لمنافسة الصين.. «الشيوخ الأمريكي» يمرر قانونًا لدعم إنتاج أشباه الموصلات

آية سيد
أشباه الموصلات

يهدف التشريع إلى دعم الشركات الأمريكية في منافستها مع الصين وتخفيف النقص المستمر في أشباه الموصلات.


مرر مجلس الشيوخ الأمريكي، أمس الأربعاء 27 يوليو 2022، تشريعًا جديدًا لدعم صناعة أشباه الموصلات المحلية، بـ64 صوتًا مقابل 33.

ويهدف التشريع إلى دعم الشركات الأمريكية في منافستها مع الصين وتخفيف النقص المستمر الذي أثر في كل شيء، من السيارات والأسلحة والأجهزة المنزلية، ومقرر أن يصوت مجلس النواب على مشروع القانون اليوم الخميس 28 يوليو، بحسب وكالة رويترز.

تفاصيل القانون

أفادت رويترز، بأن القانون الذي يحمل اسم “خلق حوافز مفيدة لإنتاج أشباه الموصلات”، ويطلق عليه قانون “الرقائق والعلوم”، يخصص دعمًا حكوميًا يساوي نحو 52 مليار دولار لإنتاج أشباه الموصلات وائتمانًا ضريبيًا على الاستثمار في مصانع الرقائق بقيمة 24 مليار دولار.

وسيخصص التشريع أكثر من 170 مليار دولار على مدار 5 سنوات لتعزيز البحث العلمي الأمريكي من أجل تحسين المنافسة مع الصين. لكن الكونجرس سيحتاج إلى تمرير تشريع مخصصات منفصل لتمويل تلك الاستثمارات.

أهمية القانون الجديد

قال زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر: “التشريع سيخلق وظائف ذات دخل جيد، وسيخفف النقص في سلاسل الإمداد، وسيساعد في خفض التكاليف، وسيحمي مصالح الأمن القومي لأمريكا”، وذكر السيناتور مارك وارنر، أن القانون سيساعد في تمويل 10 إلى 15 مصنعًا جديدًا لإنتاج أشباه الموصلات.

من جهة أخرى، بين السيناتور جون كورنين، أن هذا يوم سيء للرئيس الصيني شي جين بينج والحزب الشيوعي الصيني، مشيرًا إلى أن أمريكا “انتبهت أخيرًا إلى التحدي الذي تواجهه من الصين”.

دور أوكرانيا في صناعة أشباه الموصلات

تقوم صناعة أشباه الموصلات على غاز النيون، بحسب صحيفة ديفينس نيوز، أمس الأربعاء، وكانت أوكرانيا مركزًا عالميًا لصادرات غاز النيون، حيث تلتقط مصانع الصلب الغاز من الهواء وتفصله عن العناصر الأخرى ثم تحوله إلى صورة سائلة.

وبعدها، يدخل ذلك المكون في صناعة الرقائق الإلكترونية، المستخدمة في تصنيع كل شيء من الحواسيب إلى السيارات إلى صواريخ جافلين المضادة للدبابات. وقبل الحرب الروسية الأوكرانية، وكانت كييف مسؤولة عن نصف صادرات النيون العالمية، التي تتيح للمصنعين في تايوان وكوريا الجنوبية والصين إنتاج مليارات أشباه الموصلات سنويًا.

اعتماد صناعة الأسلحة على أشباه الموصلات

وفق التقرير، تعتمد الولايات المتحدة وقاعدتها الصناعية الدفاعية بشدة على أشباه الموصلات، وتستورد الحصة الأكبر منها من آسيا، وكانت الولايات المتحدة أرسلت 5 آلاف و500 صاروخ جافلين على الأقل إلى أوكرانيا حتى الآن، ويحتوي كل صاروخ منها على أكثر من 200 من أشباه الموصلات.

