بايدن يصرّح باستخدام القوة للدفاع عن تايوان.. ما موقف الصين؟

أحمد ليثي

قال الزعيم الصيني شي جين بينج إن إعادة ضم الصين لتايوان أمر حتمي، بعدما بلغت التوترات بين بكين وتايبيه أعلى مستوياتها في العقود الأخيرة.. وبايدن في موقف حرج بين الطرفين.


قال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا في طوكيو، إن الولايات المتحدة مستعدة للدفاع عن تايوان ضد أي اعتداءات.

وحسب تقرير نشرته سي إن إن بوليتيكس، اليوم الاثنين 23 مايو 2022، سُئل بايدن إن كانت الولايات المتحدة ستتدخل عسكريًّا إذا حاولت الصين الاستيلاء على جزيرة تايوان بالقوة، لكن إجابة الرئيس الأمريكي جاءت صادمة للزعيم الصيني، شي جين بينج.

هل تتدخل الولايات المتحدة لحماية تايوان؟

قال الرئيس الأمريكي إن بلاده تتوافق مع الصين حول سياسة “الصين الواحدة”، وأوضح: “الولايات المتحدة وقعت على هذه الاتفاقية وجميع الاتفاقيات المصاحبة لها، لكننا لا نقبل فكرة أخذ تايوان بالقوة”، وتابع: “نحن لم نعترف مطلقًا بمطالبة بكين بالجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي والتي يبلغ عدد سكانها 23 مليون نسمة”.

وحسب التقرير، تعترف الولايات المتحدة بتايوان كجزء من الصين، بموجب “سياسة الصين الواحدة”، لكنها لم تعترف رسميًّا قط بمطالبة بكين بالسيطرة على الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي والتي يبلغ عدد سكانها 23 مليون نسمة. وتزود الولايات المتحدة تايوان بأسلحة دفاعية، لكنها ظلت غامضة “عن قصد” بشأن ما إذا كانت ستتدخل عسكريًّا في حالة وقوع هجوم صيني.

ما سياسة الصين الواحدة؟

بحسب بي بي سي في تقريرها المنشور في 6 أكتوبر 2021، تتلخص سياسة الصين الواحدة في أن تايوان جزء لا يتجزأ من الصين. وبموجب توقيع الولايات المتحدة على هذه الاتفاقية، تقيم علاقات رسمية مع الصين الشعبية وليس مع تايوان التي تعتبرها الصين إقليمًا متمردًا في طريقة إلى العودة إلى وطنه الأم مرة أخرى، عاجلاً أو آجلاً.

ورغم أن حكومة تايوان تدعي أنه يمكن لأي دولة إقامة علاقات رسمية وطبيعية مع بلادها لأنها كيان مستقل، فإنه ليس مسموحًا لأي دولة بالتعاون مع جزيرة تايوان إلا بعد المرور على الصين، بما فيها حتى الولايات المتحدة التي اعترفت بسياسة الصين الواحدة رغبة منها في تطوير العلاقات الثنائة مع الصين، ما أدى إلى أن تقطع معظم الدول علاقاتها بتايوان.

وانج ون بين 1

وانج ون بين

توتر في الإدارة الأمريكية بعد تصريحات بايدن

صرّح العديد من مساعدي بايدن لشبكة سي إن إن في التقرير، بأن كبار مسؤولي إدارة الرئيس الأمريكي فوجئوا بهذه التصريحات، مضيفين أنهم لم يتوقعوا أن يكون بايدن واضحًا للغاية. وفي بيان عقب تصريحات بايدن، قال مسؤول بالبيت الأبيض إن الموقف الرسمي للولايات المتحدة لم يتغير.

وتابع المسؤول: “كما قال الرئيس، لم تتغير سياستنا تجاه تايوان”. وكرّر التشديد على أن الولايات المتحدة ملتزمة بسياسة الصين الواحدة، وعلى التزام بلاده بالسلام والاستقرار في مضيق تايوان، والالتزام الكامل بتزويد تايوان بالوسائل العسكرية للدفاع عن نفسها بموجب قانون علاقات تايوان.

ما رد فعل الصين؟

أعربت الصين عن استيائها الشديد ومعارضتها الشديدة لتصريحات بايدن، قائلة إنها لن تسمح لأي قوة خارجية بالتدخل في شؤونها الداخلية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانج ون بين: “في ما يتعلق بالقضايا المتعلقة بسيادة الصين وسلامة أراضيها والمصالح الجوهرية للبلاد، لا يوجد مجال للتسوية”.

وقال الزعيم الصيني، شي جين بينج، إن إعادة ضم الصين لتايوان أمر حتمي، ولم يستبعد استخدام القوة، خاصة أن التوترات بين بكين وتايبيه بلغت أعلى مستوياتها في العقود الأخيرة، وأرسل الجيش الصيني أعدادًا قياسية من الطائرات الحربية بالقرب من الجزيرة. وأعرب وانج ون بين عن أسفه لأن إجابة الرئيس الأمريكي ترسل إشارة خاطئة إلى قوى انفصالية.

جوردون تشانج scaled

جوردون تشانج

ما سبب تصريحات بايدن؟

حسب تقرير نشرته فوكس نيوز، اليوم الاثنين أيضًا، بدأت الصين تدريبات عسكرية في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه يوم بدء رحلة بايدن إلى شرق آسيا يوم الجمعة الماضي، وهو ما جعل أستاذ التاريخ الأمريكي المهتم بشؤون آسيا، جوردون تشانج، يقول إن تصريحات ترامب جاءت ردًا على التدريبات العسكرية في بحر الصين الجنوبي.

وأوضح تشانج أن إدارة بايدن تحاول ألا تُظهر خشيتها من التحذيرات العامة التي وجهها مسؤولون صينيون للأمريكيين من التحدث عن جزيرة تايوان. وقد حذر المسؤولون الصينيون بايدن، قبل حتى أن يهبط في كوريا الجنوبية من أجل خلال جولته الآسيوية، من إطلاق أي تحذيرات تتعلق بتايوان.

ربما يعجبك أيضا