بعد موافقة برلمانية على تدريب الطيارين الأوكرانيين.. هل تصل الـ«إف-16» إلى أوكرانيا؟

علاء بريك

مشروع قانون لتدريب الطيارين الأوكرانيين على طائرات أمريكية، هل يحقق حلم أوكرانيا بامتلاك الإف-16؟


وافق مجلس النواب في الولايات المتحدة الأمريكية، على مقترح قانون لتدريب الطيارين الأوكرانيين على المعدات الجوية الأمريكية.

وقال النائب الجمهوري، آدم كينزينجر، صاحب المقترح، إن الموافقة خطوة مهمة نحو إقرار القانون، وقد علق بعض الخبراء “أوكرانيا باتت اليوم أقرب إلى امتلاك طائرات متطورة”. وسيعزز البرنامج التدريبي قدرات الجيش الأوكراني لضمان الاستقرار والأمن  على المدى الطويل.

مشروع قانون

تقدم يمشروع القانون كل من النائب الجمهوري، آدم كينزينجر، والنائبة الديمقراطية، كريسي هولاهان، بقصد تدريب الطيارين الأوكرانيين على قيادة طائرات أمريكية من طراز إف-15 وطراز إف-16 وبعض المعدات الجوية الأخرى في الوقت الذي تواصل فيه الإدارة الأمريكية النظر في قرار إرسال هذا النوع من الأسلحة والمعدات إلى أوكرانيا، بحسب الموقع الرسمي للنائب كينزينجر.

وُلِدَ المشروع الحالي من الحاجة إلى تدريب الجيش الأوكراني وجعله على دراية بالمعدات العسكرية الأمريكية، حال واصلت روسيا حملتها العسكرية ضد سيادة أوكرانيا، وبصرف النظر عما إذا كانت أمريكا أو أحد حلفائها سيزود الجيش الأوكراني بهذه المعدات، فسوف يعزز البرنامج التدريبي قدرات الجيش الأوكراني لضمان حالة الاستقرار والأمن على المدى الطويل، بحسب بيان النائبين.

السيطرة على السماء

على الرغم من الفارق في حجم الترسانة العسكرية لكل من أوكرانيا وروسيا والتدريب العسكري في كل منهما، فقد أظهر الطرفان ميزات فنية متقاربة في القتال الجوي، ما يجعل السيطرة الجوية الكاملة على السماء أمرًا بعيد المنال عن الطرفين، وفضلًا عن تقارب الفنيات الجوية فقد كانت أساليب القتال لديهما قديمة، ومعيبة، في الوقت نفسه، بحسب تقرير سابق لصحيفة الإيكونوميست.

ويشير النائبان إلى أهمية إرساء تفوق قتالي جوي، بناءً على خبرتيهما السابقة في العمل في القوات الجوية الأمريكية، وبالنظر إلى أن التقارير الإخبارية نجدها تشير إلى عدم تفوق أي من طرفي الحرب الروسية الأوكرانية في ميدان المعركة الجوية حتى الآن، ويمكن لأمريكا مساعدة أوكرانيا لتحقيق التفوق الجوي، ما سوف يمنح القوات الأوكرانية ميزة حاسمة في الحرب.

من مهام انتحارية إلى تحرير الأراضي

وصف طيار أوكراني، في مقابلة مع مجلة “آير فورس“، الأربعاء الماضي 13 يوليو 2022، القتال الجوي للطيارين الأوكرانيين ضد الطيارين الروس بأنه “مهمة انتحارية”، لأن طائرات سلاح الجو الأوكراني، بحسب زعمه، تفتقر إلى القدرات المتطورة لكونها طائرات قديمة بالنظر إلى طائرات سلاح الجو الروسي التي تتمتع بقدرات أعلى، وبوسعها إطلاق الصواريخ من مسافة 100 كيلو متر.

ومن جهة ثانية، قال المتحدث باسم سلاح الجو الأوكراني، الكولونيل يوري إجنات، إن بلاده تحتاج إلى هذه الطائرات، لا لتشن هجمات، بل لتحرر المناطق الأوكرانية المحتلة من روسيا، وأضاف أن تزويد أوكرانيا بهذه الطائرات سيجعلها تدمر الدفاعات الروسية التي تستهدف الأراضي الأوكرانية، وهذا أمر يدركه الروس جيدًا، حسب تصريحه لمجلة “آير فورس”.

مآل مجهول إلى الآن

بصدد ما يثيره مشروع القانون من قلق في بعض الأوساط، علقت النائبة، هولاهان، لمجلة “آير فورس” قائلةً: “أتفهم هذا القلق، لكنني أعتقد أننا بحاجة إلى الاستجابة لطلب الإدارة الأوكرانية، فإذا أرادت هذا الأمر علينا الاستعداد لتقديمه”. ومن جهتها لم تفصح الإدارة الأمريكية عن تأييد صريح لهذا المطلب، ولا يزال أمام المشروع رحلة في أروقة السلطة التشريعية الأمريكية لإقراره رسميًّا.

ورفضت واشنطن في مارس الماضي، اتفاقًا ثلاثي الأطراف، بينها وبين بولندا أوكرانيا، هَدَفَ إلى تزويد بولندا بطائرات أمريكية مقابل إرسال سلاح الجو البولندي طائرات سوفيتية إلى سلاح الجو الأوكراني، وعلقت وزارة الدفاع الأمريكية بأن تلك الطائرات لن تحسن جوهريًّا من فرص أوكرانيا في الحرب، بل سوف تصعدها إلى حد الصدام المباشر بين روسيا والناتو، حسب ما نقل موقع “بوليتيكو“.

ربما يعجبك أيضا