هل يدخل الاقتصاد الأمريكي مرحلة الركود؟

فاروق محمد

البنك الفيدرالي الأمريكي تأخر كثيرًا في الاعتراف بأن التضخم أصبح مشكلة، ولم يتصرف بالسرعة الكافية للسيطرة على وتيرة صعود الأسعار.


ارتفعت مخاوف دخول العالم وأكبر اقتصادياته مرحلة الركود، في ظل تعثر جهود التعافي من توابع جائحة فيروس كورونا المستجد، ثم الحرب الروسية الأوكرانية.

معدلات التضخم المتصاعدة، مع ارتفاع أسعار السلع، وصعوبة توفرها في أحيان كثيرة، كذلك فإن عمليات الإغلاق المتكررة في الصين خلال الفترة الأخيرة، وتضاؤل الآمال بشأن نهاية قريبة للحرب الروسية الأوكرانية يجعل الركود وشيكًا، بحسب الخبراء.

العريان يتوقع أن يتسبب «الفيدرالي» بالركود

قال كبير المستشارين الاقتصاديين في شركة أليانز، محمد العريان، إن قدرة بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على تفادي الركود الاقتصادي في معركته ضد التضخم تبدو أقل احتمالية، مرجحًا أن يدفع “الفيدرالي” الاقتصاد بالولايات المتحدة إلى الركود.

وأبدى العريان في مقابلة مع موقع “ياهو فاينانس”، قلقه من أن احتمالية تحقيق الهبوط الناعم الذي يعني إبطاء التضخم دون الإضرار بالنمو والتوظيف انخفضت بقدر كبير، بسبب سلسلة من أخطاء الاحتياطي الفيدرالي، موضحًا أن أحد هذه الأخطاء كان التأخر كثيرًا في الاعتراف بأن التضخم أصبح مشكلة، وعدم التحرك بالسرعة الكافية للسيطرة على وتيرة صعود الأسعار.

هل وقع «الفيدرالي» في فخ التوقعات الخاطئة؟

أوضح العريان أن ضعف مصداقية الاحتياطي الفيدرالي يدفع الناس إلى التشكيك في توقعاته، مشيرًا إلى أن البنوك المركزية تحافظ على مصداقيتها من خلال وضع توقعات مستقبلية، أو توضيح الإجراءات التي تعتزم اتخاذها، وإظهار النتائج اللاحقة لها.

وتوقع البنك الفيدرالي الأمريكية، في وقت سابق، أن التضخم يعتبر تطورًا مؤقتًا، ولكن مسؤوليه اعترفوا لاحقًا أن وتيرة ارتفاع الأسعار ستواصل الصعود لمستويات أعلى من المستهدف، مع تسجيل الاقتصاد الأمريكي انكماشًا للمرة الأولى منذ الربع الثاني للعام 2020، وسجل انكماش الربع الأول من العام 2022 نحو 1.6%، مقابل توقعات بانكماشه 1.5%.

الدخول في الركود غير مستهدف

نفى رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، استهداف المجلس إدخال الاقتصاد في حالة ركود، ولكنه لم ينف وجود احتمالية حقيقية لحدوث الركود، مع الاستمرار في زيادة أسعار الفائدة. ورفع “الفيدرالي” معدل الفائدة 75 نقطة أساس في يونيو الحالي، في أكبر زيادة منذ العام 1994، مع وصول التضخم لأعلى مستوياته في 41 عامًا.

وبحسب “أرقام”، أشار باول منذ أيام في شهادته أمام اللجنة المصرفية بمجلس الشيوخ، إلى أن البنك يمتلك القدرة على خفض معدلات التضخم قرب المستهدف البالغ 2%، معترفًا بالصعوبات التي يسببها التضخم المتسارع على الاقتصاد والمستهلكين، ومجددًا التزامه بخفض التضخم مرة أخرى.

ماذا تفعل في حالة الدخول الركود الاقتصادي؟

يعتمد الاستثمار المناسب في هذه الأوقات على التفكير جيدًا قبل ضخ السيولة، بالبحث عن الشركات التي تحقق أداءً جيدًا، وقد تستفيد من الأزمة بزيادة الأسعار وانخفاض التكاليف، لأن الاقتصاد لا يتوقف في حالات الانكماش أو الركود.

ومن الأفضل في هذه الظروف البحث عن الشركات التي تتمتع بمرونة منخفضة، ولا بديل لها، مثل منتجو للسلع الأساسية التي لا تنضب و لا يتوقف الطلب عليها، بصرف النظر عن وضع الاقتصاد، مع الوضع في الاعتبار مخاطر كل استثمار بحسب طبيعة كل سوق وظروفها.

ربما يعجبك أيضا