«القناة الذهبية» بين اليابان والصين.. هل تصلح ما تفسده جزر سينكاكو؟

هالة عبدالرحمن

يأتي هذا الاشتباك ضمن أحدث حلقة في سلسلة الخلاف بين أكبر اقتصادين في آسيا خصوصًا أن الصين تنظر بحذر إلى علاقة اليابان بالولايات المتحدة.


تزداد حدة التوتر بين الصين واليابان، أكبر اقتصادين في آسيا، بشأن الجزر المتنازع عليها، رغم افتتاح مسار بحري جديد بينهما لتعزيز التجارة، وتسهيل سلاسل التوريد.

وشنت طوكيو هجومًا جديدًا على بكين في أعقاب إرسال الأخيرة سفنًا إلى جزر “سينكاكو” المتنازع عليها في الجزء الجنوبي الغربي من بحر الصين الشرقي، وقالت إن بكين اخترقت مياهها الإقليمية للمرة الـ11 هذا العام، وفقًا لـ“سي إن إن”، اليوم الاثنين 27 يونيو 2022.

نزاع طويل الأمد

بسبب النزاع طويل الأمد على الجزر، دأبت الصين على إرسال السفن الحربية بالقرب من المياه الإقليمية اليابانية وهو الأمر الأكثر إثارة للقلق بالنسبة لطوكيو.

وتسعى اليابان لزيادة الإنفاق الدفاعي وإمكانية تطوير غواصات تعمل بالطاقة النووية، نتيجة للقلق الذي تثيره النزاعات على الجزر مع الصين، وفقًا لجريدة “ساوث تشاينا مورنينج بوست” ‏ التي تصدرها مؤسسة علي بابا الصينية في نسختها الصادرة أمس الأحد.

أطول توغل صيني

كشفت السلطات اليابانية، يوم الجمعة الماضية، عن أن سفينتين صينيتين لخفر السواحل أبحرتا داخل المياه الإقليمية لأكثر من 64 ساعة بالقرب من سلسلة من الجزر المتنازع عليها، في أطول توغل من نوعه منذ عقد.

وأضافت، في بيان نقلته “سي إن إن” الاثنين، إن خفر السواحل الياباني أرسل سفن دورية خاصة إلى المنطقة، وطالب السفن الصينية بمغادرة المياه الإقليمية على الفور، وتدعي طوكيو وبكين أحقيتهما في تلك الجزر غير المأهولة بالسكان، ولكن اليابان تدير هذه الجزر منذ العام 1972، وتدعي تايوان أيضا ملكيتها هناك.

عمل مبرر لحماية السيادة

ردًا على بيان خفر السواحل الياباني، قالت وزارة الخارجية الصينية، الجمعة الماضية، إن جزر “سينكاكو” جزء من الأراضي الصينية، واتهمت قوارب الصيد اليابانية باقتحام متكرر للمنطقة.

وأضاف البيان أن تنفيذ سفن خفر السواحل الصينية أنشطة إنفاذ القانون ضد قوارب الصيد اليابانية عمل مبرر لحماية السيادة. مشددة على أنه “ليس لليابان الحق في الإدلاء بتصريحات لا أساس لها من الصحة”.

ما سبب الخلاف التاريخي؟

يتكون الأرخبيل الصخري من الجزر الثمانية غير المأهولة محل النزاع في بحر الصين الشرقي، وتشغل مساحة تبلغ نحو 7 كيلومترات مربعة، وتقع شمال شرق تايوان وإلى شرق الأراضي الصينية وجنوب غرب مقاطعة أوكيناوا اليابانية الجنوبية المنعزلة.

وتكتسب هذه الجزر، التي تقع تحت الإدارة اليابانية، أهميتها من قربها من ممرات استراتيجية للتجارة، إضافة إلى كونها موقعًا مهمًا للصيد ومكانًا خصبًا برواسب النفط، وفقًا لـ“بي بي سي”.

خلاف إقليمي ضمن صراع دولي أوسع

يأتي هذا الاشتباك ضمن أحدث حلقة في سلسلة الخلاف بين الجارتين، خصوصًا أن الصين تنظر بحذر إلى علاقة اليابان بالولايات المتحدة، فخلال الشهر الماضي، استضافت طوكيو قمة رباعية بقيادة أمريكا لمواجهة صعود الصين، ضمت إلى جانبهما أستراليا والهند، وتنظر بكين إلى المجموعة الأمنية على أنها جزء من الجهود الأمريكية لتقييدها وحصارها.

وبعد ساعات من اختتام القمة الرباعية، سيّرت القوات الجوية الصينية والروسية دوريات جوية استراتيجية مشتركة فوق بحر اليابان وبحر الصين الشرقي وغرب المحيط الهادئ، في ما وصفته وزارة الدفاع الصينية بأنه جزء من خطة تعاون عسكري سنوية.

القناة الذهبية بين الصين واليابان

أشارت صحيفة “جلوبال تايمز”، في تقرير نشر أول أمس الأحد، إلى افتتاح أول طريق لوجيستي بحري سريع بين مدينة تشينغداو في شمال الصين إلى أوساكا في اليابان، والذي وصفته بالقناة الذهبية البحرية الصينية اليابانية.

ويعكس افتتاح خط تشينغداو – أوساكا السريع حجم العلاقات الاقتصادية بين البلدين اللتين بلغت التجارة الثنائية بينهما 371.4 مليار دولار خلال العام الماضي، ما يعني، حسب الصحيفة الصينية، أن اليابان لا يمكنها إقامة علاقات جيدة مع الولايات المتحدة فقط، بل تتمتع بعلاقات اقتصادية وثقافية وثيقة مع الصين أيضًا، ويجب على البلاد إظهار موقف متوازن بين واشنطن وبكين.

ربما يعجبك أيضا