علامات كثيرة تشير إلى إدمان المراهقين للسوشيال ميديا، فكيف أثرت منصات التواصل الاجتماعي على الصحة العقلية؟ وكيف يمكن الحد من هذه التأثيرات؟
أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي جزءًا من الحياة اليومية للناس، خاصة المراهقين، الذين هم عرضة أكثر من سواهم لأضرار الاستخدام المستمر لها.
المراهقون اليوم محاطون تمامًا بعالم وسائل التواصل الاجتماعي التي يستخدمونها من أجل التعليم والترفيه ومتابعة أخبار العالم، لكن هل هي جيدة بالنسبة لهم؟ وكيف تؤثر عليهم؟ وما الذي يمكن للوالدين تقديمه للمساعدة؟
شخصية لم تنضج بعد
تزيد وسائل التواصل الاجتماعي من تعرض المراهقين للعزلة الاجتماعية الاكتئاب والقلق، بحسب نائبة مدير مركز دعم الأسرة بجامعة كوينزلاند، ألينا موراوسكا، مضيفةً أنهم يكونون عرضة أيضًا للتنمر الإلكتروني، وأن مواقع التواصل لها آثار سلبية بعيدة المدى على الصحة العقلية للمراهقين، وفقًا لموقع جامعة كوينز لاند الأسترالية.
وأوضح استشاري الطب النفسي، الدكتور جمال فرويز، لـ”شبكة رؤية الإخبارية” أن “المراهق لايزال في طور النمو، وشخصيته لم بكتمل نضجها، وبالتالي يكونون أكثر عرضة لأضرار مواقع التواصل”.
رغبة في التجربة
بين استشاري الطب النفسي، أن المراهق مليء بالانطلاق والرغبة في التجربة، لذا ينساق وراء الأقاويل المضللة، ويظهر هذا في اتجاه بعض الشباب في هذه المرحلة لاعتناق أفكار متطرفة، أو الاستجابة للتحديات الخطيرة من أجل الحصول على “لايكات” ومشاهدات كبيرة.
وذكر أن طبيعة الشخصيات تختلف في استجابتها لتأثيرات مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرًا إلى أن الشخصيات العصابية تميل أكثر من غيرها إلى حب الظهور ولفت الانتباه، الذي نراه متمثلًا في “التريند” ولو على حساب كرامة الشخص نفسه.
إدمان السوشيال ميديا
وفقًا لاستشاري الطب النفسي، يتحول استخدام مواقع التواصل إلى إدمان عندما يعجز المراهق عن إدارة حياته بعيدًا عن الهاتف، ومن أهم اعراض إدمان السوشيال ميديا:
- الاكتئاب
- القلق
- تدني احترام الذات
- مقارنة حياته بالآخرين
- عدم الرضا عن حياته
- الشعور بالوحدة.
تأثير مواقع التواصل على الصحة العقلية
توضح مديرة مركز دعم الأسرة بجامعة كوينزلاند، ألينا موراوسكا، أن العلاقات مع الأقران مهمة في مرحلة المراهقة، وهو ما يزيد الحاجة لمواقع التواصل، فإن لم يكن المراهق متصلًا بالإنترنت فلن يصبح جزءًا من المجموعة، ما يزيد من الاتجاه لإدمان السوشيال ميديا.
بحسب فرويز، ينشر مراهقون منشورات بهدف تقديم صورة مثالية عن أنفسهم تحظى بقدر أكبر من القبول و”الإعجابات”، لكن قد يتعرضون إلى التنمر الإلكتروني والتعليقات على المظهر وهو ما يؤثر بشدة على صحتهم العقلية.
تنظيم استخدام مواقع التواصل
من سلبيات التعرض لمواقع التواصل التي تؤثر على الصحة العقلية للمراهقين، تفاقم تدني احترام الذات، والشعور بالإحباط تجاه أنفسهم وجسدهم، خاصة مع متابعة المشاهير والمؤثرين الذي يجعلهم يرغبون في تقليد نمط حياتهم ويشعرون بعدم الرضا عن حياتهم الخاصة معتقدين أن هؤلاء المؤثرين أكثر سعادة ورفاهية.
يذكر فرويز أن الإنسان اجتماعي بطبعه، واستخدام وسائل التواصل يتوافق مع هذا، لكن المشكلة في الطريقة التي تنظم هذا الاستخدام، حتى لا يتحول إلى إدمان، لأنه إذا كانت وسائل التواصل تشغل الجزء الأكبر من يومهم ستؤثر على معدل النوم والجهد المدرسي، مطالبًا عدم منح المراهقين امتياز استخدام مواقع التواصل بحرية إلا إذا أثبتوا قدرة على التصرف بمسؤولية.
مراقبة الأبناء
يرى فرويز أنه يجب على الأهل مراقبة أبنائهم المراهقين، وملاحظة ما إذا كانت تظهر عليهم علامات المرض العقلي مثل الاكتئاب أو القلق أو اضطراب الطعام، حتى يستطيعون مساعدته في الوقت المناسب، مشددًا على أهمية وضع قيود على استخدام التكنولوجيا في المنزل.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1185750