وتساءل السيناتور كورنين: “كيف سنصنع صواريخ جافلين المستخدمة في أوكرانيا؟” وأجاب بأن هذا سيصبح غير ممكن لأن جميعها تعتمد على أشباه الموصلات، وأن “صواريخ ستينجر التي يستخدمها الأوكرانيون بفاعلية لملاحقة الدبابات الروسية، ومقاتلات إف-35، جميعها ممتلئة بأشباه الموصلات التي ستصبح غير متاحة إذا انقطع وصولنا إليها”.

ونوه التقرير بأن الصين تُصدِّر كمية كبيرة من أشباه الموصلات إلى الولايات المتحدة وكذلك أيضًا المعادن الحيوية المستخدمة في صناعة منظومات الأسلحة الأمريكية.

تفوق تايوان والصين 

شعر الأمريكيون بتأثير نقص أشباه الموصلات أثناء جائحة كورونا، عند تسبب نقص الرقائق الدقيقة في ارتفاع أسعار السيارات، وبينت ديفينس نيوز، أن الإنتاج المحلي انخفض بينما حفز المنتجون الآسيويون، وخاصة تايوان، المصنعين لإنتاج أشباه الموصلات، وقال رئيس مجلس الأعمال الأمريكي التايواني، روبرت هاموند تاشمبرز، إن حوافز تايون “خلقت بيئة مواتية لتدفق رأس المال نحو الصناعة الناشئة”.

وبحسب تقرير صادر عن المجلس، في يونيو الماضي، “تواصل الصين التركيز على أشباه الموصلات كجزء من سياستها الصناعية الشاملة، عبر تقديم عديد الحوافز لشركات الرقائق المحلية وتوفير مبالغ ضخمة من التمويل في محاولة لإنتاج نحو 70% من الرقائق التي تحتاجها بحلول 2027″، لكن مصنعي أشباه الموصلات الأمريكيين لا يستثمرون في الأبحاث والتطوير مثل نظرائهم التايوانيين، وفق هاموند تاشمبرز.

الولايات المتحدة تتأخر عن المنافسة

حتى مع دعم أشباه الموصلات، أشار تقرير مجلس الأعمال الأمريكي التايواني، إلى أن قطاع تصنيع الإلكترونيات الدقيقة الأمريكي سيظل متأخرًا في السنوات الحاسمة التي تسبق 2027، وهو العام الذي حدده الرئيس الصيني، حتى يصبح الجيش جاهزًا في حالة قرر غزو تايوان.

وقال التقرير: “رغم الجهود الحالية التي يبذلها القطاعان العام والخاص في الولايات المتحدة لتعزيز قدرات تصنيع أشباه الموصلات المحلية، فمستبعد أن يتناقص اعتماد البنية التحتية الدفاعية والتجارية الأمريكية على تايوان في المدى القريب”، مشيرًا إلى أن التكلفة الهائلة لصيانة المصانع المتطورة وتحديثها أحد الأسباب الرئيسة وراء ذلك.

احتكار الصين للمعادن الحيوية

ذكر تقرير ديفينس نيوز أن أشباه الموصلات تعتمد على شبكة معقدة من سلاسل الإمداد، وحتى إذا نجحت الولايات المتحدة في تعزيز إنتاجها المحلي من أشباه الموصلات، ستظل تعتمد بشدة على دول أخرى للحصول على المكونات اللازمة لتصنيعها، مثل المعادن الحيوية التي تستوردها من الصين.

الولايات المتحدة تستورد معظم التانتالوم، وهو عنصر حاسم آخر في إنتاج أشباه الموصلات من الصين، رغم أن لديها مصادر أخرى للتانتالوم من دول صديقة مثل اليابان والمكسيك، لكن الصين تسيطر على المعادن الأخرى ذات الأهمية الحاسمة للقاعدة الصناعية الدفاعية، فتسيطر بكين على سوق مواد مثل التيتانيوم، والتنجستين، والإثمد، التي تدخل في صناعة الكثير من الأسلحة والمعدات العسكرية.

ربما يعجبك أيضا