ماركوس الابن يحكم الفلبين.. كيف سيمحو إرث عائلته السيئ؟

هالة عبدالرحمن

عائلة ماركوس يمكنها إسكات المعارضة من خلال الانخراط بنحو مباشر في عمليات الإصلاح، وهي فرصة ذهبية لمحاولة إحياء سمعة عائلة ماركوس.


أدى الرئيس الفلبيني ماركوس الابن، نجل الديكتاتور الراحل فرديناند إيمانويل ماركوس، اليمين الدستورية، الخميس الماضي 30 يونيو 2022.

وحقق ماركوس الابن، 64 عامًا، فوزًا كبيرًا خلال انتخابات مايو 2022، بعدما حصد أكثر من 30 مليون صوت، وفقًا لـ“واشنطن بوست” الخميس الماضي، وسط تساؤلات حول مستقبل البلاد في ظل حكم آل ماركوس.

مرشح الأغلبية

بذلك يصبح ماركوس الابن، الشهير باسم “بونج بونج” أول مرشح رئاسي يحصل على الأغلبية منذ الثورة التي أطاحت بوالده قبل 36 عامًا، ويعتبر انتخابه دليلًا على ميل الناخب الفلبيني إلى القادة الشعبويين.

ويتولى ماركوس الابن الرئاسة خلفًا لرودريجو دوتيرتي الذي يتمتع بشعبية كبيرة، والذي اشتهر دوليًّا بسبب حربه الشرسة على المخدرات التي هدد بقتل المتاجرين بها حتى بعد ترك منصبه.

فساد عائلة ماركوس.. وفرصة إنقاذ سمعتها

أشارت التقديرات، التي نشرتها “واشنطن بوست”، إلى أن عائلة ماركوس متورطة في سرقة 10 مليارات دولار، خلال عقدين من الزمن في السلطة، لكن الرئيس الجديد استفاد من حملة إعلامية واسعة النطاق عبر وسائل التواصل الاجتماعي لحشد ناخبيه. وتهيمن الطبقية والمحسوبية على النظام السياسي الفلبيني.

ويرى الخبير الاقتصادي وعميد جامعة أتينيو دي مانيلا الفلبينية، رونالد ميندوزا، في تصريحات للصحيفة الأمريكية: “يوجد توازن شبه مباشر بين المعينين السياسيين والتكنوقراط في التشكيل الحكومي الجديد، وعائلة ماركوس يمكنها إسكات المعارضة من خلال الانخراط مباشرة في عمليات الإصلاح”. موضحًا “أنها فرصة ذهبية لمحاولة إحياء سمعة ماركوس”.

تحديات الاقتصاد الفلبيني

يتولى ماركوس الابن منصبه في وقت يتعافى فيه الاقتصاد الفلبيني من الوباء، والفلبين واحدة من أسرع الدول نموًّا في جنوب شرق آسيا. ورغم رفع العديد من قيود كوفيد19، فإن التضخم لا يزال يمثل تهديدًا، وأن ضعف البنية التحتية يمثل عقبة أمام النمو، وفقًا لتقرير “فرانس 24” في 30 يونيو 2022.

ونظرًا لأن ارتفاع الأسعار يضغط على الاقتصاد الذي دمره وباء كوفيد19، فقد جعل ماركوس جونيور معالجة التضخم وإحياء النمو وزيادة إنتاج الغذاء من أولوياته، لكنه قدم القليل من التفاصيل حول الكيفية التي ينوي بها تحقيق أهدافه، ولم يذكر سوى القليل حول خططه المستقبلية في الحكم، بعدما تجنب إجراء المقابلات الإعلامية.

التوازن في العلاقات الفلبينية مع الخارج

على عكس الرئيس السابق دوتيرتي، الذي ابتعد عن الولايات المتحدة الأمريكية باتجاه الشركة مع الصين، أشار ماركوس الابن إلى أنه سوف يواصل صنع علاقات أكثر توازنًا مع القوتين العظميين، لذلك سيتعين على الرئيس الجديد أن يوازن العلاقات بين الصين كحليف إقليمي قوي والولايات المتحدة كحليف دولي قوي.

وبحسب “فرانس 24″، قال ماركوس الشهر الماضي، إنه سوف يتبنى سياسة خارجية تحت شعار “أصدقاء مع الجميع”، لكنه أصر، في الوقت نفسه، على أنه سيلتزم سياسة الدفاع عن حقوق الفلبين في بحر الصين الجنوبي.

تطوير وتحديث الجيش الفلبيني

أشار موقع “ديفينس نيوز” المتخصص في الشؤون العسكرية إلى أن الفلبين تسعى إلى الحصول على 6 سفن حربية جديدة. وأفاد التقرير، المنشور في 30 يونيو 2022، أن شركة “هيونداي للصناعات الثقيلة” الكورية الجنوبية وقعت عقودًا مع وزارة الدفاع الفلبينية لبناء 6 سفن عسكرية لصالح الجيش الفلبيني، وبلغت قيمة الصفقة 573 مليون دولار”.

ووفقًا لـ”ديفينس نيوز” فإن كل سفينة من السفن الفلبينية الجديدة سيبلغ طولها 94.4م، وعرضها 14.3م، ومقدار إزاحتها للمياه سيعادل ألفين و400 طن، وستتمكن السفن من الحركة بسرعة 22 عقدة بحرية، وقطع مسافة 5 آلاف و500 ميل بحري في كل مهمة.

تسليح السفينة.. وتوقيع الصفقة

كل سفينة من السفن التي تعاقدت على شرائها دولة الفلبين، سوف تتسلح بمدافع من عيار 76 ملم، ورشاشات من عيار 30 ملم، بالإضافة إلى أنها ستجهز بزوارق سريعة ومنصات لحمل المروحيات المتعددة الأغراض ومنصات لإطلاق الدرونات.

وشهد مبنى وزارة الدفاع الفلبينية في العاصمة مانيلا، توقيع الصفقة العسكرية بحضور وزير الدفاع الفلبيني، ورئيس أركان جيش الفلبين، وعدد من الشخصيات العسكرية الفلبينية، وبموجب الاتفاق سوف يجري تسليم السفن البحرية الفلبينية بحلول عام 2028.

ربما يعجبك أيضا