بعد 15 عامًا من إلغائه.. التجنيد الإجباري يفرض مجددًا في لاتفيا

علاء بريك

بعد 15 عامًا على إلغائه، التجنيد الإجباري في طريقه للعودة في لاتفيا.


مع بداية الحرب الروسية ضد أوكرانيا، قالت وزارة خارجية لاتفيا، الدولة العضو في حلف الناتو والواقعة على الحدود الغربية لروسيا، “إن على البلاد الاستعداد لمخاطر أمنية محتملة”.

في إطار جهود الاستعداد، تريد السلطات اللاتفية اليوم وسط تزايد مخاوفها من حرب محتملة مع روسيا إعادة فرض التجنيد الإجباري على مواطنيها بعدما كانت قد ألغته في عام 2007، استجابةً للمستجدات الجديدة التي فرضتها الحرب الروسية الأوكرانية.

لاتفيا: مزيد من الاستعدادات

بعد 15 عامًا على إلغائه، تريد السلطات اللاتفية إعادة إقرار التجنيد الإجباري على مواطنيها ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و27 سنة، وبحسب تصريحات أوردها موقع بوليتيكو لوزير الدفاع اللاتفي، أرتيس بابرِكس، تأتي هذه الخطوة استجابةً للحرب الروسية، ومتوقع أن تمتد فترة التدريب العسكري للمجندين 11 شهرًا، بحسب الوزير.

من جهة ثانية، لا تشمل عملية التجنيد الإجباري النساء، لكن بإمكانهن طلب المشاركة طوعيًا، وسيكون أمام المجندين خيارات متعددة لقضاء مدة التدريب سواء في الخدمة في الجيش أو الوزارات، ومتوقع بحسب باربرِكس، أن يصوت البرلمان على القرار المقترح في الخريف ويبدأ تطبيقه في يناير أو فبراير من السنة القادمة.

الخوف من الحرب

تشعر لاتفيا، وعموم دول البلطيق، بالقلق من تطور الهجوم الروسي في أوكرانيا ليصل إليها، وما يزيد مخاوفها أنها ليست ملاصقة لدول أوروبا الغربية ويحيط بها من الشرق كل من روسيا وبيلاروسيا، ولم تنفع في تهدئة هذه المخاوف ما يشير إليه بعض المواقع المطلعة، مثل ريببلك ورلد، من أن القوات الروسية منهكة، ولا يمكنها مد هجومها إلى دول أخرى.

المصادر الاستخبارية، منها مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، ترى بأن روسيا لن تقف عند أوكرانيا بل ستمضي إلى دول الجوار أيضًا. تشدد رئيسة الوزراء الإستونية، كايا كلاس، على وجهة النظر هذه في مقابلتها مع صحيفة فايننشال تايمز الأمس، 7 يوليو 2022، وتضيف “لقد نشر بوتين قوات على الحدود مع النرويج وفنلندا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا، إنه لا يخشى الناتو”.

التدعيم العسكري

بحسب تقريرٍ نشره المركز الأوروبي، فإن السلطات الدنماركية أرسلت 800 جندي في مايو الماضي ضمن قوات الناتو إلى لاتفيا، وعلى صعيد التدريبات العسكرية، شاركت القوات اللاتفية في تدريبات “آيرون سبير 2021، وسَمَر شيلد 2022، وبالتوبس 22” إلى جانب عدد من دول الحلف، ورفعت إنفاقها العسكري إلى 2.5% من ناتجها المحلي.

وذكر وزير الخارجية في الحكومة الإستونية الحالية، إدجارس رينكيفتش، في مقابلة في يونيو الماضي مع شبكة “سي أن أن” الأمريكية، أن على الناتو إيصال رسالة واضحة للكرملين بأن “منطقة البلطيق تحت حماية الناتو، ولن يسمح بالتنازل عن شبر منها”، يذكر أن عدد أفراد القوات المسلحة في لاتفيا لا يتجاوز 7500 عسكري، وتنوي القرارات الجديدة رفعه إلى 25/ 30 ألفًا.

ربما يعجبك أيضا