منطقة بدع بنت سعود.. من استراحة للقوافل إلى قائمة التراث العالمي

رنا الجميعي
منطقة بدع بنت سعود الأثرية

يضم بدع بنت سعود مدافن تعود إلى العصر البرونزي ومباني من الطوب اللبن وأنظمة الري بالأفلاج.


عبر تاريخها، تحولت منطقة بدع بنت سعود من استراحة عابرة في صحراء الإمارات، إلى موقع أثري بعد اكتشاف مدافن قديمة ومصادر أفلاج فيها يعود تاريخها إلى 5 آلاف عام.

وتقع منطقة بدع بنت سعود على بعد 25 كيلومترًا شمال العين، التي استخدمت قديمًا كاستراحة، ويعد مرتفع جرن بنت سعود الصخري الذي يتميز بإطلالته على المناظر الطبيعة المحيطة، أبرز معالم المنطقة المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي للأمم المتحدة.

اكتشاف الأفلاج في «بدع بنت سعود»

قديمًا كانت منطقة بدع بنت سعود مأهولة بالسكان، وتحديدًا منذ العصر البرونزي الممتد من 3000 إلى 1300 قبل الميلاد، إلا أن المنطقة حظيت باهتمام أكبر، خلال العصر الحديدي المستمر منذ 1300 إلى 300 قبل الميلاد، ويتضح أن تلك الفترة هي بداية أول استخدام لنظام الأفلاج، الذي أتاح استخراج المياه الجوفية، واستخدمت المنطقة كاستراحة للقوافل والجماعات المستقرة من المزارعين.

ومن بين اكتشافات المنطقة كانت مصادر الأفلاج، وضم موقع بدع بنت سعود فلجين، كانت قنواتهما الجوفية تنقل المياه من الجبال إلى الحقول، واكتشف علماء الآثار أيضًا مبنى كبيرًا من الطوب اللبن، من نقطة وصول المياه الرئيسة لأحد الأفلاج، ويشتمل المبنى على قاعة واسعة يطولها 10 أمتار، وعرضها 13 مترًا، بحسب الموقع الرسمي لـ”أبوظبي ثقافة”.

 

مدافن بدع بنت سعود

مدافن بدع بنت سعود

المدافن ليست مجرد كومة حجرية

يوجد بالمبنى أيضًا 12 عمودًا تعد دعائم خشبية للسقف، فضلًا عن غرف لتخزين المؤن، ويرجح علماء الآثار أن ذلك المبنى كان يستخدم لإدارة توزيع مياه الفلج. وتعد المدافن من أهم المعالم الأثرية في بدع بنت سعود، التي يرجع تاريخها إلى العصر البرونزي، وجرى العثور عليها على الجانب الشرقي من المرتفع.

وأقيمت هذه المدافن على قمم وسفوح المنطقة، ويبلغ عددها أكثر من 40 مدفنًا حجريًّا، ويعود أحدث المدافن المكتشفة إلى بداية الألف الأول قبل الميلاد، في ما تشبه المدافن الموجودة في منطقة جبل حفيت الواقعة جنوب العين. وتبدو تلك المدافن كأكوام الحجارة، لكنها ليست كذلك، فكل كومة تخفي داخلها غرفة دائرية يدخل الشخص إليها عبر منفذ ضيق في الجدار الدائري.

أقداح وأوانٍ فخارية داخل المدافن المكتشفة

بجانب مدافن العصر البرونزي، توجد مقابر أخرى يرجع تاريخها إلى العصر الحديدي، مبنية من الحجارة المحلية الكاملة، أو الحجارة المقطعة بأشكال متعددة، وقد جرى تقسيم المدافن الجماعية إلى غرف، ضمت كل غفة منها رفات الموتى، وعثر فيها على هياكل عظيمة مبعثرة.

وقد تمكنت الفرق الأثرية من إيجاد فخاريات وأوان حجرية وأنصال خناجر ورؤوس سهام برونزية، إلى جانب أنواع عديدة من الخرز، وعثروا، في إحدى المقابر الجماعية، أيضًا، على بعض السيوف وأقداح مزخرفة، فدل ذلك على أن سكان العصر الحديدي كانوا يصنعون الأواني الحجرية ويبيعونها.

 

ربما يعجبك أيضا