خلية شتوتجارت.. كيف تصل المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا؟

علاء بريك

من مدينة شتوتجارت الألمانية، تعمل خلية ليل نهار لإيصال الأسلحة من مختلف دول العالم إلى أوكرانيا، لمساعدتها في التصدي للقوات الروسية ومنع تقدمها.


منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية، في 24 فبراير 2022، تتدفق شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا قادمة من مختلف دول العالم، لمساعدتها في مواجهة القوات الروسية.

فالاتحاد الأوروبي، بحسب “رويترز”، دعم للقوات الأوكرانية بـ2.5 مليار دولار تمثل قيمة مساعداته العسكرية، فضلًا عن مليارات أخرى رصدتها واشنطن للغاية نفسها، لكن السؤال كيف تتدفق هذه الأسلحة؟ ومن المسؤول عن تنظيمها وإيصالها وتدريب القوات الأوكرانية عليها؟

خلية شتوتجارت

في قاعدة رامستين الجوية الأمريكية جنوب غرب ألمانيا، اجتمع أواخر إبريل الماضي 29 وزير دفاع و21 رئيس أركان لبحث الاحتياجات العسكرية الأوكرانية وتنسيق الجهود ومواكبتها مع إيقاع التطورات، بحسب مجلة “آير فورس“، وفي هذا الاجتماع ذكرت للمرة الأولى آلية عمل مركز التحكم الأوكراني التابع لقيادة الجيش الأمريكي في أوروبا.

قبل الاجتماع، كانت قيادة الجيش الأمريكي في أوروبا نسقت جهودها مع المركز الدولي لتنسيق مساعدات المانحين التابع للجيش البريطاني منذ أوائل شهر مارس، بحسب المجلة، وتطورت هذه الخلية المشتركة مع تطور الحرب وضمت مساهمين جدد إليها من جيوش أخرى بخلاف الولايات المتحدة وبريطانيا، لتتابع إشرافها على كل ما يتعلق بلوجستيات الأسلحة الأوكرانية.

ما آلية عملها؟

بحسب موقع “ديفنس نيوز“، وصف المسؤولون عملية تأمين الأسلحة لأوكرانيا وإيصالها إليها بأنها مشابهة لعمل إدارة السجلات، فأوكرانيا تقدم طلبًا للحصول على معدات معينة وتنتظر استجابة الدول المشاركة في الخلية، وترد الدول المشاركة بتحديد ما يمكنها تلبيته من الطلبات ومقدار ما يمكنها تأمينه ولأي مدى.

فمثلًا بمجرد تحديد الجهة المانحة للأسلحة التي تحتاجها أوكرانيا، تبحث القوات الموجودة داخل الخلية عن أفضل كيفية لإيصالها إلى البلاد، بحسب تقرير “لفورن بوليسي“، وقال مسؤول عسكري بريطاني، إن الأسلحة يمكن أن يجرى تسليمها بواسطة وسطاء أو أن تتولى القوات المسلحة الأوكرانية مهمة استلامها وإدخالها إلى البلاد بمعرفتها.

تطور مهامها

منذ اندماج المركزين الأمريكي والبريطاني في مارس الماضي، تطورت وظائف الخلية، ففي بداية الحرب، دعمت الخلية إلى حد كبير تسليم الذخائر التقليدية البسيطة والأسلحة المضادة للدبابات، وقال رئيس الخلية المشتركة والعميد بالجيش البريطاني، كريس كينج: “وقتها كان عمل الخلية سهلًا إلى حد ما قبل أن تتطور الحرب وتتطور معها استجابة الدول الغربية”.

بعد التطور النوعي في المساعدات المرسلة، لا سيما ما قدمه الناتو وحلفائه، لم تعد مهام الخلية تقتصر على التنسيق وتتبع عمليات التسليم، بل شملت تنظيم تدريبات قوات أوكرانيا على تشغيل وصيانة المعدات، وبين مدير اللوجستيات في القيادة الأمريكية في أوروبا، الأدميرال دوك هاينز، أن التحدي يكمن في موافقة جدول التدريب مع جدول تسليم المعدات.

ما حققته إلى الآن

وفقًا لقيادة الاتحاد الأوروبي، دربت الولايات المتحدة نحو 1500 من القوات المسلحة الأوكرانية حتى الآن، وفق موقع ديفنس نيوز، وقال متحدث باسم المملكة المتحدة، إن بريطانيا التزمت بتوفير عملية تدريب كبيرة للقوات الأوكرانية، مع إمكانية تدريب نحو 10 آلاف جندي كل 120 يومًا.

ولم تتعرض الخلية بعد لأي هجوم سيبراني أو غيره من جانب روسيا، رغم تهديدات الأخيرة بعرقلة جهود التسليح الغربي، وقال هاينز لموقع “ديفنس نيوز”، إن الخلية لم تواجه عقبات في نقل الأسلحة إلى الحدود الأوكرانية، ومن إنجازاتها أن أطول مدة لبقاء الشحنة في ميناء الوصول لا تتجاوز 24 ساعة، ما يشير إلى دقة عمل الخلية وحفاظها على انتظام عملية التدفق.

ربما يعجبك أيضا