قمة جدة للأمن والتنمية.. عهد جديد من الشراكة مع أمريكا

محمود طلعت
قمة جدة للأمن والتنمية

قمة جدة للأمن والتنمية دعت إلى تعزيز الحوار لمواجهة مختلف التحديات بالمنطقة بما يحقق الأمن والاستقرار  والتنمية للعالم أجمع.


استضافت المملكة العربية السعودية، قمة جدة للأمن والتنمية، بمشاركة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في إطار جولته الشرق أوسطية.

وقد بدأت جولة بايدن في الشرق الأوسط بإسرائيل والأراضي الفلسطينية، وكانت قمة جدة، التي عقدت، اليوم السبت 16 يوليو 2022، المحطة الأخيرة له، وجمعته مع قادة كل من دول مجلس التعاون الخليجي، ومصر والأردن والعراق، لبحث تعزيز التعاون، وقضايا المنطقة.

عهد جديد مع واشنطن.. وارتباط اقتصادي بالطاقة

ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، افتتح أعمال القمة بكلمة قال فيها: “نأمل أن تؤسس قمتنا لعهد جديد من التعاون المشترك لتعميق الشراكة الاستراتيجية بين دولنا والولايات المتحدة”. وأشار بن سلمان إلى أن التحديات الكبرى التي تعرض لها العالم مؤخرًا، والأوضاع الجيوسياسية، تستدعي مزيدًا من تضافر الجهود الدولية لتعافي الاقتصاد العالمي وتحقيق الأمن الغذائي والصحي.

وذكر ولي العهد السعودي أن نمو الاقتصاد العالمي يرتبط بجميع مصادر الطاقة المتوفرة في العالم، بما فيها الهيدروكربونية مع التحكم في انبعاثاتها من خلال التقنيات النظيفة. وقال إن بلاده تبنت نهجًا متوازنًا للوصول إلى الحياد الصفري لانبعاثات الكربون، مضيفًا: “المملكة أعلنت زيادة مستوى طاقتها الإنتاجية إلى 13 مليون برميل يوميًّا، وبعد ذلك لن يكون لدى السعودية أي قدرة إضافية لزيادة الإنتاج”.

إيران والشرعية الدولية.. وتعهد أمريكي بمكافحة الإرهاب

وجّه ولي العهد السعودي، دعوة إلى إيران للتعاون مع دول المنطقة والالتزام بمبادئ الشرعية الدولية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، مشيدًا بما شهدته القمة من حرص على مواصلة التقدم والتعاون، وتعزيز مسيرة العمل المشترك في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية في جميع المجالات.

وشدد بايدن، خلال كلمته بالقمة، على أن أمريكا سوف تواصل عملها في مكافحة الإرهاب، متابعًا: “نركز على إيجاد حلول كفيلة ببناء الثقة مع دول المنطقة وترسيخ شراكات جديدة”، منوهًا بوجود جهود لتقويض النظام العالمي، لافتًا، في الوقت ذاته، إلى أنشطة الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، والحرب الروسية الأوكرانية، فضلًا عن الأنشطة المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط.

ارتباط المصالح الأمريكية بنجاح الشرق الأوسط وحمايته

قال بايدن: “إدارتي ستعمل بما يلائم الوضع الحالي للشرق الأوسط، والمنطقة أصبحت أكثر توحدًا من ذي قبل، ووحدة مجلس التعاون الخليجي أكبر دليل على ذلك، والشرق الأوسط أصبح يمثل مساحة للانفتاح والفرص في العالم”، لافتًا إلى ارتباط مصالح أمريكا بنجاح منطقة الشرق الأوسط، وأن بلاده لن تترك فراغًا في الشرق الأوسط لتملأه روسيا أو الصين أو إيران.

وشدد بايدن على أن أمريكا لن تسمح للقوى الخارجية بفرض تهديدات على الملاحة والمضايق البحرية، بما في ذلك مضيق هرمز وباب المندب، وأن الولايات المتحدة الأمريكية “تعمل على حماية الممرات المائية الحيوية، وأنشأت قوة عمل بحرية مشتركة تستخدم سفنًا متطورة لتعزيز الأمن البحري.

تعزيز دور الدولة الوطنية

دعا الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، خلال كلمته بالقمة، إلى تعزيز دور الدولة الوطنية وتطوير قدراتها وتوفير مناخ الحرية، وتمكين المرأة في سبيل تلبية طموحات شعوب المنطقة، مطالبًا بتعزيز التعاون والتضامن الدوليين لرفع قدرات دول المنطقة في التصدي للأزمات العالمية، كقضايا نقص إمدادات الغذاء، والاضطرابات في أسواق الطاقة، والأمن المائي، وتغير المناخ.

وشدد العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، على ضرورة النظر في فرص التعاون، والسعي نحو التكامل الإقليمي في مجالات الأمن الغذائي والطاقة والنقل والمياه، وترجمة فرص التعاون إلى شراكات حقيقية، مردفًا: “لضمان نجاح الشراكات الإقليمية التي نسعى لها، يجب أن يشمل التعاون الاقتصادي أشقاءنا في السلطة الوطنية الفلسطينية”.

مقترح عراقي.. ودعوة بايدن لمحمد بن زايد

أوضح رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، في كلمته بالقمة، أن بلاده كان لها دور أساس في محاربة الإرهاب، وأن “الديمقراطية الناشئة في العراق تتقدم رغم المصاعب السياسية”، مشيرًا إلى أن العراق يشجع الحوار خدمةً لمصالح شعوب المنطقة، مقترحًا إنشاء بنك “الشرق الأوسط للتنمية والتعاون”.

وعلى هامش القمة، وجّه الرئيس الأمريكي، دعوة إلى رئيس دولة الإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لزيارة الولايات المتحدة، وفق وكالة أنباء الإمارات (وام). وذكرت الوكالة أن الشيخ محمد بن زايد بحث مع بايدن العلاقات الاستراتيجية وفرص تنمية التعاون وتطويره على مختلف المستويات، بما يحقق مصالحهما المتبادلة وتطلعاتهما نحو المستقبل.

ربما يعجبك أيضا