إيلون ماسك ينحاز للجمهوريين وينقلب على الديمقراطيين.. لماذا؟

رنا أسامة
إيلون ماسك

دأب ماسك على إهانة ديمقراطيين مُنتخبين، بما في ذلك بايدن، مقابل الانخراط بطريقة ودية وغير تصادمية مع جمهوريين من الجناح اليميني.


يخوض الملياردير الأمريكي، إيلون ماسك، معركة مع إدارة الرئيس الديمقراطي، جو بايدن، مُشككًا في نجاحات إدارته، فضلًا عن انحيازه المفاجئ للجمهوريين، فيما عدّته وكالة بلومبرج حربًا ثقافية حادة.

وشكا الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، أمس الجمعة 20 مايو 2022، من أن البيت الأبيض “فعل كل ما في وسعه لتهميش وتجاهل” شركة تسلا، وذلك بعد أن قال الأسبوع الماضي، إنه سيُصوّت للجمهوريين، في اعتناق هوية جديدة أكثر حزبية لشخص لم ينسجم تمامًا مع السياسة القبلية لواشنطن.

انقلاب ماسك على الديمقراطيين: حزب انقسام وكراهية

أعلن ماسك، مرتين الأسبوع الماضي، أنه سيُصوّت للجمهوريين بالانتخابات المقبلة، منقلبًا على الديمقراطيين الذين قال إنه صوّت لهم سابقًا، بمن فيهم الرئيس الأسبق باراك أوباما، محذرًا من تعرّضه لما أسماه “اعتداءات سياسية” مكثفة خلال الأشهر المقبلة. وغرّد في 18 مايو الجاري: “في الماضي صوّتت للديمقراطيين لأنهم كانوا في الغالب حزب مودة. لكنهم أضحوا حزب انقسام وكراهية”.

وتابع المالك الجديد لموقع تويتر: “لم يعد بإمكاني دعمهم وسأصوّت للجمهوريين”، مُضيفًا: “الآن، شاهدوا حملتهم القذرة التي تتداعى ضدي”، مرفقًا التغريدة بصورة تعبيرية لـ “فشار”، في إشارة إلى أنه سيتابع حملة الديمقراطيين المُتوقعة ضده على سبيل التسلية. ونوه في تغريدة منفصلة في اليوم نفسه إلى أن “هجمات سياسية ضدي ستتصاعد تصاعدًا كبيرًا في الأشهر المقبلة”.

نفوذ خلف الكواليس

تاريخيًا، كان ماسك مُناهضًا للنقابات ومُعارضًا لضريبة المليارديرات الأمريكية، ومنتقدًا صريحًا لبايدن. وخلف الكواليس، عمل أغنى رجل في العالم وكُبرى شركاته، سبيس إكس وتسلا، لسنوات على التأثير في المشهد السياسي الأمريكي، بحملات ضغط وتبرعات سياسية.

وأنفقت كلتا الشركتين مُجتمعة أكثر من 2 مليون دولار على أنشطة ضغط سياسي في الولايات المتحدة في عام 2021. ووفق شبكة سي إن بي سي الأمريكية، أنفقت شركات ماسك على حملات ضغط لديمقراطيين وجمهوريين على حدٍ سواء.

تحيّز يساري

إعلان ماسك انحيازه للجمهوريين أعقب تصريحات أدلى بها خلال قمة أول إن في ميامي بيتش، اتهم فيها تويتر بتحيّز يساري قوي، قائلًا في تسجيل صوتي: “سأصنّف نفسي على أنني معتدل، لا جمهوريًا ولا ديمقراطيًا. لقد صوتت بأغلبية ساحقة على مر التاريخ لديمقراطيين، وربما لم أصوت لجمهوريين مُطلقًا. الآن في انتخابات هذه المرة، هل سأكرر الأمر عينه؟”.

ووصف ماسك استحواذه المُعلّق على تويتر، في الصفقة البالغ قيمتها 44 مليار دولار، بأنه “استيلاء معتدل” على المنصة، ليس استحواذًا يمينيًا، لكنه شرع لاحقًا في سحق الحزب الديمقراطي. بحسب سي إن بي سي.

إهانات متكررة للديمقراطيين

على مِنصة تويتر التي لا يكّل ولا يملّ مالكها الجديد من توجيه تغريدات مثيرة للجدل عبرها، دأب ماسك على إهانة ديمقراطيين مُنتخبين، بما في ذلك بايدن، والسيناتورين إليزابيث وارين ورون وايدن، والنائبة ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز. على النقيض من ذلك، ينخرط ماسك بطريقة وديةمع منتخبين من الجناح اليميني، مثل النائبة لورين بوبرت، وشخصيات اليمين المتطرف منهم ستيفن كراودر ودينيش دي سوزا وآخرين.

وكان مايك أعلن أنه سيُعيد الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، على تويتر، بعد تعليق حسابه العام الماضي، على وقع أحداث الشغب خلال اقتحام مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021، خوفًا من توجيه مزيد من الدعوات التحريضية على العنف عبر المِنصة، كما قالت الشركة حينها.

ربما يعجبك أيضا