ظهور نادر لأحد أفراد «فاجنر».. كيف يعمل جيش بوتين الخفي؟

آية سيد

ارتفع نشاط مجموعة فاجنر الروسية في السنوات الأخيرة في عدة دول، وتعتبرها الحكومة الأمريكية "قوة وكيلة" للكرملين.


اتهمت أوكرانيا، في 24 مايو 2022، أفرادًا من مجموعة فاجنر الروسية بارتكاب جرائم حرب، وقتل المدنيين بالقرب من العاصمة كييف.

وبحسب تقرير لصحيفة الجارديان البريطانية، نشر المدعون الأوكرانيون أسماء وصور 8 رجال مطلوبين لارتكابهم جرائم حرب، بينهم مقاتلان من بيلاروسيا، ما يجعلهم أول مرتزقة أجانب يواجهون اتهامات بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا.

1608

مرتزقة فاجنر المتهمون بقتل المدنيين في أوكرانيا

ماذا نعرف عن مجموعة فاجنر؟                

تُعرف مجموعة فاجنر الروسية بـ”جيش بوتين الخفي”، على الرغم من أن الكرملين ينفي مسؤوليته عن أنشطتها أو علمه بها، بحسب تقرير لموقع إن بي آر الأمريكي. وظهرت المجموعة لأول مرة في 2014، عندما قاتلت إلى جانب الانفصاليين المدعومين روسيًّا في إقليم دونباس شرق أوكرانيا، ويُعتقد أنها تضم اليوم نحو 10 آلاف عضو.

وفي حوار أجرته الإذاعة الوطنية العامة الأمريكية (NPR) مع عضو سابق في مجموعة فاجنر، يُدعى مارات جابيدولين، وصف المجموعة بأنها تشبه الجيش الروسي بطرق عدة، وتضم الكثير من ضباطه السابقين، ولكنها أيضًا مختلفة تمامًا. وقال “إنها مرنة جدًا ويمكنها تغيير هيكلها سريعًا، وفقًا للظروف”، مضيفًا أنها تشبه “الجيش الصغير المجهز بكل شيء.”

أنشطة فاجنر في الدول الأخرى

لا تقتصر أنشطة فاجنر على أوكرانيا، ففي 2015، لعبت المجموعة دورًا في سوريا لتعزيز موقف الرئيس بشار الأسد، والاستيلاء على حقول النفط والغاز، بحسب تقرير لنيويورك تايمز. وفي 2017، اتجهت المجموعة إلى إفريقيا. وفي السنوات الأخيرة، ازداد نشاطها في دول مثل ليبيا، والسودان، وموزمبيق، ومالي وجمهورية إفريقيا الوسطى، بحسب إن بي آر.

وفي هذا الشأن، ذكر جابيدولين أنه خدم في سوريا 3 سنوات. وقال: “في سوريا، كان الهدف الأول هو تحقيق الانتصار سريعًا. والهدف الثاني الذي كان بنفس القدر من الأهمية هو إخفاء حجم خسائر الجيش الروسي في تلك الحملة. وهذا لأننا أردنا أن نخلق صورة عن الجيش الروسي القوي الذي حقق الانتصار بتكلفة بسيطة.”

ولكن هذا لم يكن حقيقيًّا، بحسب جابيدولين، فالتكلفة كانت ضخمة، ولكن لن يعرف أحد الأعداد . ويقول خبراء إن مقاتلي فاجنر يكونون عادةً في الخطوط الأمامية، ولذلك تكون خسائرهم أعلى من الجيش النظامي.

نشر المعلومات المضللة

تعتقد الحكومات والمحللون الغربيون أن من يموّل مجموعة فاجنر هو الأوليجارش الروسي، يفجينى بريجوزين، المطلوب من الشرطة الفيدرالية الأمريكية “إف بي آي” بسبب تدخله في الانتخابات الرئاسية لعام 2016. ويقول أستاذ العلوم الجيوسياسية في جامعة باريس والمتخصص في دراسة مجموعة فاجنر، كيفن ليمونييه، إن بريجوزين يمتلك إمبراطورية قائمة على 3 أنشطة.

00wagner explainer 2 jumbo

الأوليجارش الروسي يفجينى بريجوزين

وبيّن ليمونييه أن النوع الأول هو المرتزقة والأعمال الأمنية، والثاني هو الأعمال المتعلقة بالمعلومات المضللة وحرب المعلومات، في حين الثالث هو استغلال الموارد الطبيعية في إفريقيا. ولفت إلى أن مكاسب فاجنر كانت هائلة في السنوات الأخيرة بسبب عملياتها في إفريقيا.

وذكر ليمونييه أن فاجنر استخدمت حملات المعلومات المضللة في مالي لاتهام فرنسا بإثارة العنف في المنطقة. ولكن الأمم المتحدة أصدرت تقريرًا في 30 مايو 2022 يفيد بارتفاع العنف في مالي منذ أن بدأ جيشها الشراكة مع المرتزقة الروس في يناير. وأورد التقرير أن عدد المدنيين المقتولين ارتفع 324% مقارنة بالعام الماضي، ف حين ارتفعت انتهاكات حقوق الإنسان 150%.

كيفية مواجهة فاجنر

رأى ليمونييه أن الطريقة الوحيدة لمحاربة مجموعة فاجنر هي فضح ما تفعله، ولكن هذا سيكون خطيرًا، بحسب NPR، ففي 2018، حاول 3 صحفيين روس يعملون مع منفذ إعلامي استقصائي يديره رجل الأعمال المناهض للكرملين، ميخائيل خودوركوفسكي، حاولوا كشف عمليات مجموعة فاجنر في جمهورية إفريقيا الوسطى، ولكنهم قُتلوا في كمين.

وفي هذا الصدد، قال جابيدولين إن الشخص الذي يعمل مع مجموعة فاجنر يقع ضمن “فراغ قانوني”، ولذلك هو منوط بالدفاع عن نفسه لأن وظيفته ليست موجودة في العالم الحقيقي، والشركة ليست مسجلة في روسيا أو أي مكان آخر. ولكن هذا يعني أيضًا أن الجنود لا يتحملون أي عواقب على أفعالهم، وفقًا لجابيدولين.

ووصف المسؤولون الأمريكيون والأوروبيون مجموعة فاجنر بـ”القوة الوكيلة” لوزارة الدفاع الروسية، وطريقة رخيصة للرئيس، فلاديمير بوتين، لتمديد نفوذه في عدة دول. ولذلك، فرضوا مجموعة من العقوبات على مجموعة فاجنر والأشخاص والكيانات المرتبطين بها.

ربما يعجبك أيضا