بعد تأجيلها لأشهر.. محادثات تجارية مرتقبة بين الاتحاد الأوروبي والصين

آية سيد
محادثات تجارية

وصف الممثل الأعلى للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، المحادثات في وقت سابق بأنها "حوار الصم".. فهل يتغير الوضع في الجولة الجديدة؟


من المقرر أن يعقد الاتحاد الأوروبي حوارًا تجاريًّا رفيع المستوى مع الصين، يوم الثلاثاء المقبل، بعد مرور أكثر من 3 أشهر على المحادثات التجارية الأخيرة.

وبحسب ما أوردت صحيفة “ساوث تشاينا مورنينج بوست“، أمس الأحد 17 يوليو 2022، يرأس المفوض الأوروبي للتجارة، فالديس دومبروفسكيس، ونائب رئيس الوزراء الصيني، ليو هي، الاجتماع الافتراضي الذي يضم أيضًا ممثلين من وزارات التجارة والاقتصاد لكلا الجانبين.

بحث التحديات الاقتصادية

بحسب ممثل للمفوضية الأوروبية، يبحث الاجتماع عددًا من التحديات الاقتصادية العالمية، مثل أمن الغذاء وأسعار الطاقة، وسلاسل الإمداد، والخدمات المالية، والتجارة الثنائية والمخاوف المتعلقة بالاستثمار. وقال الممثل إن الحوار ينعقد على خلفية الحرب في أوروبا، وعدم اليقين المتزايد في النظرة المستقبلية للاقتصاد العالمي.

وذكرت الصحيفة أن آخر اجتماع رفيع المستوى بين الاتحاد الأوروبي والصين كان قمة افتراضية في إبريل الماضي لم تثمر عن نجاح بعد فشل الاتحاد الأوروبي في الحصول على أي ضمانات من الصين بأنها لن تدعم حرب روسيا ضد أوكرانيا ماليًّا أو عسكريًّا.

ما سبب تأخر المحادثات التجارية؟

بعد فشل القمة الافتراضية الماضية، اتفق الجانبان على عقد محادثات أخرى “لإيجاد طرق ملموسة لتحقيق تقدم في هذه القضايا قبل الصيف”. وبينما استمرت بروكسل في الضغط على بكين لتحديد تاريخ للمحادثات، تأخرت الصين في الرد.

وعن سبب تأخر الصين في الرد، رأى المحلل المعني بالعلاقات الأوروبية الصينية في صندوق مارشال الألماني للولايات المتحدة، نواه باركين، أنه يتعلق بمحاولة بكين التكيّف مع علاقتها الجديدة بأوروبا. وقال: “تتكيف الصين مع الواقع الجديد، فالاتحاد الأوروبي يثير كل القضايا الخلافية في علاقتهما في كل مرة يجتمعان. وتفضّل الصين تجنب هذا”.

محاولات إحياء الاقتصاد

وفق المكتب الوطني الصيني للإحصاء، نما اقتصاد الصين 0.4% خلال الربع الثاني من العام الحالي مقارنة بـ2021، منخفضًا عن معدل النمو الذي شهدته الـ3 أشهر الأولى من العام الذي بلغ 4.8%. وفي هذا السياق، رأت المحللة بمعهد “ميركاتور” للدراسات الصينية في برلين، فرانشيسكا جيريتي، أن بكين حريصة على إحياء اقتصادها، وتعزيز علاقاتها التجارية العالمية.

وقالت: “في حين أن العلاقات الدبلوماسية بين الاتحاد الأوروبي والصين لم تكن وردية خلال العامين الأخيرين، فإن التأثير الاقتصادي للجائحة، خصوصًا سياسة “صفر كوفيد” مصحوبة بالوضع الراهن للاقتصاد العالمي، جعل الصين تحرص على استئناف العلاقات التجارية الطبيعية مع أوروبا”.

وأضافت جيريتي أن الصين تسرّع جهودها لتنويع علاقتها مع الاقتصادات النامية الأخرى، لافتة إلى أن العقوبات المتعلقة بالحرب الروسية الأوكرانية كان لها تأثير في تسريع هذه العملية.

تفاؤل صيني بشأن المحادثات التجارية

أعربت غرفة التجارة الصينية لدى الاتحاد الأوروبي عن تفاؤلها بشأن المحادثات التجارية المرتقبة، وفق الصحيفة. وقالت: “يرحب مجتمع الأعمال الصيني بالحوار، لأنه يمكن الجانبين من تحديد مجالات التعاون، وإدارة الخلافات أو النزاعات التي قد تقوّض الثقة”.

وفي حين أن غرفة التجارة الصينية لدى الاتحاد الأوروبي مقتنعة بأن الحفاظ على روابط اقتصادية صينية أوروبية راسخة ومستمرة يعزز استقرار التجارة العالمية ونموها، تأمل الغرفة في أن المحادثات ستعالج “المخاوف المتعلقة ببيئة الاستثمار والتجارة التقييدية للاتحاد الأوروبي”.

الاتفاقية الشاملة للاستثمار

ذكرت الصحيفة أن الاتحاد الأوروبي لم يصادق على الاتفاقية الشاملة للاستثمار مع الصين التي تعتبرها بكين “مهمة دبلوماسيًّا”. وفي هذا الشأن، قالت جيريتي إنها لا تتوقع أن تثمر المحادثات عن أي اتفاقات، مضيفة أن الصين “تستخدم استراتيجياتها القديمة، ولم تقترح أي شيء جديد”.

وأضافت أنه “بما أن بكين مدركة لحقيقة أن الشركات الأوروبية تريد الاستثمار في الصين، ستظل تضغط من أجل الاتفاقية الشاملة للاستثمار، برغم علمها أن فرص نجاحها ضئيلة،” مستبعدةً أن يصادق الاتحاد الأوروبي على الاتفاقية لأنه يحتاج للمصادقة على إطارها القانوني أولًا.

حوار الصم

في ديسمبر 2020، توصل الاتحاد الأوروبي والصين إلى اتفاق مبدئي بشأن الاستثمار،  ولكن العلاقات تدهورت سريعًا بعد فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على مسؤولين صينيين بسبب اتهامات بانتهاك حقوق الإنسان في إقليم شينجيانج، وفق تقرير لصحيفة “بلومبرج“.

وردًا على هذا، فرضت الصين عقوبات على مشرعين وأكاديميين أوروبيين، ما دفع الاتحاد إلى تجميد الاتفاق، ثم فرضت الصين عقوبات على التجارة مع ليتوانيا بسبب خلاف بشأن تايوان، ورفضت إدانة الحرب الروسية الأوكرانية.

وعقب قمة إبريل الماضي، وصف الممثل الأعلى للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، المحادثات بأنها “حوار الصم”، بعد رفض بكين مناقشة الحرب في أوكرانيا، أو حقوق الإنسان أو غيرها من القضايا. وقال إنه “لا توجد آفاق للمصادقة على الاتفاقية الشاملة للاستثمار طالما الإجراءات المضادة الصينية قائمة”.

ربما يعجبك أيضا