافية وجود أي مسلحين فلسطينين في موقع الحادث، ما يشكك في الرواية الإسرائيلية بشأن الواقعة التي زعمت أن المراسلين إصيبوا بنيران فلسطينية.
مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة برصاص الجيش الإسرائيلي أثناء اقتحام مخيم جنين 🥺 pic.twitter.com/xtGppEvJV6
— Shams Al jnabi 🇮🇶 (@Shh808) May 11, 2022
الاحتلال الإسرائيلي استهدف الصحفيين عن عمد
علي السمودي زميل أبوعاقلة الذي أصيب برصاصة في ظهره في نفس الحادث، قال لقناة العربية الإخبارية إن جميع الصحفيين بموقع الحادث ارتدوا سترات الصحافة المميزة، مشيرًا إلى أن جنود الاحتلال الإسرائيلي استهدفوا الصحفيين عن عمد، رغم أن مكانهم كان واضحًا، ولم يتواجد أي مواجهات أو مسلحين بالمكان، وأضاف: “قوات الاحتلال أطلقت النار دون أي سبب”.
"ما كنش عنا أي مسلحين".. الصحفي الفلسطيني علي السمودي مرافق #شيرين_أبو_عاقلة يروي تفاصيل "لحظاتها الأخيرة": القوات الإسرائيلية أطلقت النار دون أي سبب#العربية pic.twitter.com/QBLNbnv7kj
— العربية (@AlArabiya) May 11, 2022
ويروي الصحفي مجاهد السعدي تفاصيل ما حدث في موقع استشهاد أبوعاقلة، مشددًا على أنهم كشفوا عن أنفسهم لجنود الاحتلال الإسرائيلي كصحفيين بزيهم الخاص، وبعد تقدمهم بعدة أمتار بدأت القوات في إطلاق النار عليهم، وعندما التفت ليطمئن على زميلته شيرين فوجئ بها أرضًا، متهمًا الاحتلال الإسرائيلي باستهدف أبوعاقلة التي كانت ترتدي خوذة في حين كانت إصابتها تحت الأذن، وقال إن الاحتلال الإسرائيلي كان مصرًّا على استهدافهم عبر القناصة.
أصدقاء شيرين أبو عاقلة ينادونها: “اصحي”
وشهدت المستشفى التي انتقل إليها جثمان شيرين أبوعاقلة مشهدًأ حزينًا لزملائها الذين أخذوا في مناداتها “شيرين اصحي”، رافضين تصديق أن الزميلة التي كانت منذ ساعات قليلة تمزح معهم أصبحت جثة هامدة.
Martyr Shireen Abu Akleh in the hospital as her colleagues call for her. She was shot in the head by the Israeli occupation 💔 ##ShireenAbuAkleh #شيرين_ابو_عاقلة pic.twitter.com/n9QX9lURTL
— Layla Darwish (@Qplo) May 11, 2022
واستقبل زملاء شيرين بقناة الجزيرة الإخبارية خبر استشهادها بحزن وألم، وغرد الصحفي التونسي، محمد كريشان، عبر موقع تويتر قائلُا: “موجع جدا جدا رحيلك يا شيرين”، لافتًا إلى أن هذه “الجريمة الشنيعة” لقوات الاحتلال الإسرائيلي، كما وصفها، يجب ألا تمر مرور الكرام.
موجع جدا جدا رحيلك يا شيرين.
جريمة شنيعة لقوات الاحتلال يجب ألا تمر هكذا..
رحمة الله عليها. pic.twitter.com/sBeQSgDEnt— محمد كريشان (@MhamedKrichen) May 11, 2022
شهيدة الكلمة الحرة
“شهيدة الكلمة الحرة وشهيدة فلسطين” بهذه الكلمات وصف الإعلامي المغربي، عبدالصمد ناصر، زميلته، وقال عبر تويتر: “لأنها الصحفية الحرة ولأن صوتها كان صوت فلسطين إلى العالم، اغتالها الصهاينة المجرمون بدم بارد رغم ارتدائها سترة الصحافة”.
