الصومال المنسي في أجندات رؤساء أمريكا.. ما أهميته لإدارة بايدن؟

هالة عبدالرحمن

الرئيس الأمريكي، جو بايدن، وافق على طلب وزير الدفاع، لويد أوستن، بتزويد الصومال بقوات قتالية أكثر فعالية ضد حركة الشباب في الصومال.


أبرز قرار الولايات المتحدة بإعادة نشر 500 جندي في الصومال، لمساعدته في قتال المتشددين، دعمها للرئيس الجديد حسن شيخ محمود.

ويأتي القرار بعد أن أمر الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، بسحب القوات في ديسمبر 2020 بعد سنوات من العلاقات المتوترة مع نظيره محمد عبد الله محمد “فارماجو”، الذي صوت ضده نواب الصومال واختير حسن شيخ بدلًا عنه، وفقًا لـ“صوماليا توادي”، في 3 يونيو 2022.

السياسة الأمريكية في عهد بوش

تحدثت مساعدة وزير الخارجية الأمريكية السابقة للشؤون الأفريقية، جينداي فرايزر، والتي شغلت عدة مناصب رفيعة في إدارة الرئيس جورج دبليو بوش، لـ“مجلس العلاقات الخارجية”، في 14 يونيو 2022، عن تطور السياسة الأمريكية تجاه أرض الصومال والصومال منذ عهد الرئيس الأمريكي الأسبق، جورج بوش.

وقالت جينداي فريزر، إنه “مع تولى جورج دبليو بوش منصبه في عام 2001، لم توجد سياسة خاصة بأرض الصومال، ولم يتبلور موقف سياسي أمريكي بشأنها في الفترات الرئاسية السابقة، فكان الصومال وأرض الصومال دولة واحدة لها ذات السيادة، وبعد أحدث 11 سبتمبر 2001، لم يحتل الصومال مكانًا متقدمًا في قائمة الأولويات الأمنية الأمريكية”.

الدعم الأمريكي لأرض الصومال

أشارت فرايزر إلى أن أرض الصومال اتخذت المزيد من الخطوات نحو الديمقراطية والأمن، بعد استفتاء دستوري جرى التصويت عليه في عام 2001 لصالح استقلال أرض الصومال، وفي عام 2003، انتخب أول رئيس لأرض الصومال، لكن في الصومال وجدت حكومة اتحادية انتقالية لم تستطع إثبات نفسها لأنها خاضت صراعًا مستمرًا وشغلت نفسها بالتنافس بين القبائل.

وتابعت: “كان هناك تناقضًا واضحًا بين أرض الصومال والصومال، ما بلور رغبة المجتمع الدولي بما في ذلك الولايات المتحدة في دعم أرض الصومال، وواصلنا الانخراط في علاقات مباشرة مع أرض الصومال، ودعم تطوير أنظمة الانتخابات عبر خط اتصال مفتوح مع القيادة”.

تعامل الإدارة السابقة مع الحكومات الإفريقية

كانت لدى إدارة بوش سياسة قائمة على التعامل مع الدول الكبرى في إفريقيا من وجهة نظر استراتيجية، منهم أولئك الذين يمكنهم إظهار القوة والنفوذ في منطقتهم، مثل “جنوب إفريقيا ونيجيريا وكينيا وإثيوبيا”، والبلدان الصغيرة ذات الأداء الجيد التي كانت تجري انتخابات ديمقراطية، واقتصاداتها تعمل أفضل، مثل “مالي والسنغال وبوتسوانا وموزمبيق ولم يكن الصومال” من بين تلك الدول.

وأشارت المسؤولة السابقة بإدارة بوش، إلى أن الزعيم الليبي الراحل، معمر القذافي، استخدم سياسة الترغيب لإقناع بعض الحكومات بتبني مواقف سياسية مضادة حيال الإدارة الأمريكية، لذلك وسع نفوذه في المنطقة التي أصبحت شديدة التقلب، ما اضطر واشنطن للانخراط عسكريًا أكثر في القارة الإفريقية لمواجهة التهديدات الإرهابية ومنها حركة الشباب الصومالية.

موقف حكومة بايدن من الصومال

قال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، في تصريحات لـ“رويترز” في 17 مايو الماضي، إن بايدن وافق على طلب وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، “يتزويد الصومال بقوات قتالية أكثر فعالية ضد حركة الشباب الإرهابية”.

وأوضحت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون”، أن قواتها لن تشارك مباشرة في العمليات القتالية لكنها ستعمل على تدريب وتقديم المشورة وتجهيز قوات الصومال. ما يعني أن حكومة بايدن أدركت أهمية دعم الحكومات الإفريقية مثل الصومال في مواجهة الحركات المتشددة.

ربما يعجبك أيضا