الحبوب الأوكرانية تعود إلى السوق العالمية.. هل من عقبات؟

علاء بريك
قمح أوكرانيا

اتفاقية روسية أوكرانية تخفف من الأزمة الغذائية العالمية والسوق ينتظر 20 مليون طن من الحبوب الأوكرانية.


عادت أسعار القمح إلى مستويات ما قبل الحرب الروسية الأوكرانية بعد توصل روسيا وأوكرانيا إلى اتفاقية تسمح للأخيرة بتصدير حبوبها عبر البحر.

الاتفاقية التي دار الحديث عنها منذ يونيو الماضي، وقعتها اليوم الجمعة 22 يوليو 2022، روسيا وأوكرانيا مع تركيا والأمم المتحدة في أسطنبول، ما يمثل انفراجة هامة لأزمة الغذاء العالمية، لكن لا يزال أمام تنفيذها بعض العقبات اللوجستية والعملية.

خطوة أولى لتخفيف أزمة الغذاء

قال مسؤولان بارزان بالأمم المتحدة اليوم الجمعة، 22 يوليو 2022، إن المنظمة تتوقع بدء تنفيذ الاتفاق لاستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود في غضون أسابيع قليلة وإعادة الشحنات إلى مستويات ما قبل الحرب التي تبلغ 5 ملايين طن شهريًا.

من جهتها، علقت تركيا راعية الاتفاق على لسان المتحدث باسم الرئيس التركي، إبراهيم كلن، قائلةً: “يمثل الاتفاق استئناف تصدير الحبوب الأوكرانية خطوة أولى تجاه تخفيف أزمة الغذاء العالمية”.

إلى السوق العالمية

بحسب موقع “بزنس إنسايدر“، انخفضت العقود الآجلة للقمح الأمريكي 3٪ تقريبًا لتصل إلى أدنى مستوى لها في 5 أشهر عند 786 دولارًا للبوشل، نحو 27 كيلو جرام، ما يعني أن السعر عاد إلى مستوى ما قبل الحرب، بعدما ارتفعت أسعار القمح 70٪ إلى مستوى قياسي بلغ أكثر من ألف و300 دولار.

ويضيف موقع “بزنس إنسايدر”، متوقع أن الاتفاق سيدفع إلى السوق العالمية 20 مليون طن من الحبوب الأوكرانية عبر ميناء أوديسا على البحر الأسود، ويعد هذا بتخفيف الضغوط التضخمية لأسعار الغذاء ما قد يخفف الأزمة المعيشية في بعض البلدان النامية.

اتفاق غير مباشر

بحسب شبكة “بلومبرج” في تقريرها، اليوم الجمعة، 22 يوليو 2022، كانت التوترات واضحة بين مسؤولي روسيا وأوكرانيا، فغاب الطرفان عن طاولة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، والأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، أثناء الإعلان عن الاتفاق، ووقع كل منهما الاتفاقية منفصلًا مع تركيا والأمم المتحدة.

في السياق ذاته، صرح مستشار الرئيس الأوكراني، ميخائيلو بودولياك، بأن بلاده لم توقع أي اتفاقية مع روسيا، إنما التوقيع كان مع تركيا والأمم المتحدة وضمنتا التعهدات الواردة في الاتفاقية، وفيما يتصل بتفتيش الشحنات فستنفذه مجموعة مشتركة في المياه التركية عند الحاجة.

الطريق إلى البحر

لا يزال أمام تنفيذ الاتفاقية بعض العقبات، فبحسب “بلومبرج”، تتمثل العقبة الأولى بالتزام روسيا خصوصًا في ظل تصعيد موسكو حملتها العسكرية بعد تطوير أهداف المرحلة الثالثة، بالإضافة إلى أمن مياه البحر الأسود، في ظل نشر بعض الألغام التي تهدد حركة الملاحة الآمنة لسفن الشحن، فإزالة الألغام يحتاج إلى أشهر، بحسب منظمة البحار الدولية، ما قد يعرقل إنجاز عمليات التصدير بسرعة كبيرة.

أخيرًا، تحتاج أي عملية شحن إلى التأمين على الشحنات وطاقم العمل والسفينة، وهذه المسألة تتعلق بالعقبة الأخيرة، فتكاليف التأمين سترتفع مع إبحار السفن في هذه البيئة الخطيرة، وتتعلق بالتزام روسيا بعدم استهداف هذه السفن أو إلحاق الضرر بها، ما يعتقد بعض المراقبين أنه قد يكون أداة مساومة روسية للحصول على مكاسب تفاوضية.

ربما يعجبك أيضا