لم تكن المراسلة شيرين أبوعاقلة صوت الأسرى والقضية الفلسطينية أمام الشاشة فقط، بل كانت كذلك عبر صفحتها على فيسبوك أيضًا.
بجولة داخل حسابات الصحفية شيرين أبوعاقلة على مواقع التواصل الاجتماعي ستشعر كأنك تمر على أحداث 3 عقود مضت عاشتها القضية الفلسطينية.
وإلى حساب الصحفية الراحلة على فيسبوك، حج الآلاف من مودعيها بعد إعلان استشهادها خلال تغطية اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي مدينة جنين ومخيمها، هذا الحساب الذي كان بمثابة مذكرات لشيرين ويعبر عنها، وتوثقت عبر الأوضاع في فلسطين المحتلة.
الطريق إلى جنين .. الطريق إلى الشهادة
قبل وفاتها بـ5 أيام، نشرت الشهيدة أبوعاقلة فيديو مصور خلال ذهابها إلى مدينة جنين مستقلة سيارة خاصة، بعنوان الطريق إلى جنين، ليكون آخر ما تشاركه عبر صفحتها الشخصية على فيسبوك، إلى أن وافتها منيتها صباح الأربعاء.
وحصد الفيديو الذي نشرته شيرين وتظهر خلاله وهي تقود السيارة وقت تساقط الأمطار، مئات التعليقات التي تمنت لها الوصول بالسلامة، قبل أن تتحول تلك التعليقات إلى مواساة وتعزية للصحفية المحببة إلى قلوبهم.
وتخطى عدد التعليقات على الفيديو ألفي تعليق، قال العديد منهم إن شيرين لم تكن تعلم أن الطريق إلى جنين، سيكون الطريق إلى الشهادة، رحلة ذهاب بلا عودة.
شيرين تحتفل بالعيد بالمسجد الأقصى وكنيسة القيامة
نشرت شيرين على صفحتها منشورًا تهنيء فيه نفسها والمسيحيين بالأعياد، ونشرت فيديو توثق فيه لحظة خروج نور السيد المسيح من كنيسة القيامة.
وفي منشور يليه، هنأت شيرين الأمة الإسلامية بحلول عيد الفطر، في صورة يظهر بها المسجد الأقصى.
شيرين .. صوت الأسرى
لم تكن شيرين صوت الأسرى والقضية الفلسطينية أمام الشاشة فقط، بل كانت كذلك عبر صفحتها على فيسبوك أيضًا، وكتبت أكتر من منشور عن قصص للأسرى، منها منشور عن أخبار الأسير هشام أبوهواش الذي توصل إلى اتفاق يقضي بالإفراج عنه من سجون الاحتلال الإسرائيلي في 26 فبراير الماضي، بعد إضراب عن الطعام دام 140 يومًا.
وكتبت شيرين أيضًا عن الأسير ناصر أبوحميد في منشور جاء فيه: “بعد زيارة لابنها الأسير ناصر أبوحميد في مستشفى بارزيلاي، قالت لنا أم ناصر “ما قدرت أمسك أعصابي، ابني بيهد جبال وجبال ما بتهده، شفته لا حول له ولا قوة، وبين إيدين عدوينه”، ثم أشارت شيرين إلى إصابة الأسير بسرطان الرئة وهو في سجن عسقلان، وتعرضه لغيبوبة.
قصص إنسانية ترويها شيرين
نشرت شيرين في أحد المنشورات صورًا لخطاب كتبه طفل اسمه أحمد يبلغ 9 أعوام، كتبه بالمدرسة لجدته التي تعيش في غزة، في حين يقيم هو في رام الله وعاش طوال حياته على بعد كيلومترات قليلة من جدته، ولم يمنحه الاحتلال الإذن برؤيتها ولو مرة في حياته حتى ماتت.
وكتبت شيرين قبل وفاتها بـ6 أيام قصة وفاة والدة الأسير كريم يونس بعد أن أمضت 39 عامًا في انتظار عودته، وتوفيت الوالدة قبل الإفراج عن ابنها بـ8 أشهر فقط، ولم تكن تعلم شيرين أنها ستلحق بها قريبًا.
سنتذكر شيرين المرحة المبهجة
روت شيرين في أحد منشوراتها قصة طريفة مع صديقتها فكتبت: “صديقتي بتحكي لي: نزلت على البلد القديمة مع ابني كريم 4 سنوات، وقفت أشتريله كوز درة من بائع على عربة على درجات باب العامود، طلبت من البائع يقسم لي كوز الدرة عشان ابني صغير، فقالي: مالك يا اختي بدك تحبسينا انت؟ ممنوع، مش مسموح يكون عنا سكين، بدك ياخدونا ع المسكوبية؟”
كما نشرت شيرين صورة مليئة بالتحدي لقوات الاحتلال الإسرائيلي معلقة : “قاعدينلهم”.
.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1148075