ألمانيا.. اعتقالات ومداهمات واسعة ضد عناصر اليمين المتطرف

جاسم محمد

بذلت ألمانيا أكثر من بقية دول أوروبا جهود ومساعي كبيرة جدًا من أجل محاربة النازية، منذ الحرب العالمية الثانية ولحد الآن، واليوم تجد ألمانيا نفسها من جديد في محاربة النازيون الجدد والتيارات الشعبوية وهذا مايمثل تحديًا جديدًا إلى الحكومة وأجهزتها الأمنية.


تسعى ألمانيا كثيرًا لمحاربة لتطرف اليميني من خلال تعزيز قدرات أجهزة استخباراتها والحملات التعليمية والتثقيفية، وصولًا إلى حظر الأحزاب والمنظمات المتطرفة.

الحكومة الألمانية تحاول مواجهة اليمين أيضًا من خلال الرصد والمتابعة وتنفيذ الأوامر القضائية، ورغم أن ظاهرة اليمين المتطرف في أوروبا ليست فريدة من نوعها في ألمانيا. فإلى أين وصلت جهود قوات الأمن والاستخبارات في مكافحة اليمين المتطرف؟

من هم  جماعة الطريق الثالث اليميني المتطرف؟

تأسست جماعة “الطريق الثالث” في مدينة هايدلبرغ بجنوب غرب ألمانيا في سبتمبر 2013 باعتبارها أحد المنشقين عن الحزب الوطني الديمقراطي اليميني المتطرف “NPD” مؤسس الحزب وزعيمه هو “كلاوس أرمستروف”، وهو مسؤول سابق في الحزب الوطني الديمقراطي اختلف مع الحزب حول توجهه الأيديولوجي.

ورد اسم كلاوس أرمستروف بعد تجنيد أعضاء من مجموعة نازية جديدة تعرف باسم “الشبكة الجنوبية الحرة” Free Network South، والتي كانت نشطة في ولاية ” بافاريا “قبل حظرها في عام 2014 وهي على صلة بمجموعات “النازيين الجدد .

وقالت وكالة الاستخبارات المحلية الألمانية، المكتب الفيدرالي لحماية الدستور، إن حجم تنظيم جماعة “الطريق الثالث” يصل إلى 600 شخص ويعتبر نفسه “وحدة مغلقة” متشددة لديها اهتمام أقل بتوسيع العضوية من الانخراط في النشاط السياسي والأيديولوجية النازية.

التعرض للمهاجرين

نجحت الإستخبارات الألمانية بالحد من أنشطة الجماعة، خلال محاولة المجموعة  انتحال صفة دورية حدودية من أجل التعرض للمهاجرين. وجذب حزب “النازيين الجدد.. الطريق الثالث”، الاهتمام الدولي عندما احتشدت الجماعات اليمينية عند الحدود الألمانية البولندية في ولاية براندنبورغ في محاولة لمنع المهاجرين من دخول البلاد.

وصادرت الشرطة عددًا من الأسلحة من أكثر من 50 شخصًا أوقفوا بما في ذلك رذاذ الفلفل والهراوات ومنجل وحربة، قبل أن تأمر قوات حرس الحدود بتطهير المنطقة.

تزايد أنشطة اليمين المتطرف

ألقت الشرطة القبض على شاب، يوم 17 مايو 2022، في مدينة أيسن الألمانية، وعثر المحققون على عدة أسلحة في شقته خلال عملية إلقاء القبض والتي جاءت في أعقاب كشف الاستخبارات الداخلية مخطط  لتنفيذ هجمات يمينية متطرفة على مدرستين في مدينة أيسن، لكن أطلق سراح المشتبه به.

وسبق أن القت الإستخبارات القبض على الجاني الرئيس والذي يبلغ 16 عامًا. وبعد فحص منزل المشتبه به الرئيس حصل المحققون على “مواد متطرفة معادية للأجانب ولكن لم يعثروا على متفجرات أو أسلحة.

خطط لتنفيذ عمليات إرهابية

قال محققون في ولاية راينلاند غربي ألمانيا، في 25 أكتوبر 2021، إنهم اعتقلوا 4 أعضاء في مجموعة دردشة يمينية متطرفة كانت تسعى إلى تهديد النظام الديمقراطي في ألمانيا. وقال المحققون إن المعتقلين مواطنون ألمان مرتبطون باحتجاجات منكري كوفيد 19 وحركة “الرايخسبورج””.

وقال ممثلو الادعاء في كوبلنز ومكتب الشرطة الجنائية بالولاية  في” ماينز” إن مجموعة تطلق على نفسها اسم وطنيون موحدون خططت لهجمات بالقنابل على البنية التحتية للطاقة في ألمانيا وكانت إحدى الخطط الأخرى للجماعة هي اختطاف وزير الصحة كارل لوترباخ، من بين شخصيات عامة أخرى.

وأشار المحققون، إلى مصادرة عدد من الأسلحة من بينها بندقية كلاشينكوف وذخائر وأموال وسبائك ذهب خلال مداهمات واسعة في أكثر من ولاية. وجمعت الشرطة والمدعون العامون أيضًا الهواتف المحمولة وأنظمة تخزين البيانات وأجهزة الكمبيوتر والوثائق المكتوبة المتعلقة بخطط المجموعة وشهادات التطعيم والاختبار المزورة ضد فيروس كورونا.

النتائج 

استغلت الجماعات اليمينية في ألمانيا والتيارات الشعبوية، موجات اللاجئين منذ 2015 لتنظيم الحملات الإعلامية، عبر وسائل التواصل الأجتماعي وتنظيم المسيرات في الميادين، وفبركة الأخبار من أجل اضعاف الحكومة الألمانية وصعود اليمين المتطرف. وصعدت  شعبية “حزب البديل ” اليميني داخل المجتمع الألماني وحصل على نحو 13% من الاصوات في البرلمان “البوندستاغ” خلال السنوات الـ3 الأخيرة.

تكشف الاستخبارات الألمانية بين فترة وأخرى عن مجموعات جديدة لليمين المتطرف، أبرزها “مواطنو الرايخ” و”الطريق الثالث”، وأغلب التنظيمات تكون مغلقة وسرية وتحصل على تعاطف من بعض عناصر الشرطة والأمن أحيانًا ما يساعدها في الحصول على المعلومات والتسسلل إلى مؤسسات الدولة، ليمثل تهديدًا خطيرًا. وبات مرجحًا أن يتمدد اليمين المتطرف في ألمانيا أكثر رغم جهود الحكومة.

ربما يعجبك أيضا