كيف تتوسع الصين في المحيط الهادي.. ولماذا؟

علاء بريك

ما سر الاهتمام الدولي بمنطقة المحيط الهادي؟ ولماذا تتصارع أمريكا والصين على النفوذ داخل جزر أوقيانوسيا؟


في إطار جولته في المحيط الهادي، صرّح رئيس الوزراء الصيني بأن بلاده لا تنافس أحدًا في المنطقة، معقبًا على تصريحات غربية.

ومن جهة أخرى، أعربت دول عدة، منها أستراليا والولايات المتحدة وماكرونيزيا عن تخوفها من تنامي وجود الصين في منطقة المحيط الهادي، الذي أكده اتفاق وقّعته بكين مع جزر سليمان الشهر الماضي.

نهج السياسة الصينية تجاه جزر المحيط الهادي

يرى الباحث في جامعة أستراليا الوطنية، دينجوا زانج، أن الاهتمام الصيني بمنطقة المحيط الهادي يعود إلى عام 2006، حين زار رئيس الوزراء الصيني آنذاك، ون جياباو، جمهورية جزر فيجي. ويرى أن الصين في إطار سياستها اعتمدت على 3 أسس هي العمل الدبلوماسي، والعامل الاقتصادي، وسياسة عدم التدخل.

وتزايد النشاط الصيني منذ ذلك الوقت بأنواعه المختلفة بسرعة وثبات، ونمت التجارة المتبادلة بينها وبين جزر المحيط الهادي لتفوق نظيرتها الأسترالية، وفي جزر سليمان شكّلت التجارة مع الصين 46% من تجارة البلد برمتها، إضافة إلى تضاعف حجم مساعداتها لهذه الجزر، المتمثلة في مشروعات البنى التحتية التي تحتاجها المنطقة بشدة.

التطورات الأخيرة

عاد رئيس الوزراء الصيني، وانج يي، منذ أيام، في زيارة تشمل دولًا عدة في المحيط الهادي، وفي جعبته اتفاقيتين تسرّبتا قبل إعلانهما رسميًّا، تحمل الأولى مسمى “رؤية التنمية المشتركة بين الصين ودول الأطلسي الجزرية”، والثانية “خطة العمل الخمسية بين الصين ودول الأطلسي الجزرية”، بحسب صحيفة الصنداي جارديان.

وفي آخر التطورات، وقّعت الصين اتفاقًا مع جزر ساموا يهدف إلى التنمية والتعاون المشترك بينهما في 28 مايو 2022، بعد توقيعها اتفاقًا آخر مع جزر سليمان في إبريل الماضي، واتفقت في أواخر 2018 مع بابوا نيو غينيا على شراكة استراتيجية شاملة.

قلق ومخاوف

من جهة أخرى، رأت دول غربية في الامتداد الصيني في المحيط الهادي خطرًا يجب على الدول الجزرية التصدي له، وقال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إن بلاده ستطلق رفقة 12 دولة أخرى “الإطار الاقتصادي لمنطقة المحيطين الهندي والهادي“، من أجل التصدي للزحف الصيني.

وأعربت أستراليا، على لسان وزيرة خارجيتها، بيني وونج، عن قلقها من التوسع الصيني على حدودها، لأن بكين قد تقف بينها وبين حليفها الاستراتيجي الولايات المتحدة، ما يُغيّر من المشهد الأمني في المنطقة. ومن جانبه أعرب رئيس جزيرة مايكرونيزيا المتحدة، ديفيد بانويلو، عن مخاوف مماثلة قائلًا إن الاتفاقات وإنْ بدت جذابة، فإنها ستسمح للصين بالسيطرة عليهم.

لماذا هذا الاهتمام بالمحيط الهادي؟

بحسب الباحث في معهد جلوبال تايوان، جاي ماكيل كول، فإن الاهتمام الصيني في هذه المنطقة يأتي في إطار جهودها المستمرة لاحتلال مكانة الولايات المتحدة في المنطقة. وتحظى جزر الهادي بأهمية استراتيجية كبرى، لأنها تتيح للجيش الأمريكي تفوقًا عسكريًّا في المنطقة، وتمكّنه من جمع المعلومات الاستخبارية من منطقة المحيطين الهادي والهندي.

ويرى المحلل العسكري ديريك جروسمان، وعالم السياسة في مؤسسة راند مايكل تشايس، أن الصين نجحت عبر سياستها في إلغاء اعتراف بعض الدول الجزرية بتايوان، ومن هنا فإن الصين تسعى إلى القضاء على الحضور الدبلوماسي التايواني على الصعيد العالمي.

ربما يعجبك أيضا