عودة علي حاتم السليمان تثير المخاوف في بغداد والأنبار.. ما القصة؟

ضياء غنيم

الصراع المعلن من جانب واحد مع الحلبوسي امتد إلى اتهام الأخير ببث أنباء كاذبة عن السليمان باستخدام جيوش إلكترونية


أثارت عودة أمير قبائل الدليم العراقية، علي حاتم السليمان، إلى بغداد والأنبار بعد تسوية وضعه القضائي في اتهامه في قضايا إرهاب جدلًا، قبل أن تصدر محكمة عراقية قرارًا بالقبض عليه.

صدى عودة السليمان دوى داخل البرلمان العراقي وتحالف السيادة بزعامة رئيس مجلس النواب، محمد الحلبوسي، باستقالة النائب ليث الدليمي من المجلس، فمن هو علي حاتم السليمان؟ وكيف تثير عودته الانقسامات في بغداد والأنبار؟

من هو حاتم السليمان؟

أمير قبائل الدليم، أكبر العشائر العربية السنية في الأنبار، ولد في أغسطس 1971 ببغداد ونشأ بمدينة الرمادي. وقاد السليمان «الجبهة الوطنية لإنقاذ العراق» إحدى قوات الصحوات التي نشأت لطرد تنظيم القاعدة من الرمادي 2006 بالتعاون مع القوات الأمريكية، وتراوحت أعداد المنتسبين للجبهة بين 30 إلى 60 ألف مقاتل بينهم ضباط سابقين في الجيش العراقي قبل 2003.

الأوساط الإعلامية العراقية والعربية عرفت عن السليمان انتقاداته اللاذعة لخصومه ولهجته التصادمية في الحديث مع حكومة بغداد، فقال في عام 2008: “نحذر حتى الحكومة من هذه المواجهة فنحن لسنا ميليشيات، بل نحن عشائر عربية. وأية جهة ستفكر في الاصطدام بنا ستكون خاسرة”. وفق صحيفة الشرق الأوسط.

السليمان يصطدم ببغداد

السياسة التي جمعت السليمان مع رئيس الوزراء حينها نوري المالكي كانت سببًا في الصدام اللاحق بينهما فلم يستمر الوفاق طويلًا بعد فشل تحالفهما في إيصال شقيقه عبدالرحمن السليمان إلى مجلس النواب ضمن قائمة المالكي الانتخابية. وتحولت المواجهة بينهما إلى مربع آخر على خلفية قيادة السليمان مظاهرات الأنبار 2013 ضد سياسات المالكي وهدد بمواجهة قوات الجيش العراقي إذا فض الاعتصام بالقوة.

وقاد السليمان في العام التالي المجلس العسكري لثوار الأنبار مطلقًا شعار «قادمون يا بغداد»، داعيًا لإسقاط حكومة المالكي بالقوة. بحسب بي بي سي عربي. وفي 2014 عقب اندلاع المواجهات وصعود تنظيم داعش الإرهابي هرب السليمان إلى أربيل مع ملاحقته في قضايا تتعلق بالإرهاب.

السليمان في الأنبار لمواجهة الهيمنة والدكتاتورية

عودة السليمان إلى بغداد أحدثت صداها داخل البرلمان العراقي على خلفية زيارة نائب حركة «تقدم» ليث الدليمي إليه في مقر إقامته بالعاصمة العراقية في 27 إبريل 2022، ما جعل رئيس مجلس النواب، محمد الحلبوسي، يلغي عضوية الدليمي بنهاية الشهر. وأعلن قبول استقالة الدليمي من مجلس النواب على خلفية طلب غير مؤرخ قدمه الأخير في الدورة البرلمانية السابقة بضغوط من زعيم الحركة على حد زعمه.

وكان السليمان ذكر في تغريدة في تويتر في 20 إبريل 2022 بعد عودته، أن الأنبار تعاني من «الهيمنة والديكتاتورية وتكميم الأفواه والفساد»، مهددًا بمواجهة تلك الأفعال بردة فعل لن يتوقعها «من سرق حقوق المكون السني ومن يدعي الزعامة»، في إشارة ضمنية للحلبوسي الذي هاجمه صراحة في عدد من اللقاءات التلفزيونية.

السليمان إلى الأنبار لمواجهة «الهيمنة والدكتاتورية»

ثأر مع الحلبوسي وحلفائه

الصراع المعلن من جانب واحد مع الحلبوسي امتد إلى اتهام الأخير ببث أنباء كاذبة عن السليمان باستخدام جيوش إلكترونية بشأن شكره لإيران على تسوية ملفه القضائي، نافيًا أي صفقة مع طهران، ودعا عشائر وسياسيي السنة لاتخاذ موقف من «ممارسات الحلبوسي وأتباعه ضد أبنائنا».

السليمان ودعوة لعشائر وسياسيي السنة

التحالف الثلاثي بين التيار الصدري والحزب الديمقراطي الكردستاني وتحالف السيادة بزعامة الحلبوسي وخميس الخنجر، نال من تعليقات السليمان، فقال في تغريدة، إنه يجب على التيار نفض عباءته من «زعيمي الإرهاب والتطبيع». وأدان في حوار تلفزيوني سابق مقتدى الصدر على خلفية إرث قديم ومسؤولية الميليشيات التي خرجت من عباءته عن دماء أبناء المكون السني وعموم العراقيين.

السليمان ورسالة للتيار الصدري

جدل مستمر

كشفت صحيفة ذا هيل في 2014، أن حاتم تعاقد مع شركة استشارات في واشنطن لإقناع الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بتشكيل إقليم حكم ذاتي للسنة غربي العراق على غرار إقليم كوردستان. وفي 10 مايو 2022 أصدرت محكمة محافظة النجف قرارًا بالقبض على أمير قبائل الدليم، بتهمة التحريض على العنف والقتل، وهو ما اعتبره السليمان محاولة جهات سياسية لسحب الشارع إلى الطائفية مجددًا.

ويثير وجود السليمان في الأنبار المخاوف من عودة التوتر إلى المحافظة، على خلفية حرب «تكسير عظام بدون نزاعات سياسية أو عشائرية»، بشّر بها في انتقاده لأحمد أبو ريشة شقيق زعيم صحوات الأنبار الشيخ عبدالستار أبوريشة، واتهامه ببيع قضية ساحات الاعتصام لصالح المالكي، وتوسطه بين الحلبوسي والإطار التنسيقي.

ربما يعجبك أيضا