لماذا تستأنف كوريا الجنوبية تدريباتها العسكرية مع الولايات المتحدة؟

أحمد ليثي

أجرت كوريا الشمالية تجارب صاروخية بوتيرة غير مسبوقة هذا العام ويعتقد أنها تستعد لتجربتها النووية السابعة


قالت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية، إن كوريا الجنوبية والولايات المتحدة ستستأنفان التدريبات الميدانية الحية التي توقفت منذ فترة طويلة.

وحسب تقرير نشرته وكالة “رويترز” أمس الأول الجمعة 22 يوليو 2022، من المقرر أن يبدأ الحلفاء تدريباتهم الصيفية السنوية الشهر المقبل، بعد أن تعهد رئيس كوريا الجنوبية، يون سوك يول، الذي تولى منصبه في مايو الماضي، بتعزيز التدريبات المشتركة لردع كوريا الشمالية.

11 مناورة ميدانية مشتركة

حسب تقرير رويترز، قالت وزارة الدفاع الكورية، إن كوريا الجنوبية والولايات المتحدة تعتزمان إجراء 11 مناورة ميدانية مشتركة بما في ذلك تدريبات على مستوى الألوية هذا الصيف، وأوضحت أنهم يهدفون إلى إجراء مزيد من التدريبات الميدانية المشتركة على مستوى الأفواج أو المستويات الأعلى.

وقال وزير الدفاع الكوري الجنوبي، لي جونج سوب، للصحفيين: “نخطط لتنظيم تدريبات مشتركة لمجموعة حاملات الطائرات الهجومية وتدريبات على العمليات البرمائية في وقت مبكر من بين أمور أخرى”، وذلك بعد أن قلص الجانبان تدريباتهما العسكرية المشتركة في السنوات الأخيرة بسبب فيروس كورونا.

مواجهة كوريا الشمالية

قالت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية، إنها ستحسن قدرات الكشف عن الصواريخ، وستدفع إلى نشر مبكر لنظام اعتراض جديد، لمواجهة التهديدات الصاروخية المتزايدة لكوريا الشمالية التي تستهدف منطقة العاصمة الجنوبية. وقال المتحدث باسم الرئاسة، كانج إن سون، إن الرئيس أمر وزارة الدفاع ببذل أقصى الجهود لتعزيز نظام الدفاع الصاروخي في البلاد ضد تهديدات كوريا الشمالية.

من جهتها، أجرت كوريا الشمالية تجارب صاروخية بوتيرة غير مسبوقة هذا العام، ويعتقد أنها تستعد لتجربتها النووية السابعة، وقال رئيس كوريا الجنوبية إن الجارة الشمالية يمكن أن تمضي قدمًا في الاختبار، الذي من المحتمل أن يكون الأول منذ عام 2017. وقال المتحدث باسم الرئاسة إن يون أمر وزارة الدفاع ببذل أقصى الجهود لتعزيز نظام الدفاع الصاروخي في البلاد، ضد تهديدات كوريا الشمالية.

الأمريكيون يحذرون

وفقًا لمقال للكاتبة جيسيكا لي، نشره موقع ريزونابل ستير فاكت التابع لمعهد كوينسي، اليوم الأحد، تزايدت تحذيرات كبار المسؤولين الأمريكيين بشأن تجربة نووية محتملة في الأسابيع الأخيرة، بعد عديد من تجارب الأقمار الصناعية والصواريخ الباليستية العابرة للقارات التي أجريت في وقت سابق من هذا العام.

وبعد يومين من إطلاق كوريا الشمالية 8 صواريخ باليستية في يونيو الماضي، أشار الممثل الخاص للولايات المتحدة في جمهورية كوريا الجنوبية، إلى أنه بالإضافة إلى إطلاق عدد غير مسبوق من الصواريخ الباليستية في عام 2022، ألمح المسؤولون الكوريون الشماليون إلى اختبار الأسلحة النووية التكتيكية، التي يصعب اكتشافها بسبب صغر حجمها.

كوريا الشمالية تجري تجارب نووية جديدة

حسب مقال لي، عقد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، مؤتمرًا صحفيًّا مشتركًا مع نظيره في جمهورية كوريا الجنوبية بارك جين، في 13 يونيو، وصرح الوزير بلينكين بأن الولايات المتحدة تعلم أن الكوريين الشماليين استعدوا من أجل إجراء تجربة نووية، وأن الحكومة الأمريكية يقظة للغاية بشأن هذا الاحتمال.

من جهته، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، إن واشنطن نقلت مخاوفها إلى بكين، لكن لم يذكر سوليفان كيف رد الجانب الصيني، ولم يقدم رؤى جديدة نتجت عن تلك المحادثة حول كيفية التعامل مع التهديد الذي تمثله كوريا الشمالية في آسيا.

علاقة تعاونية بين واشنطن وكوريا الشمالية

قالت لي في مقالها، إن واشنطن يجب أن تكون منفتحة على إمكانية تطبيع العلاقات مع كوريا الشمالية وإبداء علاقة تعاونية معها كجزء من إغلاق فصل الحرب الكورية ووقف سباق التسلح المتزايد بين الكوريتين، لكن على كوريا الشمالية أن تتخذ خطوات ملموسة للإعلان عن المنشآت التي تصنع وتسلم الأسلحة النووية، وكذلك للتحرك نحو تفكيك المنشآت النووية.

وبدلًا من محاولة إنهاء النزاع بين الكوريتين بانسحاب أحادي الجانب لجميع القوات الأمريكية من كوريا الجنوبية، ترى لي أن واشنطن عليها التفكير في عملية السلام ونزع السلاح النووي على مراحل، بناءً على التعاون المتبادل في الحد من التوتر ونزع السلاح النووي، بحيث تقوم استراتيجية الولايات المتحدة بشأن آسيا على أساس التوقعات والاجتهاد في المساءلة من جميع الأطراف.

ربما يعجبك أيضا