صفقات استثمارية ضخمة.. ماذا حملت زيارة محمد بن سلمان إلى القاهرة؟

محمود طلعت

زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى القاهرة تأتي ضمن جولة إقليمية تشمل أيضًا الأردن وتركيا.


أجرى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، زيارة رسمية إلى مصر، يومي 20 و21 يونيو 2022، تلبية لدعوة الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي.

وعقد الجانبان جلسة مباحثات رسمية، جرى خلالها استعراض العلاقات الراسخة بين البلدين، والإشادة بمستوى التعاون والتنسيق في ما بينهما، وبحث سبل تطوير وتنمية العلاقات في جميع المجالات، بما يعزز ويحقق مصالح البلدين والشعبين.

تعزيز الشـراكة الاقتصادية

الرئيس المصري وولي العهد السعودي، بحثا مستجدات الأوضاع التي تشهدها المنطقة والعالم، مشددين على وحدة الموقف والمصير المشترك تجاه مجمل القضايا والتطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

واتفق الجانبان على تعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين، ونقلها إلى آفاق أوسع عبر تحقيق التكامل بين الفرص المتاحة من خلال رؤية مصر 2030 ورؤية المملكة 2030، وفقًا لوكالة الأنباء السعودية (واس).

خلق بيئة استثمارية محفزة

ونوه القائدان إلى عزمهما زيادة وتيرة التعاون الاستثماري والتجاري، وتحفيز الشراكات بين القطاع الخاص في البلدين، وتضافر الجهود لخلق بيئة استثمارية خصبة ومحفزة تدعم عددًا من القطاعات المستهدفة، بما في ذلك السياحة، والطاقة، والصحة، والنقل، والخدمات اللوجستية، والاتصالات، وغيرها.

القاهرة والرياض رحّبا بالصفقات الاستثمارية الضخمة بين القطاعين الخاصين في البلدين والتي بلغت 8 مليارات دولار، وأعلنت الرياض عزمها قيادة استثمارات في مصر تبلغ قيمتها 30 مليار دولار أمريكي، بحسب البيان الختامي المشترك.

مجال البيئة والتغير المناخي

البيان الختامي للمباحثات المصرية السعودية، تطرق إلى ملف البيئة والتغير المناخي، واتفق الجانبان على إقامة قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر ومنتدى مبادرة السعودية الخضراء خلال انعقاد مؤتمر الأطراف لتغير المناخ في شرم الشيخ.

واتفق الجانبان على مواصلة التنسيق والتعاون في مجال حماية البيئة البحرية، وتعزيز التبادل التجاري بين البلدين خاصة في مجال المنتجات الزراعية، وفق الاشتراطات المتفق عليها بين البلدين الشقيقين.

التعاون الصحي والتعليمي

أبدت القاهرة والرياض تطلعهما نحو تعزيز التعاون في المجالين الصحي والتعليمي، والحرص على دعم المبادرات العالمية لمواجهة الجوائح والمخاطر والتحديات الصحية الحالية والمستقبلية.

ورحب الجانبان برفع مستوى التعاون العلمي والتعليمي بين البلدين، بما في ذلك التعاون بمجالات التعليم العالي والبحث والابتكار، وتشجيع الجامعات والمؤسسات العلمية والمراكز البحثية في البلدين على تعزيز التعاون المشترك.

الحركة السياحية والثقافية

في الشأن السياحي والثقافي، شددت مصر والسعودية، على أهمية تنمية الحركة السياحية في البلدين، واستكشاف ما يزخر به كل بلد من مقومات سياحية، وتعزيز العمل المشترك فيما يخص السياحة المستدامة.

واتفق البلدان على تعزيز التعاون الثقافي بينهما، والمشاركة في الفعاليات والمعارض الثقافية لكل منهما، وتوحيد الرؤى والتوجهات لدى المنظمات الدولية ذات الصلة بالشأن الثقافي.

القضايا الإقليمية والدولية

سياسيًا، أشار الجانبان إلى عزمهما على تعزيز التعاون تجاه جميع القضايا السياسية والسعي إلى بلورة مواقف مشتركة تحفظ للبلدين الشقيقين أمنهما واستقرارهما، بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار في البلدين والمنطقة.

واستعرض القائدان القضايا الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، منوهين إلى ضرورة تكثيف الجهود للتوصل إلى تسوية شاملة وعادلة للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وإيجاد أفق حقيقي لتحقيق السلام، وفقًا لمبدأ حل الدولتين.

منع إيران من امتلاك “نووي”

اتفق الجانبان المصري والسعودي على ضرورة دعم الجهود الدولية لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، وضمان سلمية برنامج إيران النووي، بما يسهم في تحقيق السلم والاستقرار الإقليمي والدولي.

أعلن الزعيمان دعم الجهود العربية لحث إيران على الالتزام بالمبادئ الدولية بعدم التدخل في شؤون الدول العربية، والمحافظة على مبادئ حسن الجوار، وتجنيب المنطقة الأنشطة المزعزعة للاستقرار.

ربما يعجبك أيضا