هل يوقف «التدويل» الضربات الصاروخية على كردستان العراق؟

محمود سعيد

كانت حكومة إقليم كردستان، دعت في 2 مايو الحكومة الاتحادية في بغداد، إلى اتخاذ الإجراءات الكفيلة بإنهاء الهجمات المتكررة على الإقليم


تستمر الضربات الصاروخية التي تستهدف منشآت الطاقة في كردستان العراق، الأمر الذي دفع حكومة الإقليم إلى إعلان اعتزامها تدويل الملف.

والضربات بحسب الإقليم تقف خلفها ميليشيات موالية لإيران، هددت مرات بقصف حقول النفط والغاز والمواقع الاستراتيجية في كردستان العراق، والضربات تنفذ في فترات توتر العلاقة بين بغداد وأربيل، بسبب الخلافات حول توزيع الحصص النفطية والسيطرة على حقول الغاز.

استهداف حقول الطاقة في كردستان

شهد إقليم كردستان العراق سلسلة هجمات صاروخية، استهدف حقل غاز كورمور الذي يقع في منطقة جمجمال بين مدينتي كركوك والسليمانية، وبحسب “رويترز”، استهدف صاروخ حقل عشبي، بجوار موقع للغاز في كورمور بالسليمانية شرق إقليم كردستان شمال العراق، كما استهدف حقل كورمور الغازي نفسه “مرتين”.

في إبريل الماضي جرى تنفيذ أول هجوم من هذا النوع، ثم نفذت هجمات في مايو، استهدفت مصفاة نفط كاوركوسك، وفي كل مرة كانت مديرية مكافحة الإرهاب في الإقليم، تدفع بتعزيزات كبيرة من قوات الكوماندوز إلى المناطق التي نفذت منها الهجمات، وفق “العربية”.

التدويل خيار الحكومة الكردية

أمام عجز الحكومة العراقية عن إيقاف هجمات الميليشيات الموالية لإيران، قال رئيس حكومة إقليم كردستان العراق مسرور البارزاني، إنه يعتزم تدويل ملف الهجمات الصاروخية المتكررة على الإقليم، ويعني التدويل أن على واشنطن خاصة، وعلى المجتمع الدولي عامة، أن يكشفوا عمّن يقف خلف تلك الهجمات، خصوصًا أن إيران هي المستفيد الوحيد من تلك الهجمات، لأنها المورد الرئيس للغاز إلى العراق.

وكانت حكومة إقليم كردستان، دعت في 2 مايو الحكومة الاتحادية في بغداد، إلى اتخاذ الإجراءات الكفيلة بإنهاء الهجمات المتكررة على الإقليم، بعد هجوم صاروخي، تسبب حينها في اندلاع النيران في أحد مستودعات الوقود، وتعرضت أربيل بما فيها قضاء “خبات” خلال الأشهر الماضية، إلى هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة، استهدفت عدة أهداف، عسكرية أمريكية ونفطية.

سوابق إيران في كردستان

قبل أسابيع، اتهمت حكومة كردستان العراق ميليشيات كتائب “حزب الله” العراقية بأنها تقف خلف عملية قصف أربيل عن طريق طائرة مسيرة مفخخة، وذكرت أن الهجمات على أربيل مستمرة، لأجل الضغط على إقليم كردستان، لافتًا إلى أن الطائرة المسيرة جرى توجيهها من منطقة “بردى التون كوبري” التابعة لمحافظة كركوك وتقع شمالها.

ونفت الحكومة حينها “استهداف القصف أي جهات أجنبية في الإقليم كما يدعي البعض”، موضحة أن “إقليم كردستان لن يكون موقعًا، لتهديد دول المنطقة وعلى تلك الدول احترام سيادة أرض وأهالي إقليم كردستان العراق”.

الدور الإيراني

المحلل السياسي العراقي البارز رائد الحامد، رأى في حسابه على تويتر أن استهداف مواقع شركات عربية لديها عقود مع إقليم كردستان ونشاطات في استخراج النفط والغاز في الإقليم وخارجه، ويشدد على أن “إيران لن تقبل باكتفاء العراق ذاتيًّا في مجالات النفط والغاز والكهرباء”.

وأضاف “علمًا بأن قضاء طوزخورماتو يتبع محافظة صلاح الدين، ويخضع أمنيًّا لسيطرة الجيش والحشد الشعبي والحشد التركماني”. وتابع: “من يحاول منافسة إيران بالعراق عليه أن يعمل على اجتثاث نفوذها وحلفائها، وتوجد تسريبات تبرهن على أن كتائب حزب الله الموجودة في طوزخورماتو هي من تقصف حقل كورمور”.

واشنطن تدين

عادة ما تتهم الولايات المتحدة الأمريكية، فصائل مسلحة شيعية عراقية موالية لطهران، بشن الهجمات التي تستهدف مواقع انتشار قواتها والبنية التحتية في كردستان العراق. وفي سياق متصل، قالت السفارة الأمريكية بحسب “وكالة الأنباء العراقية” إن: “الولايات المتحدة الأمريكية تدين الهجوم الذي وقع الليلة الماضية في أربيل”.

وأضافت “أسفر الهجوم عن إصابات بين المدنيين العزل، بالإضافة إلى أنه خلف أضرارًا جسيمة في الممتلكات” وتؤكد أنه “لا مكان في العراق بما في ذلك إقليم كردستان، لهجمات عشوائية مثل هذه، والتي تقوض سلطة الدولة وتهدد سلامة وأمن الشعب العراقي”.

 

ربما يعجبك أيضا