الرئيس الإماراتي في فرنسا.. علاقات راسخة وشراكة استراتيجية شاملة

محمود طلعت

زيارة رئيس الإمارات إلى فرنسا وصفها الرئيس ماكرون بـ"التاريخية" لكونها أول زيارة دولة له بعد انتخابه رئيسًا لدولة الإمارات


بدأ رئيس دولة الإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، اليوم الاثنين 18 يوليو 2022، زيارة دولة إلى الجمهورية الفرنسية تستغرق يومين.

وقد أُعدَّت للشيخ محمد بن زايد مراسم استقبال رسمية، لدى وصول موكبه إلى ساحة متحف الجيش الفرنسي الوطني في “قصر ليزانفاليد” بالعاصمة باريس. وتعكس بيانات التجارة الخارجية غير النفطية بين الدولتين متانة العلاقات الاقتصادية الممتدة بينهما منذ عقود.

لقاء ماكرون ومحمد بن زايد بقصر الإليزيه

استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في قصر الإليزيه، رئيس دولة الإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وبحث معه علاقات الصداقة التاريخية، والفرص الواعدة لتطوير التعاون بمختلف الجوانب السياسية والاقتصادية وغيرهما، إضافة إلى مجمل القضايا الإقليمية والدولية.

وقد استعرض الجانبان مسارات التعاون الثنائي في إطار الشراكة الاستراتيجية بين الإمارات العربية المتحدة وفرنسا، خاصة في المجالات الاستثمارية والاقتصادية والثقافية والعلمية والتكنولوجية والطاقة المتجددة والأمن الغذائي والبيئة والتغير المناخي، وغيرها من المجالات الحيوية.

الإمارات وفرنسا.. علاقات راسخة وقضايا مشتركة

الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، قال إن علاقات الصداقة بين الإمارات وفرنسا قوية وراسخة منذ عهد المؤسس، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، وشدد على أن بلاده حريصة على دعم أمن الطاقة في العالم عامة، وفرنسا الصديقة خاصة، منوها بتوفر العديد من إمكانات الشراكة ومقوماتها بين البلدين في هذا المجال، وفقًا لوكالة أنباء الإمارات (وام).

وأوضح الشيخ محمد بن زايد أن الإمارات وفرنسا لديهما اهتمام كبير بقضايا البيئة ومواجهة التغير المناخي في إطار “اتفاق باريس بشأن المناخ”، ولفت إلى استضافة بلاده مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ “كوب 28” خلال عام 2023، وتطلعها إلى التنسيق والتعاون مع فرنسا لتعزيز الاستجابة الدولية للخطر الذي يهدد الكوكب، والمتمثل في التغير المناخي.

مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.. والشراكة الاقتصادية

تستمد العلاقات الإماراتية الفرنسية قوتها من دعم ومتابعة وتوجيهات قيادة البلدين، والتي مثلت، خلال السنوات الماضية، دعامة أساسية لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية، ولعبت دورًا بارزًا في التصدي للتطرف والتعصب والإرهاب. وترتبط الدولتان بعلاقات وثيقة على مختلف الأصعدة، يجسدها حوار الجانبين دائمًا، واللقاءات على أعلى المستويات بينهما.

 

وأنشأ البلدان لجنة الحوار الاستراتيجي “الإماراتي – الفرنسي”، بدأت أعمالها 2008، لتحديد الفرص المستقبلية واستمرارية التعاون في مشاريع ومبادرات قائمة مثل الاقتصاد والتجارة والاستثمار والثقافة وغيرها. وانتظمت منذ ذلك الوقت اجتماعات لجنة الحوار، وفي إطارها اعتمد الطرفان، 3 يونيو 2020، خارطة طريق جديدة لشراكتهما الاستراتيجية في السنوات العشر المقبلة، 2020 – 2030.

عشرات الاتفاقيات ومذكرات التفاهم

شهدت السنوات الماضية التوقيع على عشرات الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين، بمختلف المجالات الاقتصادية والثقافية والعسكرية والبيئية، وكان آخرها 13 اتفاقية جرى توقيعها خلال الزيارة التي أجراها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إلى الإمارات في ديسمبر الماضي.

وتعكس بيانات التجارة الخارجية غير النفطية بين الإمارات وفرنسا متانة العلاقات الاقتصادية بين البلدين الممتدة منذ عقود، ووصل إجمالي حجم التجارة الخارجية غير النفطية بين البلدين إلى ما يزيد على 25.2 مليار درهم بنهاية عام 2021، وذلك حسب بيانات “المركز الاتحادي” للتنافسية والإحصاء.

الاستثمارات الفرنسية في الإمارات

تعد دولة فرنسا أحد المستثمرين الأجانب المهمين والرئيسين في الإمارات، وبلغت الاستثمارات الفرنسية المباشرة في أبوظبي 2.5 مليار يورو في نهاية عام 2020، في حين تحتل الإمارات العربية المتحدة المركز 35 في قائمة المستثمرين الأجانب في فرنسا.

ويولي البلدان عناية خاصة للشراكة الثقافية بينهما، إيمانًا منهما بأهميتها في مد جسور التواصل بين شعبي البلدين، وخلال السنوات الماضية شهدت هذه الشراكة إنجازات كثيرة تمثلت في افتتاح متحف اللوفر بأبوظبي، وكذلك جامعة باريس – السوربون أبوظبي، التي تأسست عام 2006، وفقًا لـ”وام”.

ربما يعجبك أيضا