مناورات «ريمباك 2022».. هل توجه رسالة إلى الصين؟

آية سيد
مناورات ريمباك

القوة القتالية التي تطورها الصين على مدار العقود الأخيرة التي تشمل القدرة على استعراض القوة خارج حدودها وشواطئها، مُقلقة للغاية بالنسبة للولايات المتحدة.. فبماذا ردت واشنطن؟


في 29 يونيو 2022، أطلقت البحرية الأمريكية مناورات حافة المحيط الهادئ، المعروفة بـ”ريمباك”، وهي أكبر تدريب بحري دولي في العالم.

وتعليقًا على المناورات، قال قائد أسطول المحيط الهادئ الأمريكي، الأدميرال صامويل بابارو، إن مناورات “ريمباك” 2022 لا تهدف إلى مواجهة الصين أو تهديدها، إنما تركز على المهارات والتكنولوجيات التي ستكون “الأكثر أهمية للصراع المحتمل في السنوات المقبلة”، بحسب تصريحات لموقع ” ديفينس نيوز“، في 11 يوليو 2022.

الهدف من مناورات ريمباك 2022

بحسب “ديفينس نيوز”، أعلنت الصين أنها تريد تسريع تحديث جيشها ليكتمل بحلول 2027. ورأى المسؤولون العسكريون الأمريكيون والتايوانيون أن هذا التحديث يمنح الصين القدرة على غزو تايوان.

وردًا على سؤال ما إذا كان تهديد تايوان 2027 شكّل التدريبات أو أي من مجموعات المشكلات التي تعالجها، قال الأدميرال بابارو إن “ريمباك” تهدف إلى تعزيز كفاءة الائتلاف الدولي في المجالات التي ستنطبق على سيناريو “تايوان 2027″، مثل العمليات البرمائية والضربات طويلة المدى.

وقال بابارو بعد مؤتمر صحفي لـ”ريمباك” في 9 يوليو: “نحن ندمج القدرات غير المأهولة مع قدرات الذخيرة الحية في تدريب الإغراق في أثناء ريمباك. ونعمل بطريقة أكثر توزيعًا وإحكامًا، بحيث لا يرتبط مطلقو النار بأجهزة الاستشعار والأسلحة التي تتلقى بيانات الاستشعار من مصادرة متعددة عبر أطياف متعددة، ما يؤدي إلى قوة أكثر توزيعًا وفتكًا، وقدرة على البقاء والتي يصعب استهدافها”.

العمليات البحرية الموزعة

لفت موقع “ديفينس نيوز” إلى أن البحرية وقوات المارينز الأمريكية تتحرك في نفس ذلك الاتجاه، وتستخدم قوات البحرية مفهوم “العمليات البحرية الموزعة” لتوجيه قدراتها. وفي الوقت نفسه، اتبعت قوات المارينز مجموعة من المفاهيم ذات الصلة، مثل عمليات القاعدة المتقدمة الاستكشافية التي تحدد كيف ستنتشر الوحدات الصغيرة في أنحاء المحيط الهادئ.

وفي هذا الشأن، قال بابارو إن الكثير من الحلفاء والشركاء في المحيط الهادئ ينجذبون إلى المفاهيم المتعلقة بقدرة الفتك الموزعة، ويرون نفس التغييرات في التكنولوجيا وفي التهديد. وقال: “أرى تقاربًا، بناءً على الطبيعة المتغيرة للحرب”، مضيفًا أن الحلفاء والشركاء يرون أن “الجغرافيا لم تعد ملاذًا، ويجب عليهم أن يكونوا أكثر ذكاءً في المناورة بطريقة تضع الأساطيل في وضع أكثر قدرة على الحركة والبقاء”.

رسالة ريمباك إلى الصين

ذكر موقع “ديفينس نيوز” أن عددًا من المنافذ الإعلامية الآسيوية سأل بابارو عن الرسالة التي توجهها مناورات “ريمباك” إلى الصين وكوريا الشمالية. وعن الصين تحديدًا، اعترف بابارو بأن “القوة القتالية التي تطورها الصين على مدار العقود الأخيرة التي تشمل القدرة على استعراض القوة خارج حدودها وشواطئها، مقلقة للغاية”.

وأضاف بابارو أن “مناورات ريمباك في حد ذاتها ليست موجهة ضد أي جهة فاعلة من الدول… لكنها تُظهر تضامن جميع المشاركين مع النظام الدولي القائم على القواعد ومبادئ السيادة، وحرية البحار، واتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، وتضامنهم ضد الأنشطة التوسعية”.

وأشار بابارو إلى أن “ريمباك” تواجه تهديدات صاعدة أخرى، مثل الكوارث الطبيعية التي أصبحت أكثر تواترًا وحدّة. وأخبر بابارو ديفينس نيوز، بأنه “سواء كان التهديد الذي تشكله الكوارث، أو الجهات الفاعلة من الدول، وسواء كانت عمليات برمائية أو ضربات دقيقة طويلة المدى، لا يتعلق الأمر بتركيز عملياتنا في منطقة واحدة أو مجموعة مهام واحدة”.

كيف ترى الصين المناورات؟

في مقال رأي نشره موقع “تشاينا ميليتري أون لاين“، وهو موقع ناطق بالإنجليزية تابع لصحيفة جيش التحرير الشعبي الصيني، رأى الكاتب جين ينان أن الأهمية السياسية لمناورات “ريمباك” تفوق أهميتها العسكرية بكثير. وقال الكاتب إن المناورات بدأت في السنوات الأخيرة في استهداف الصين، لافتًا إلى أن الولايات المتحدة حشدت كل حلفائها في منطقة آسيا والمحيط الهادئ للانضمام إلى المناورات.

وأشار الكاتب إلى التعديلات الكبرى التي جرت على الدول المشاركة في المناورات، فشهدت “ريمباك 2022” مشاركة الدول الأعضاء في تحالفات مثل الكواد، وأوكوس، إضافة إلى دول كثيرة في محيط بحر الصين الجنوبي، في محاولة من الولايات المتحدة لاستعراض العدد الهائل من الحلفاء في منطقة الهندوباسيفيك.

مناورات ريمباك 2022

تجري البحرية الأمريكية مناورات ريمباك كل عامين، بحسب موقع البحرية الأمريكية. وتقام نسخة هذا العام من 29 يونيو وتستمر حتى 4 أغسطس 2022. وتشارك 26 دولة في ريمباك، بـ38 سفينة سطح، و4 غواصات، و9 قوات برية وطنية، وأكثر من 30 منظومة غير مأهولة، إضافة إلى 170 طائرة وأكثر من 25 ألف فرد الذين يتدربون ويعملون حول جزر هاواي وجنوب كاليفورنيا.

وتتدرب قوات ريمباك على مجموعة واسعة من القدرات التي تستعرض المرونة الجوهرية للقوات البحرية، وتساعد في تعزيز منطقة الهندوباسيفيك الحرة والمفتوحة. ويشار إلى أنه جرى استبعاد الصين من مناورات ريمباك في 2018، بحسب ديفينس نيوز.

ربما يعجبك أيضا