«الحب والحرب».. من أعالي جبال تونس إلى خنادق الحارات المصرية

شيرين صبحي
مهرجان نحكي سينما

كيف حولت جمعيتان من مصر وتونس، أطفالًا يعيشون في مناطق مهمشة إلى محبي ومتذوقي للفنون، استطاعوا تقديم أول أعمالهم السينمائية؟


15 فيلمًا قصيرًا أنتجها أطفال وشباب عانوا التهميش، تشارك في مهرجان “نحكي سينما”، الذي تحتضنه قرية بني مطير التونسية.

المهرجان الذي يمتد على مدى 3 أيام من 23 حتى 25 يونيو، يتخذ شعار “الحب والحرب”، وجاء ثمرة فكرة مبينةً على شراكة بين تونس ومصر، وتتويجًا لمشروع تدريبي في المهن السينمائية لشباب شمال غرب تونس، خاصة من المناطق المهمشة.

79 مشاركًا

على امتداد عامين حضر عديد الأطفال والشباب من المناطق الداخلية المهمشة ثقافيًا في شمال غرب تونس التدريب وورشات العمل، حول مختلف تخصصات السينما، بالشراكة مع جمعية “فن وحياة” المصرية التي تعمل مع الأطفال المعرضين للخطر والشباب في الإسكندرية. ويستقبل المهرجان 79 مشاركًا تتراوح أعمارهم بين 12 و16 عامًا، تلقوا تدريبًا نظريًا وتطبيقيًا حول تاريخ الفن السينمائي وعلاقته بالمجتمعات المحلية وبالعالم عمومًا.

مستقبل حالم للأطفال

987

فتاتان من المشاركين

“نحكي سينما”، هو تشكيل فني سينمائي للمستقبل الذي يحلم به أطفال تونس ومصر. هذا المستقبل الذي هو ملك لهم وليس لنا الحق في التصرف فيه كأنه إرثنا الخاص دون الإنصات لكلمتهم ولأصواتهم.

أراد المشروع أن يكون صوت الأطفال نابعًا من أعالي الجبال المنسية في الشمال الغربي في تونس، ومن أعماق “الحارات ” في شوارع الإسكندرية.

رحلة من الدهشة والانبهار

رحلة جديدة خاضها الأطفال، الذين لم يكن لديهم أدنى فكرة عن التصوير أو التمثيل، ولم يكونوا يعرفون سوى أن السينما هي الأفلام التي يشاهدونها على الشاشة فقط.

الاندهاش والانبهار صاحب رحلة الأطفال الذين اكتشفوا للمرة الأولى معنى التصوير والمونتاج والإخراج، ولم يصدقوا أنهم يستطيعون فعل هذا إلا بعد أن أمسكوا بالكاميرا ولعبوا بها ورأوا صورهم وعملهم.

إعادة النظر في الحياة

تأثر الأولاد بالتجربة مثلما تأثر المدربين، الذين عبروا عن امتنانهم بالتجربة. فيقول المصور السينمائي، إسلام كمال، في فيديو توضيحي، إن العمل مع الأولاد أضاف إليهم الكثير، مثل الاختيارات غير المؤدلجة، فليس من الضرورة تقديم عناوين طنانة وقصص تحمل عظة مغلفة بمواقف تعليمية.

نشر الفنون بالمناطق المهمشة

تعمل مؤسسة “فن وحياة” مع الأطفال المعرضين للخطر، تدعمهم نفسيًا واجتماعيًا من خلال الفن والإبداع، لإيجاد وسيلة للتعبير عن ذواتهم، والتواصل مع الآخرين، فتقول مديرة المؤسسة والمشرفة على المشروع، كارولين الأيوبي، أنهم يتعاملون مع فئتين من الأطفال، وهما المعرضون للخطر، واللاجئين، وتقدم لهم المؤسسة ورش فنية كثيرة ليتعلمون كيف يعبرون عن أنفسهم، والكثيرون منهم يمكنهم القراءة والكتابة.

وأضافت لـ”شبكة رؤية الإخبارية”، أن رئيسة جمعية “الفن الحي”، بسمة العيشي، التي تسعى لنشر الفنون داخل المناطق المهمشة، طلبت منها عمل ورش سينمائية للأولاد، يقدمون من خلالها أفلام قصيرة من تأليفهم وصنعهم، وهي تنظم مهرجان في تونس بمنطقة بعيدة ليس بها مراكز ثقافية.

الحب والحرب بحياتنا اليومية

على مدار سنتين هم عمر الورشة، شرح القائمون عليها معنى السينما وتحدثوا عن أفلام الأبيض والأسود، وكيفية صناعة السينما بداية من الفكرة والسيناريو والتمثيل والتصوير والإخراج والمونتاج، حتى قرر كل شخص منهم التخصص في شيء، فتقول الأيوبي إنهم قسموا الأولاد إلى مجموعات، كل منها اختارت قصة فيلم ووضعت خطة، وبدأت في اختيار الفريق ثم التنفيذ.

الأفلام تتحدث عن الحب والحرب، ليس بمعناها المباشر، ففي حياتنا اليومية حروب، كل فتى أو فتاة قدم الفكرة من منظوره. بعض اللاجئين من سوريا تحدثوا عن الهجرة غير الشرعية، والبعض تحدث عن الخلافات والشجار بين الأشقاء، وتوجد أفلام عن التحرش، كل مشارك تحدث عن الحب والحرب من منظوره.

ربما يعجبك أيضا