اجتماع «كواد».. استفزازات صينية -روسية وتعليق أمريكي مفاجئ

آية سيد

"كواد" ظل خاملًا لما يقارب العقد، لا سيما وسط المخاوف الأسترالية من أنه قد يغضب الصين لكن أعيد إحياؤه قبل 5 أعوام.


اجتمع قادة الحوار الأمني الرباعي، يوم أمس الثلاثاء 24 مايو 2022، في العاصمة اليابانية طوكيو، في ختام جولة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الآسيوية.

وبحسب ما أوردت وكالة رويترز، أعرب القادة عن مخاوفهم من الوضع في أوكرانيا، وشددوا على عزمهم ضمان منطقة هندي-هادئ حرة ومفتوحة. ويضم الحوار الأمني الرباعي 4 دول، هي الولايات المتحدة، واليابان، وأستراليا، والهند.

ماذا بحث الاجتماع؟

بحسب تقرير رويترز، قال رئيس وزراء اليابان، فوميو كيشيدا، بعد الاجتماع “عقد القادة الـ4 مباحثات صريحة بشأن تأثير الوضع في أوكرانيا في منطقة الهندي-الهادئ. وأعربنا جميعنا، بما فينا الهند، عن قلقنا حيال الحرب المأساوية في أوكرانيا، وشددنا على أنه يجب مراعاة المبادئ مثل سيادة القانون، والسيادة ووحدة الأراضي في أي منطقة”.

وأورد تقرير منفصل لرويترز، في نفس اليوم، أن قادة الحوار الأمني الرباعي قالوا في بيان مشترك بعد المحادثات إنهم “بحثوا ردودهم على الصراع في أوكرانيا، والأزمة الإنسانية المأساوية هناك”.

موقف بايدن من تايوان

حاز تعليق بايدن بشأن تايوان، التي لم تكن على الأجندة الرسمية لاجتماع الرباعي، على تركيز الوفود ووسائل الإعلام. وصرّح بايدن في مؤتمره الصحفي مع كيشيدا، يوم الاثنين، بأن “الولايات المتحدة سترد عسكريًّا إذا غزت الصين تايوان”، في تعارض واضح مع سياسة “الغموض الاستراتيجي” التي تتبعها واشنطن تجاه تايوان.

وعند سؤاله، يوم الثلاثاء، بشأن ما إذا كان يوجد تغيير في السياسة الأمريكية تجاه تايوان، أجاب بايدن بالنفي، وقال “لم تتغير السياسة على الإطلاق”. ولكن ذلك التصريح كان الأخير ضمن سلسلة من التأكيدات الارتجالية التي تعكس رغبته في الدفاع عن الجزيرة.

وبحسب التقرير، بينما رأى بعض النقاد هذه التصريحات مجرد زلة لسان، أشار محللون آخرون إلى أنها ليست خطأ نظرًا لخبرة بايدن الموسعة في السياسة الخارجية، والسياق الذي خرجت فيه تلك التصريحات.

استفزازات صينية-روسية

أوردت رويترز أنه في أثناء اجتماع قادة الرباعي، أجرت طائرات حربية روسية وصينية دورية مشتركة استمرت لـ13 ساعة في المنطقة، واقتربت من المجال الجوي لليابان، في ما وصفه وزير الدفاع الياباني، نوبيو كيشي، بالاستفزاز المحتمل من بكين وموسكو.

وعلى أثر ذلك، أمرت اليابان طائراتها بالإقلاع وأعربت عن “مخاوفها الشديدة” لروسيا والصين عبر القنوات الدبلوماسية. وصرّحت كوريا الجنوبية بدخول 4 طائرات حربية صينية و4 روسية على الأقل إلى منطقة دفاعها الجوي. وقالت وزارة الدفاع الصينية على موقعها إن هذه الدوريات جزء من تدريب عسكري سنوي. في حين صرّحت روسيا بأن الطائرات لم تنتهك المجال الجوي لأي دولة.

موقف الصين من اجتماع الرباعي

أفاد تقرير رويترز بأن متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قال يوم الثلاثاء إنه لا يمكن زعزعة مبدأ الصين الواحدة، وإنه لا توجد قوة في العالم، بما فيها الولايات المتحدة، تستطيع منع بيكين من تحقيق “إعادة التوحيد الكاملة”.

ومن المقرر أن يزور وزير الخارجية الصيني، وانج يي، في الأيام المقبلة جزر سليمان التي وقّعت اتفاقية أمنية مع بيكين، على الرغم من المخاوف الأمريكية والأسترالية، في ظل سعي الصين لتمديد نفوذها في المحيط الهادئ.

كيف تشكل الحوار الأمني الرباعي؟

بدأ الحوار الأمني الرباعي، الذي يُعرف اختصارًا بـ”كواد”، كشراكة فضفاضة بعد تسونامي المحيط الهندي في العام 2004، عندما تضافرت الدول الـ4 لتقديم المساعدات الإنسانية، بحسب تقرير للجارديان في 24 مايو 2022. ثم في 2007، منحه رئيس الوزراء الياباني حينها، شينزو آبي، الطابع الرسمي.

ولكن “كواد” ظل خاملًا لما يقارب العقد، لا سيما وسط المخاوف الأسترالية من أنه قد يغضب الصين. وفي 2017، جرى إحياء المجموعة من جديد، ما يعكس تغير التوجهات نحو النفوذ الإقليمي المتنامي للصين. ورأت إدارتي ترامب وبايدن الرباعي محورًا رئيسًا لفرض المزيد من التركيز على منطقة الهندي-الهادئ، وتحديدًا كثقل موازن لأفعال الصين الجازمة في المنطقة.

ما هدف الحوار الأمني الرباعي؟

وفقًا لتقرير الجارديان، يقول أعضاء الرباعي إن المجموعة تهدف إلى تعميق الروابط الاقتصادية، والدبلوماسية والعسكرية بين الدول الـ4. كما أن تلك الشراكات تهدف لأن تكون حصنًا ضد العدوان الصيني، برغم عدم تصريحهم بذلك. وعقد قادة الحوار الأمني الرباعي أول قمة رسمية لهم في 2021، ثم التقوا افتراضيًا في مارس 2022.

وفي بيان يوضح “روح الحوار الأمني الرباعي” في مارس 2021، قال القادة: “نحن نقدم وجهات نظر متنوعة وموحدون في رؤية مشتركة لمنطقة مفتوحة وحرة في الهندي-الهادئ. نحن نسعى لمنطقة حرة ومفتوحة وشاملة وترتكز على القيم الديمقراطية وغير مقيّدة بالقسر”.

لفت التقرير إلى أن كوريا الجنوبية أعربت عن رغبتها في الانضمام إلى الرباعي، على الرغم من تصريح المسؤولين الأمريكيين بأنهم لا يفكرون في تعديل العضوية. ولكن المجموعة عقدت اجتماعات “كواد-بلس” التي ضمت كوريا الجنوبية، ونيوزيلندا، وفيتنام، ما قد يشكل الأساس للتوسع أو الشراكة في المستقبل.

ربما يعجبك أيضا