انفراجة عالمية.. أول سفينة حبوب تغادر أوكرانيا بعد الحرب

أحمد ليثي

حوَّلت روسيا قواتها إلى شرق وجنوب أوكرانيا مستهدفة الاستيلاء على منطقة دونباس المكونة من دونيتسك ولوهانسك


قال مسؤولون أوكرانيون وأتراك، إن سفينة محملة بالحبوب غادرت ميناء أوديسا الأوكراني متجهة إلى لبنان يوم الاثنين.

وبحسب تقرير رويترز المنشور، اليوم الإثنين 1 أغسطس 2022، تعد هذه الرحلة أول مغادرة بموجب اتفاق ممر آمن تولته تركيا، منذ الحرب الروسية الأوكرانية، والتي منعت الشحن عبر البحر الأسود قبل 5 أشهر.

يوم إغاثة العالم

وصف وزير خارجية أوكرانيا هذا اليوم بأنه يوم إغاثة للعالم، خاصة بالنسبة للدول المهددة بنقص الغذاء والجوع بسبب تعطل الشحنات، حيث أصبح شحن الحبوب ممكنًا بعد أن توسطت تركيا والأمم المتحدة في اتفاقية تصدير الحبوب والأسمدة بين روسيا وأوكرانيا الشهر الماضي، وتهدف الاتفاقية إلى السماح بمرور آمن لشحنات الحبوب من وإلى أوديسا وتشورنومورسك وميناء بيفديني.

من جهته، قال وزير البنية التحتية الأوكراني، أولكسندر كوبراكوف: “غادرت أول سفينة حبوب منذ الحرب الروسية الأوكرانية، وبهذا تتخذ أوكرانيا اليوم، مع شركائها، خطوة أخرى لمنع الجوع في العالم، بمغادرة السفينة رازوني إلى لبنان، وذلك بعدما أدت الحرب إلى أزمة غذاء عالمية”.

ثلث صادرات القمح

وفقًا لتقرير رويترز، تمثل روسيا وأوكرانيا ما يقرب من ثلث صادرات القمح العالمية، لكن العقوبات الغربية على روسيا والقتال على طول الساحل الشرقي لأوكرانيا منعت سفن الحبوب من مغادرة الموانئ بأمان، لكن موسكو نفت مسؤوليتها عن أزمة الغذاء، وألقت باللوم على العقوبات الغربية في تباطؤ الصادرات.

من جهته، قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا على تويتر: “هذا هو يوم إغاثة العالم، وخاصة لأصدقائنا في الشرق الأوسط وآسيا وإفريقيا، حيث تغادر أول سفينة تحمل 26 ألف طنًّا من الحبوب من أوديسا بعد أشهر من الحصار الروسي”.

ترحيب عالمي

رحبت السفارة الأمريكية في كييف باستئناف الشحن، قائلة: “سيراقب العالم استمرار تنفيذ هذه الاتفاقية لإطعام الناس في جميع أنحاء العالم بملايين الأطنان من الحبوب الأوكرانية المحاصرة”، فيما قال مسؤولون أوكرانيون، إن 17 سفينة ترسو في موانئ البحر الأسود محملة بنحو 600 ألف طن من البضائع معظمها من الحبوب.

من جهته، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، إن السفينة رازوني سترسو في مضيق البوسفور في إسطنبول بعد ظهر الثلاثاء وستخضع للتفتيش من قبل فريق مشترك من ممثلي روسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة وتركيا، وستواصل طريقها بعد ذلك ما لم تظهر أي مشكلات”.

القصف في الجنوب والشرق

بحسب التقرير، تتواصل الحرب في الجنوب والشرق رغم الاتفاق على خروج شحنات الحبوب من ميناء أوديسا في أوكرانيا، وقال حاكم المنطقة بافلو كيريلينكو، إن 3 مدنيين قتلوا في قصف روسي في منطقة دونيتسك – اثنان في باخموت وواحد في سوليدار القريبة – في الساعات الأربع والعشرين الماضية.

وتعرضت مدينة باخموت، وهي مدينة صناعية ومركز نقل مهم، للقصف الروسي خلال الأسبوع الماضي، وتحاول قوات الكرملين احتلال دونيتسك بأكملها، وقال حاكم لوهانسك سيرهي جايداي، إن هذه المنطقة مهمة لأنها توصل الأسلحة للأوكرانيين الذين يقاتلون في سيفيرودونتسك وإجلاء الناس من تلك المنطقة.

القصف الروسي قد يعيق جني الحبوب

وفقًا لرويترز، قال حاكم ميكولايف، فيتالي كيم، إن قطب الحبوب الأوكراني أوليكسي فاداتورسكي، مؤسس ومالك شركة الزراعة نيبولون وزوجته قتلا في منزلهما، فيما نعاه الرئيس الأوكراني زيلينسكي، قائلًا، إن رجل الأعمال، أحد أغنى أغنياء أوكرانيا، كان يبني سوقًا حديثة للحبوب مع شبكة من محطات الشحن والمصاعد.

وقال زيلينسكي في خطابه الليلي: “هؤلاء الأشخاص، وهذه الشركات، التي تعمل بالتحديد جنوب أوكرانيا، هم الذين ضمنوا الأمن الغذائي للعالم، وسيكونوا كذلك على الدوام، لكن أوكرانيا قد تحصد نصف الكمية المعتادة فقط هذا العام بسبب اضطراب الزراعة من الحرب، فيما أفاد مزارعون بأنهم حاولوا الحصاد بين القصف الروسي لحقولهم والبلدات والقرى المجاورة”.

روسيا مصرة على استكمال أهدافها

بعد الفشل في الاستيلاء بسرعة على العاصمة كييف في وقت مبكر من الحرب، حولت روسيا قواتها إلى شرق وجنوب أوكرانيا مستهدفة الاستيلاء على منطقة دونباس المكونة من دونيتسك ولوهانسك، فيما تدعي أوكرانيا أن موسكو تسعى لضم منطقة الدونباس بالكامل مثلما فعلت مع شبه جزيرة القرم في 2014 لضمها إلى الجزيرة.

من جهته، قال الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، إن روسيا تقوم بنقل بعض القوات من دونباس إلى منطقتي خيرسون وزابوروجيا الجنوبية، في ظل سيطرة الانفصاليين المدعومين من روسيا على أجزاء من المنطقة قبل الغزو، وذلك بعد أن ضربت الصواريخ الروسية يوم الأحد مدينة ميكولايف الساحلية.

ربما يعجبك أيضا