صواريخ أمريكية في أوكرانيا ضد روسيا.. هل تغير قواعد اللعبة بالحرب؟

رنا أسامة

وصف قائد الجيش الأوكراني الحصول على منظومة "إم 142 هيمارس" بأنه حاسم في مواجهة الهجمات الصاروخية الروسية.


وافق الرئيس الأمريكي، جو بايدن، على تزويد أوكرانيا بأنظمة صاروخية متطورة بإمكانها ضرب أهداف بعيدة المدى بدقة، في إطار الحزمة الـ11 للمساعدات الأمنية.

وتشمل حزمة المساعدة الأمنية الأمريكية الجديدة المقدرة بقيمة 700 مليون دولار، رادارات مراقبة جوية، وأسلحة جافلين المُضادة للدبابات، وأسلحة مُضادة للدروع، وطلقات مدفعية، ومركبات تكتيكية، وقطع غيار أيضًا.

إعلان رئاسي أمريكي في مقال رأي

جو بايدن scaled

قال مسؤولون كبار بالإدارة الأمريكية، إن واشنطن ستزود كييف بأنظمة راجمات صواريخ متحركة من طراز “إم 142” المعروفة بـ “هيمارس”، بعد تقديم أوكرانيا “تأكيدات” بعدم استخدامها لضرب أهداف داخل روسيا. وأعلن بايدن في مقال رأي في صحيفة نيويورك تايمز في 31 مايو الماضي، أن الأسلحة الفتاكة ستعزز موقف كييف التفاوضي، وتجعل الحل الدبلوماسي أكثر احتمالًا.

وفي مقال بعنوان “ما الذي ستفعله ولن تفعله أمريكا في أوكرانيا”، كتب بايدن: “هدف الولايات المتحدة رؤية أوكرانيا ديمقراطية ومستقلة وذات سيادة ومزدهرة، بوسائل ردع دفاعًا عن نفسها ضد مزيد من العدوان، لا الإطاحة بوتين، أو السعي إلى صراع أوسع مع موسكو”، مُضيفًا: “لهذا السبب قررت تزويد الأوكرانيين بأنظمة صاروخية وذخائر أكثر تقدمًا تُمكّنهم من ضرب أهداف رئيسة بدقة أكبر”.

ما نظام “إم 142 هيمارس”؟

هيمارس إم 142

يُعد نظام “إم 142 هيمارس” الصاروخي المدفعي عالي الحركة، إصدارًا حديثًا أخف وزنًا وأكثر رشاقة، مثبتًا على عجلات من راجمة الصواريخ المتعددة “إم 270” المُثبّتة على جنزير، وخضعت لتطوير في السبعينيات للقوات الأمريكية والحليفة، بحسب صحيفة الجارديان البريطانية.

ويبلغ مدى النظام لتابع لشركة لوكهيد مارتن الأمريكية 80 كيلومترًا، ويُمكنه حمل كبسولة واحدة مُحمّلة مُسبقًا بـ6 صواريخ موجّهة عيار 227 ميلليمترًا، أو كبسولة واحدة ضخمة بصاروخ تكتيكي من نظام الصواريخ التكتيكية التابعة للجيس الأمريكية، المعروفة بـ”أتاكمز”، بمدى 300 كيلومتر. يمتلك الجيش الأمريكي وحدات هيمارس في أوروبا، واستحوذ عليها حلفاء للناتو، بما في ذلك بولندا ورومانيا.

صواريخ واشنطن إلى كييف.. لماذا تحدّد مداها؟

أوضح بايدن في مقاله بنيويورك أن الصواريخ الأمريكية المتطورة ستمكن الأوكرانيين “من ضرب أهداف رئيسة بدقة أكبر”، لكن الولايات المتحدة تخطط لتحديد مدى الصواريخ التي تزوّد بها كييف، تجنبًا لاستخدامها في ضرب أهداف في عمق روسيا.

ومنذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية، تحسّست الولايات المتحدة تجاه أي إجراء قد يدعم كييف ويستفز موسكو، لتنقل الحرب إلى خارج حدود أوكرانيا. أما إذا قدمت الولايات المتحدة أنظمة “أتاكمز”، ستتمكن كييف نظريًا من ضرب مراكز حضرية روسية كبرى وقواعد عسكرية، بما في ذلك المطارات التي تنطلق منها الهجمات على أوكرانيا. وفق الجارديان.

منظومة قيّمة.. هل تُغير قواعد اللعبة بالحرب؟

مع استمرار معارك طاحنة في شرق أوكرانيا، وافتقار القوات الأوكرانية للقوة النارية، يرى محللون أن منظومة صواريخ “إم 142 هيمارس” بإمكانها تغيير قواعد اللعبة بالحرب، ويعتقد آخرون أنها لن “تقلب الطاولة” فجأة وإنما ستُحدث تعادلًا بين الطرفين، كما قال مسؤول دفاعي أمريكي بارز.

وفق الجارديان، منظومة الصواريخ ستُمكّن أوكرانيا من توجيه ضربات خلف الخطوط الروسية، على مسافات محمية أفضل من أسلحة روسيا بعيدة المدى. تتمتع الصواريخ بنظام “جي بي إس” بمدى يقارب ضعف مدى مدافع هاوتزر “إم 777″، التي أرسلتها واشنطن مؤخرًا، بما يُمكّنها من تهديد مستودعات الإمداد الروسية، وسط شكوك غربية بمواجهة الجانب الروسي مشكلات لوجستية.

إم 142

ضرب أهدف خارج النطاق

لم يتضح بعد كيفية ومواقع استخدام راجمات “إم 142” في أوكرانيا، لكن يُتوقع أن يُجري مسؤولون أمريكيون وأوكرانيون محادثات مُفصّلة في هذا الصدد. بحسب تحليل نشرته شبكة بي بي سي البريطانية، ستتطلع أوكرانيا إلى ضرب أهداف خارج نطاق وصولها الحالي، بما في ذلك مراكز القيادة والتحكم، ومراكز لوجستية، وبطاريات روسية في دونباس.

وفي حين وصف قائد الجيش الأوكراني الشهر الماضي، الحصول على منظومة “إم 142 هيمارس” بأنه حاسم في مواجهة الهجمات الصاروخية الروسية، تتوقع الولايات المتحدة أن تنشر أوكرانيا أسلحتها في منطقة دونباس الشرقية، مع اشتداد القتال، واستخدامها لضرب وحدات مدفعية روسية وقوات تستهدف بلدات أوكرانية.

تأكيد أوكراني وتحذير روسي

شدّد الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، في مقابلة مع قناة نيوزماكس الأمريكية بثّتها يوم 31 مايو، على أن بلاده لن تستخدم صواريخ واشنطن بعيدة المدى لمهاجمة روسيا، قائلًا: “لسنا مهتمين بما يحدث في روسيا.. نهتمن فقط بأراضينا”. في المقابل، انتقدت روسيا الخطوة، محذرةً من مواجهة مباشرة مع واشنطن.

وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف: “نعتقد أن الولايات المتحدة تصب عمدا الزيت على النار.. واضح أن واشنطن متمسكة بقتال روسيا حتى آخر جندي أوكراني. ليس لدينا أي رصيد من الثقة للجانب الأوكراني”. وبسؤاله عن الكيفية التي سترد بها روسيا إذا استخدمت أوكرانيا هذه الصواريخ لضرب الأراضي الروسية، قال: “دعونا لا نتحدث عن أسوأ السيناريوهات”. وفق رويترز.

ربما يعجبك أيضا