وأضاف ناصر: “كانت فلسطين حياتها، وحياتها كانت في الميدان وفي ميدان الشرف استشهدت، اغتالوا شيرين لكن رسالة شيرين لم تمت”.
#شيرين_أبوعاقلة
شهيدة الكلمة الحرة وشهيدة #فلسطين.
لأنها الصحافية الحرة ولأن صوتها كان صوت فلسطين إلى العالم، اغتالها الصهاينة المجرمون بدم بارد رغم ارتدائها سترة #الصحافة.
كانت فلسطين حياتها،وحياتُها كانت في الميدان وفي ميدان الشرف استشهدت.
اغتالوا شيرين لكن رسالة شيرين لم تمت pic.twitter.com/L4DqhJNH1P— عبد الصمد ناصر (@NacirAbdessamad) May 11, 2022
بوعد أن تتذكرها في كل يوم، ودعت المذيعة اللبنانية، غادة عويس، صديقتها أبوعاقلة، وكتبت على تويتر: “وعد أن تعيش روحك بيننا الى أن تجتمع روحانا مجددًا، وعد يا ملاك أن تعيشي في قلبي ما دام ينبض، وعد أن تبقي أيقونة فلسطين ووعد أن تبقى فلسطين قضيتنا وكرامتنا وشرفنا، وفي هذا الوقت امضي إليه والى ملائكته وقديسيه وحلّقي عالياً حيث لا ظلم ولا احتلال ولا حزن ولا قهر.”
وعد أن أذكرك كل يوم، أن تعيش روحك بيننا الى أن تجتمع روحانا مجددا، وعد يا ملاك أن تعيشي في قلبي ما دام ينبض، وعد أن تبقي أيقونة فلسطين ووعد أن تبقى فلسطين قضيتنا وكرامتنا وشرفنا.. وفي هذا الوقت امضي إليه والى ملائكته وقديسيه وحلّقي عالياً حيث لا ظلم ولا احتلال ولا حزن ولا قهر pic.twitter.com/Zb6Vi7cBf9
— Ghada Oueiss غادة عويس (@ghadaoueiss) May 11, 2022
عدم تصديق
لم يتمكن الصحافي الإريتري، عثمان آي فرح، من تصديق الأخبار عن وفاة زميلته المراسلة الجسورة، التي كانت مثل باقي مراسلي فلسطين تحمل روحها بين كفيها في كل يوم، خلال تغطيتها لما يحدث في فلسطين.
وكتب فرح عبر حسابه بموقع تويتر: “لا أصدق و لا أريد أن أصدق ما يصلني من رسائل منذ الصباح، لكن زملاءنا وزميلاتنا في فلسطين بالذات كانو يخرجون كل يوم و ما زالوا وأرواحهم على أكفهم، الله يرحمك يا شيرين و ينتقم من القتلة المجرمين..إنَّا لله و إنَّا إليه راجعون.”
لا أصدق و لا أريد أن أصدق ما يصلني من رسائل منذ الصباح لكن زملاءنا و زميلاتنا في فلسطين بالذات كانو يخرجون كل يوم و ما زالوا و أرواحهم على أكفهم..الله يرحمك يا شيرين و ينتقم من القتلة المجرمين..إنَّا لله و إنَّا إليه راجعون. pic.twitter.com/hZkGDwTlLk
— عثمان آي فرح (@ayfaraho) May 11, 2022
بصورة لهما معًا من أيام الأوقات السعيدة، ودعت الإعلامية الجزائرية، خديجة بن قنة، صديقتها أبو عاقلة التي ظهرت في الصورة بوجه مبتسم صبوح، وكتبت: ” وداعاً حبيبتي شيرين، سنفتقدك كثيرًا”.
وداعاً حبيبتي شيرين، سنفتقدك كثيرا pic.twitter.com/fph5Yi4Opm
— خديجة بن قنة (@Benguennak) May 11, 2022
وتوافد العديد من الصحفيين فور معرفة خبر استشهاد شيرين أبو عاقلة على مكتب الجزيرة بفلسطين بانتظار جثمانها ليودعوها إلى مثواها الأخير، في حين جلس آخرون في مكتبها حيث كانت تعد تقاريرها الصحفية.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1148059